رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعر رامى وفا يكشف تفاصيل ديوانه الجديد «وربنا بيشرح لى»

الشاعر رامي وفا
الشاعر رامي وفا

قال الشاعر الشاب رامي وفا، إن ديوانه الجديد "وربنا بيشرح لي" الصادر حديثا عن دار "فهرس" للنشر والتوزيع، هو الديوان الثالث له، ويضم 20 قصيدة بالعامية المصرية.

وأضاف "وفا" في تصريحات لـ"الدستور"، أن "عنوان الديوان يكشف كل شيء، ليس ديوانًا صوفيًا أو مرتبط بالدين أي ارتباط، أعتبره ديوان روحاني فلسفي في الأساس، كل قصائد الديوان إما أنها تخاطب الله مباشرة أو أنها تتحدث عنه، هذه الوحدة الموضوعية هي أكثر ما يميز الديوان بالنسبة لي، كنت في ديواني الثاني (عشرينات) اقتربت خطوة تجاه الديوان ذات المشروع الواحد، لكن أظن أنني اقتربت أكثر كثيرًا في هذا الديوان". 


وتابع: "الديوان يتكون من عشرين قصيدة، كُتبت معظمها في فترة الحجر المنزلي بسبب الكورونا في 2020، كانت الفرصة سانحة للتأمل، توقُّف العالم أربكني كما أربك الجميع، جعلني أعود إلى كل الأسئلة الوجودية التي لا يتيح عالمنا الحديث التفكير فيها في الظروف العادية، أخذت أتساءل عن معنى الإيمان، الهدف من وجودي، كيف يجب أن تُعاش الحياة؟ نصارع أم نرضى.. نأمل أم نيأس، نقاوم أم نستسلم، ودخلت في رحلة بحث طويلة داخل روحي أولًا ثم داخل الآخرين ثانيًا.. فحاولت أن أعرف ما معنى الإيمان بالنسبة للآخرين، ماذا يقول الدين في هذا؟ والفلسفة؟ والمتصوفة؟ ثم البوذية؟ ما رأي الرواقيين إذن؟ حتى الفلسفة المادية كيف ترى الحياة؟ رحلة بحث جميلة أخذت مني شهور خرجت منها أكبر كثيرًا، شعرت في كل لحظة فيها أن الله يحاول أن يدلني ويرشدني إلى إجابات أسئلتي وأنه كما يقول عنوان الديوان بيشرح لي". 


وأشار "وفا" إلى أن أصعب ما واجهه في كتابة الديوان هي معضلة الحفاظ على وحدة موضوعية على طول الديوان دون أن يمل أو يمِل القارئ، مستطردا: "عندما واتتني فكرة الديوان شعرت بأنه من المستحيل أن أستطيع كتابة 150 صفحة مثلًا أتحدث فيهم جميعًا مع الله، لن يخلو الأمر من تكرارات وإسهاب لا داعي له، لذلك قررت أن أوسع الدائرة تمامًا، أن أخاطب الله على لساني وعلى لسان آخرين، خاطبته على لسان شجرة، ولسان ليلى العامرية، ولسه فان جوخ، ثم لسان (عم تمساح) صديقي الأسواني الذي عرفته منذ سنوات، وبدأت أقبض على حالات شعورية مختلفة كلها لا تخلو من حديث مع الله أو عنه، لكنها أيضًا حالات متنوعة ومختلفة، وبذلك حاولت أن أحقق المعادلة التي لا أعرف إلى الآن هل نجحت فيها أم لا؟".
 
وعن اللحظة التي قرر فيها "وفا" كتابة كلمة موجه لله، يقول: "أتذكر اليوم الذي قررت فيه كتابة ديوان كله موجَّه لله، كنت في أجمل حالات السلام النفسي التي مررت بها في حياتي، أقود سيارتي بعد الثانية عشر ليلى (في ليالي الحظر)، الشوارع خالية تمامًا، لا زحام ولا ضوضاء ولا أنوار صاخبة، أشعر بطاقة نور تسري داخلي، سعادة مكتملة ليس لها اي سبب سوى أنني هنا، كنت أشعر بإمتنان عظيم لله فقط على فكرة وجودي في الحياة، ثم خطر ببالي أن أهدي ديواني القادم لله فأخذت أقول 

" إهداء إلى ربنا.. لو كان هيسمح لي

إهداء لنوره.. ف أعتم مراحلي

إهداء لحنيّته.. أغلط يصلّح لي 

إهداء لربّنا علشان.. 

كل مرة أقول له مش فاهم.. 

بيشرح لي

قلته مرة وحفظته في ذاكرتي، كانت لحظة استثنائية لا أنساها أبدًا، وكم أتمنى أن أعود لمثل تلك الحالة من الصفاء والسلام النفسي". 


يضم ديوان "وربنا بيشرح لي" مجموعة الرسومات الداخلية، وعن سبب ذلك يضيف "وفا" قائلا: "مصممة الغلاف الصديقة ندى رضوان قررت بعد أن بدأنا في تصميم الغلاف أن تضيف بعض الرسوم الداخلية للقصائد، كان غرضها أن نستخدم تلك الرسومات كدعايا للديوان على مواقع التواصل الإجتماعي، لكنها فاجأتني برسومات شديدة الجمال، وعندما امتحدت تلك الرسومات أمام (مصطفى بسيوني) صاحب دار فهرس للنشر والتوزيع، اقترح أن نضمها للديوان، وكنت قلقًا بشأن ظهور الرسومات بالأبيض والأسود، فقرر مصطفى أن يطبع الرسومات الداخلية بالألوان في الكتاب على أن تتحمل الدار تكلفة ذلك بالكامل دون زيادة في سعر الكتاب". 

واختتم الشاعر رامي وفا حديثه لـ"الدستور" قائلا: "قمت بحفلة توقيعي الأولى في مكتبة (ميكروفون) بالدقي_القاهرة وناقشني في الديوان الكاتب الصحفي بشري محمد، وقد كان نقاشًا ثريًا ممتعًا للغاية، والديوان متوفّر بالمكتبة ومُتاح للطلب أونلاين والشحن لكل المحافظات، وسأشارك قريبًا مع دار فهرس في معرضهم خلال شهر رمضان، وأتمنى أن أتنقّل قريبًا في محافظات أخرى لتوقيع الديوان، لعل تلك الرحلة الجميلة التي عشتها تؤثر بآخرين مثلما أثرت بي".

الشاعر رامي وفا
الشاعر رامي وفا