رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مختار الكسبانى: الفانوس تحول من وظيفته الأصلية لأخرى ترفيهية

فانوس رمضان
فانوس رمضان

بدأت مراسم الاحتفال بقدوم شهر رمضان الكل يحتفل بهذا الشهر بطريقته المختلفة منا من يشتري الزينة ويقوم بتعليقها بالمنزل أو بالشارع وآخر يشتري فانوسًا لأطفاله حيث يعتبر الفانوس بهجة للأطفال وحنين الكبار للماضي.

"تحت الربع" هي أشهر المناطق لتصنيع الفوانيس وتعد منطقة أثرية تضم عددًا من الآثار الإسلامية وهو من أهم شوارع حي الدرب الأحمر بالقاهرة القديمة حيث تحتوي على عدد من الورش لصناعة الفوانيس بأشكالها التقليدية وقد شهدت صناعة الفانوس تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة بعد أن كان الفانوس عبارة عن علبة من الصفيح توضع داخله شمعة عن طريق تركيب الزجاج مع الصفيح مع عمل بعض الفتحات التي تجعل الشمعة تستمر في الإشتعال يليها مرحلة أخرى تم فيها تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج ووضع بعض النقوش والأشكال وكان ذلك يتم يدويًا وتستخدم فيه المخلفات الزجاجية والمعدنية وكان الأمر يحتاج إلى مهارة خاصة ويستغرق وقتا طويلًا وتوجد بعض الفوانيس المعقدة من ناحية تصميمها مثل الفانوس المعروف بالبرلمان والذي سمى بذلك نسبة إلى فانوس مشابه كان معلقًا في قاعة البرلمان المصري في الثلاثينات من القرن الماضي وكذلك الفانوس المسمى باسم ملك مصر السابق فاروق والذي صمم خصيصًا للاحتفال بيوم ميلاده وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها لتزيين القصر الملكي.

و تطورت صناعة الفانوس حتى ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية ومصباح صغير بدلًا من الشمعة ومع تعدد الخامات والأشكال إلا أن الفانوس لايزال أحد أهم وأشهر رموز الشهر الكريم وجزء لا يتجزأ من زينة ومظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل ارتبط به و يحبه الأطفال والكبار ولايزال الفانوس التاريخي موجودًا بأشكاله المعتادة ومنها النجمة والشكل الخماسي أو السداسي التقليدي، وكما عرف بأسماء كثيرة على مر العصور وهى “فانوس الملك فاروق، تاج الملك، عروسة البحر، أبو عيال، مسدس، الصاروخ، فاروق الكبير، أبو دلاية”.

كما توجد أسماء أخرى عرف بها الفانوس مثل المخمس، نجمة، أبو لوز، البرج، لوتس الصغير، البرميل، شق البطيخة، شمامة، عفركوش على أسم شخصية العفريت الذي ظهر بفانوس بفيلم "الفانوس السحري". ومنذ اليوم الأول الذي صنع فيه الفانوس في شوارع مصر القديمة وحتى الآن لا يزال رمزًا لا يتغير لقدوم شهر رمضان مصحوبا بأغنية رمضان الشهيرة "وحوي يا وحوي أيوحه"

 

كشف مختار الكسباني الخبير الأثري "للدستور" أن المصريين عرفوا فانوس رمضان حين وصل المُعزّ لدين الله إلى مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته وخرج أهلها لاستقباله عند صحراء الجيزة فاستقبلوه بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب ووافق هذا اليوم دخول شهر رمضان حتى صارت الفوانيس من مظاهر الاحتفال برمضان.

ويوضح الكسباني أن الفانوس تحول من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلًا إلى وظيفة أخرى ترفيهية في بدأيه الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون.

وهناك قصة أخرى حدثت في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي وقد كان مُحرَّمًا على نساء القاهرة الخروج ليلًا، فإذا جاء رمضان سمِحَ لهن بالخروج بشرط أن يتقدّم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل في يده فانوسًا مضاءً ليعلم المارة في الطرقات أنّ إحدى النساء تسير فيُفسحوا لها الطريق وبعد ذلك اعتاد الأطفال حمل هذه الفوانيس في رمضان وقيل إن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحراتي ولم يكن يُقاد في المنازل بل كان يعلَّق في منارة الجامع إعلاناً لحلول وقت السحور فصاحب هؤلاء الأطفال بفوانيسهم المسحراتي ليلاً لتسحير الناس حتى أصبح الفانوس مرتبطًا بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة في هذا الشهر ومنها وحوي يا وحوي.

رواية ثالثة تُروى أن الفانوس ارتبط بالسحور فقط، حيث كان يُعلق في منارة المسجد إعلاناً لحلول وقت السحور، أو يصطحب المسحراتي أطفال الشارع معه حاملين الفوانيس المضيئة لإثارة انتباه الناس بموعد السحور.