رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر أكثر دول إفريقيا إصدارا للسندات

ما أسباب انكماش الناتج الحقيقي بشمال إفريقيا والشروق الأوسط؟

الدكتور خالد الشافعي
الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز القاهرة

قال خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاستراتيجية، إن انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم كان له تأثيرات اقتصادية سلبية ضخمة، اضطرت حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لزيادة حجم اقتراضها، وهو ما مكنها من إنقاذ حياة المواطنين وحماية سبل عيشهم، وهذا يعد استثمارا في رأس المال البشري.  

وأضاف الخبير الاقتصادي ، أنه برغم أننا نشهد بوادر أمل، وخاصة بعد إطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كورونا، فإن الأزمة التي تعيشها المنطقة لا تزال مستمرة وتحتاج بلدان المنطقة إلى مؤسسات قوية حتى تتمكن من  استيعاب هذه الأزمة وإعادة إطلاق و بناء اقتصاديات أقوى وأكثر وقدرة على الصمود أمام الأزمات مستقبلا

وقال الشافعي في تصريح لـ«الدستور »، إن تداعيات فيروس كورونا وانتشارها بمعظم دول العالم ساهمت في تعثر اقتصادياتها وزيادة الدين العالمي بأكثر من 24 تريليون دولار، ليقفز من 257 تريليون دولار فى عام 2019 إلى 281 تريليون دولار العام الماضي، ليسجل أعلى مستوى فى تاريخه بسبب التدابير التحفيزية التى اتخذتها الحكومات والشركات وغيرها لمكافحة مرض (كوفيد 19).

وأضاف الخبير الاقتصادي ، أن قدر حجم  التضخم الدين العام والخاص بأكثر من 24 تريليون دولار خلال عام الوباء بما يعادل 27 % من الزيادة التى سجلت 88 تريليون دولار طوال سنوات العقد الماضي

مصر أكبر الدول الأفريقية في إصدار السندات

 

وكشف رئيس مركز العاصمة، أن مصر سجلت زيادة ضئيلة فى إجمالي مديونيتها خلال عام الوباء، حيث لم تتجاوز 5% من ناتجها المحلى الإجمالى لتتساوى مع اليابان وكينيا،بينما قفزت الديون فى العديد من دول أوروبا وأمريكا الشمالية بنسب مرتفعة تبدأ من 30% وحتى 50%.

وأضاف أن مصر باتت أكبر دولة فى قارة أفريقيا تصدر سندات دولية بإجمالي 38.6 مليار دولار خلال 2020 وحتى النصف الأول من فبراير 2021، وبزيادة أكثر من أربع مرات من الحجم الى حددته الحكومة، بجانب بيع ديون بقية 3.75 مليار دولار، ما يؤكد على اهتمام المستثمرين الأجانب بالأصول المصرية بفضل استقرار سعر الصرف وارتفاع العوائد وبرنامج صندوق النقد الدولي الذي يدعم الاقتصاد المصري . 

وتابع الشافعي، أن للمرة الأولى منذ 20 عاماً، ازداد معدل الفقر زيادة كبيرة وتشير التقديرات إلى أن جائحة كورونا ستزيد من معدلات الفقر المدقع ما بين 88 مليون شخص (تقديرات أولية/خط الأساس) و 93 مليون (تقديرات ثانوية/ اتجاه سلبي) في عام 2021. وبالنظر إلى أولئك الذين لولا الجائحة لتمكنوا من الإفلات من براثن الفقر المدقع ولكنهم وقعوا في غيابات الفقر المدقع بسبها (حوالي 31 مليون شخص في عام 2020)، فإن مجموع الفقراء الجدد الناجم عن هذه الجائحة في عام 2020 يقدر بنحو 119 إلى 124 مليون شخص.

مصر تجني ثمار برامج تطعيم كوفيد _19

 

وأكد الخبير الاقتصادي، أنه من المتوقع أن تجني مصر وبقية دول المنطقة ثمار برامج التطعيم ضد فيروس "كوفيد-19" على المدى البعيد وحملات التحصين الفاعلة ستساعد في التغلب على الحاجات الصحية العاجلة في البلاد، إلى جانب تمهيد الطريق لمسيرة تعافٍ أكثر سرعة، فضلاً عن تعزيز أسس البنية التحتية للصحة العامة.

وأردف رئيس مركز العاصمة، أن التعافي من تداعيات الجائحة في اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المرجّح أن يرتفع متوسط نسبة الدين العام للناتج المحلي الإجمالي في دول المنطقة إلى 54 % بحلول نهاية العام الحالي، مقابل 46 % خلال العام الذي قبله. 

البنك الدولي يصدر تقريراً عن الزيادة الافتراض بالشرق الأوسط  

 

ويذكر أن كشف تقرير صادر عن البنك الدولي مساء أمس، كشف أن جائحة كورونا قد زادت من زيادة معدلات الفقر و تدهور الأوضاع المالية  العامة وزيادة الاقتراض، وخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

وأوضح التقرير ارتافع حجم الديون الحكومية بشكل ملموس نظراً لاضطرار حكومات المنطقة إلى الاقتراض بشدة لتمويل تدابير الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية الأساسية، ويجب على بلدان المنطقة مواصلة الإنفاق على الرعاية الصحية والتحويلات النقدية لذوي الدخل المحدود، وهو ما سيضيف عبئاً إلى أأعباء الديون المتضخمة بالفعل، ما سيقودها إلى اتخاذ قرارات معقدة على مستوى السياسات بعد انحسار الجائحة

وأشار التقرير إلى أنه على المدى القصير هناك حاجة إلى الإنفاق على الموازنة العامة للتخفيف من اثار الجائحة ، بما في ذلك تحويل الدخل لدعم استهلاك الأسر الأكثر تضررا والإنفاق الصحي على الاختبارات و العلاج و التحصين.