رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من مذكرات «الجنزوري».. تعرف على أول خطاب له أمام مجلس الشعب

الدكتور كمال الجنزورى
الدكتور كمال الجنزورى

توفى، صباح اليوم الأربعاء، الدكتور كمال الجنزورى، رئيس وزراء مصر الأسبق، عن عمر ناهز 88 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض، بأحد مستشفيات التجمع الخامس.

الدكتور كمال الجنزورى المعروف بـ«وزير الفقراء» ولد فى 12 يناير 1933 بقرية جروان، مركز الباجور، محافظة المنوفية، وتقلد مناصب عدة من بينها محافظ الوادي الجديد ثم محافظ بني سويف قبل أن يدير معهد التخطيط القومي ثم يصبح وزيرًا للتخطيط فنائبًا لرئيس الوزراء.

وشغل منصب رئيس مجلس الوزراء فى يناير 1996 حتي أكتوبر 1999، ليشغل المنصب مرة أخرى فى نوفمبر 2011- حتي يوليو 2012، حتى تم تعيينه مستشار لرئيس الجمهورية عدلى منصور للشئون الاقتصادية فى يوليو 2013.

وكتب كمال الجنزورى مذكراته بعنوان «طريقى» صدرت عن «دار الشروق» عام 2013 ويقول في الكتاب:

تحدثت لأول مرة أمام البرلمان عام 1982 فصفق لى النواب وقال لى يوسف والى وزير الزراعة الأسبق آنذاك: لن يتاح لك الميكروفون مرة أخرى

ـ أمام مجلس الشعب أول مرة

فبعد أن تمت مناقشة الخطة العشرينية والخطة الخمسية الأولى وخطة السنة الأولى، وأيضا الموازنة العامة لعام 821983، كان على الدكتور صلاح حامد، أن يعقب على كل المناقشات المتعلقة بالموازنة العامة، وكان علىّ كوزير تخطيط أن أعقب على ما أثير عن الخطة العشرينية والخمسية والسنة الأولى.

ويبدو أننى وفُقت وكانت المرة الأولى لى فى المجلس، حيث تكلمت مرتجلا، ونلت الرضا من أعضاء المجلس وكان التصفيق حارا، وإذا بى أفاجأ بعد انتهاء المناقشات، بدخول الدكتور فؤاد محيى الدين وطلب التعليق.

وكان يجيد الخطابة، كان شخصية مؤثرة حينما تستمع إليه، فعلق بكلام عام على أهمية التخطيط وكيف أخذت الموازنة العامة فى اعتبارها كل ما يتطلبه المواطن المصرى خاصة محدودى الدخل.

ـ التليفزيون تجاهل كلمتى

جاءت الساعة السادسة، وأعلن التليفزيون أن مجلس الشعب وافق على الخطة والموازنة، وعقب رئيس الوزارة بكذا وكذا.

وكأنه لم يكن هناك وزير للتخطيط ولا وزير للمالية، وهو حق أصيل لكل منهما فيما يتعلق بالخطة وبالموازنة.

ولكن قبل أن أتحدث مع السيد صفوت الشريف، كان معى الدكتور يوسف والى أثناء مناقشة الخطة فى المجلس، وكان على علاقة غير طيبة مع الدكتور فؤاد محيى الدين لأسباب شخصية أو سياسية لا أعلمها.

وقد قال لى: "إنه بعد أن تكلمت فى المجلس اليوم، وأجدت وأنصت وصفق لك الجميع، فأقول لك كلمة صادقة": لن يتاح لك الميكروفون بعد اليوم.

ومع أننى أخذت كلامه كتعبير عن عدم رضا بينه وبين الدكتور فؤاد. فقلت لماذا؟ ألم نتكلم كمسئولين عن الخطة والموازنة؟ فرد بأن الدكتور فؤاد محيى الدين طلب، قصر ما يذاع عن الخطة والموازنة، على رئيس الوزارة فقط.

وقد ترى من ذلك، أن الإنسان هو الإنسان مهما كانت وظيفته بكل مشاعره، والتى من الممكن أن يكون لها تأثير على العمل العام إذا تمكنت الغيرة أو المنافسة من العاملين.

كان هذا فى البداية، ولكن بعد شهر أو اثنين، بدأت العلاقة مع الدكتور فؤاد تتحسن، رغم اختلافى مع سياسته وحرصه الزائد على إدارة الأمور منفردا، ولكن كان يتميز بسعيه الدائم إلى المصلحة العامة.

اختلفنا بعض الوقت وتقاربنا فى أغلب الأوقات، ورغم الفجوة التى بدت عند أول عام 1982 معه، أصبحت من أقرب الوزراء إليه، وكان الاتفاق كاملا على الأسس والتفاصيل التى تحقق المصلحة العامة، والبعد عن كل ما ينتمى إلى المصلحة الخاصة.