رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كنز ربانى».. كيف أعادت الدولة سر الشفاء لبحيرة عين الصيرة؟

بحيرة عين الصيرة
بحيرة عين الصيرة بعد التطوير

هناك أجيال ارتبطت في أذهانهم اسم بحيرة "عين الصيرة" بأنها إحدى كنوز مصر الطبيعية، لما تتفرد به من أثر علاجي، فكما تعلمنا في مناهج الدراسات الاجتماعية فهي واحدة من أفضل مناطق العيون الكبريتية فى العالم، لكن على أرض الواقع فهي عكس ما ورد عنها في الكتب نهائيًا.

البحيرة التي تنفجر بها ثلاث عيون مائية، وتمتد على مساحة 30 فدانا بمنطقة مصر القديمة، كانت واحدة من مصادر العلاج الطبيعى للمصريين والأجانب طيلة 70 عامًا، وحتى الثمانينيات من القرن الماضي، غير أن يد الإهمال طالتها نتيجة تدفق مصادر التلوث، بدءا من إطلاق الصرف الصحى عليها من كل المناطق المحيطة، وإلقاء القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة، حتى حاصرتها كل أنواع الأمراض وأصبحت البحيرة تستغيث بمن ينقذها، وتحولت لكتلة من الأمراض المنتشرة فى المناطق السكنية المجاورة والمقابر، لتغرقها بالكامل بعد تزايد منسوبها، وتحاصر البحيرة نحو 1000 أسرة يعيشون فى منطقة حمامات عين الصيرة وتهددهم بالأمراض.

خلال الثلاثة أعوام الماضية انتبهت الدولة لتطوير وإحياء عدد كبير من المشاريع الهامة التي غيرت من الواجهة الحضارية للعاصمة، ومن بينها كان مشروع تطوير عين الصيرة، وإعادة المنطقة المحيطة بمتحف الحضارات بمصر القديمة للحياة، ووضع منطقة الفسطاط من جديد على قائمة أفضل الأماكن السياحية، ولا يغفل على أحد النتيجة المبهرة التي ظهرت على هذه المنطقة خلال موكب المومياوات الملكية في الثالث من أبريل الجاري.

والسؤال الذي بدأ في طرح نفسه هل تعود  البحيرة لأغراضها العلاجية والاستشفائية مرة أخرى؟ خاصة أن التجارب التي نشر تجاربها عدد من الباحثين أثبتت أن مياه عين الصيرة والطمي الموجود بها علاج لأمراض الإكزيما والروماتيزم والجرب والصدفية، وهو أمر لا يجب التفريط فيه، لا سيما أنه مصدر طبيعي يوفر على الدولة الكثير من الأدوية والعقاقير، كما تمثل مقصد سياحة علاجي لتفرده العالمي.

بدوره، ذكر المهندس محمد الدسوقي، مدير مشروع تطوير بحيرة عين الصيرة وسور مجرى العيون، أن التطوير شمل تزويد البحيرة بمحطات معالجة المياه، أما إعادة فتحها للجمهور للاستشفاء مرة أخرى أمر غير وارد حاليًا لعدة أسباب، أولها أنها موجودة في محيط متحف الحضارة الذي يتردد عليه عشرات الآلاف، وفي حال تزاحم المرضى على البحيرة سيعرضها للتلوث مرة أخرى ويشوه منظرها الجمالي.

وأكمل الدسوقي، في تصريحات لـ"الدستور"، أن القائمين على المشروع يحاولون الاستفادة منها لذا فهناك مقترح بتحويلها لمزرعة سمك صناعية، تشمل أندر وأجمل الأنواع، لكن مازال تحت الدراسة بعد تحليل المياه وقياس مدى صلاحيتها.

وأوضح مدير المشروع أن بداية تطوير بحيرة عين الصيرة،  كانت مطلع العام الماضي وشملت عملية تكريك وتطهير البحيرة،  لإزالة المخالفات، والتي وصل حجمها 200 ألف م3، ومن ثم بداية أعمال اللاند سكيب، 1-4-2020، والتي تم الانتهاء منها خلال 9 أشهر نتيجة العمل المتواصل 24 ساعة.

وحاليا تم الانتهاء تماما من بحيرة عين الصيرة، وأصبحت على أتم الاستعداد للافتتاح أمام الجمهور، حيث بلغت نسبة إنجاز البحيرة إلى 100%، ولكن لم يتم تحديد موعد افتتاح البحيرة أمام الجمهور حتى الآن، وسيكون بغرض التنزه فقط.

يعود ذلك لانها تتضمن ممشى سياحي بطول 2500 متر، يتخلله أماكن جلسات لكبار السن، يحيط البحيرة بأكملها من الخارج، وتتوسط البحيرة جزيرة الشاي، المصنوعة من أجود أنواع الأخشاب البلاستيكية المقاومة للعوامل الجوية، والتي تجعل الجالس داخلها، يرى كافة أرجاء البحيرة، والمتحف، بالإضافة إلى النوافير المائية داخل البحيرة. 

في أعلى مكان بمحيط البحيرة، يستقر 3 مطاعم، كي يستطيع الجالس داخلهم برؤية منظر البحيرة، والمتحف أيضا، وعلى يمين ويسار البحيرة، تتواجد الكافيهات والأكشاك التجارية، التي ستوفر أكلات التيك أوى، والمشروبات الساخنة والباردة، لزوار البحيرة.