رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجمال»: المحاماة لن تقبل إلا الممارس لها

جريدة الدستور

عقدت نقابة المحامين، اليوم الأحد، جلسة حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد، برئاسة حسين الجمال، أمين عام النقابة، نيابةً عن رجائي عطية نقيب المحامين، وبحضور محمد الكسار، ومحمد راضي، عضوي مجلس النقابة العامة للمحامين.‏

وعُقدت الجلسة بمقر النقابة العامة للمحامين برمسيس لنقابات: «أسوان ـ قنا ـ الأقصر ـ سوهاج ـ جنوب أسيوط ـ شمال أسيوط ـ الوادي ‏الجديد ـ المنيا ـ شمال سيناء ـ جنوب سيناء». ‏

واستهل «أمين عام النقابة» كلمته لشباب المحامين بالتأكيد على أن الفترة المقبلة في حياتهم هي الفيصل في مستقبلهم المهني، قائلًا: إما أن تكون ‏محاميًا أو غير ذلك، والمحاماة لن تقبل ولن تعطي إلا الممارس الحقيقي لها، موضحًا أن تلك المرحلة ليست كسابقتها - يعني المرحلة الدراسية- لأنها ‏مرحلة التطبيق الفعلي للقانون وليست دراسته فقط.‏

وأضاف «أمين عام نقابة المحامين» أن حلف اليمين شرطٌ أساسي من شروط القيد بنقابة المحامين، كما نص قانون المحاماة، مؤكدًا أن ‏القسم له أهمية ومعانٍ جليلة يجب أن يعيها كل محامٍ، وأنه ليس مجرد عبارات تردد وفقط، بل يُمثل نقلةً في حياة خريجي كليات الحقوق ‏ينطلقون منها إلى مرحلةٍ جديدةٍ ليسطروا يومًا تاريخيًا محفورًا في ذاكرتهم إلى الأبد.‎

ونوّه إلى أن ممارسة مهنة المحاماة لها ضوابط وشروط ينبغي توافرها في ممتهنها، أولها: أن يعي ويؤمن بأن الرزق بيد الله؛ لأنه لا يتقاضى راتبًا ‏شهريًا وإنما هو من يحدد أتعابه ويُقدّرها، وقد تأتي أيامٌ يشح فيها عمله، وثانيها: أن يكون أمينًا على ما يؤتمن عليه؛ لأنه لا رقيب ‏عليه في عمله أو في علاقته بالموكل إلا الله، مشيرًا إلى أن رسالة المحاماة أخطر من رسالة القضاة؛ لأن القاضي يحكم طبقا لوقائع ‏الدعوى، وإنما المحامي يتحمل الدعوى منذ بدايتها حتى الحكم فيها.‏

كما أشار إلى أن مهنة المحاماة تضيف للمحامي العلم والفصاحة، وتُجبره على أن يعمل لصقل مهاراته، وينهل من جميع العلوم ليكون ‏قادرًا على ممارسة المحاماة، لافتًا إلى أن مهنة المحاماة أساسها الأخلاق والعلم والمعرفة والقدرة على الإقناع، إلى جانب التزام ‏الكلمة الحسنة والمظهر المشرف.‎

وشدد «الجمال» على أن المحامي مسئول عن سلوكه وتصرفاته، فهو محل نظر المجتمع، مشددًا على ضرورة اعتزاز المحامي بنفسه ‏وتحلّيه بمكارم الأخلاق، التي هي من الصفات التي أثبتها الحق لرسوله -صلى الله عليه وسلم- فقال في كتابه العزيز مخاطبًا حبيبه: «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ»، منبهًا ‏على المحامين الجدد ضرورة احترام النفس والاعتزاز بالشخصية، ومعرفة كيفية التعامل مع كافة أطراف العدالة وفئات المجتمع المختلفة.‎

وأكد أن الأخلاق هي عماد نجاح المحامي؛ لأنها تمنح الفرد إمكانيّة اختيار السلوك الصادر عنه، وتحديد شكله، مما يعني الإسهام في ‏تشكيل شخصية الفرد، وتحديد أهدافه في الحياة.‎

كما تحدث حسين الجمال عن المحاماة قائلا: "أعظم رسالة في الكون، وهي ليست مجرد عمل يؤديه المحامي فقط يتصل بالقانون بل ‏تتعلق بواقع المجتمع وشتى جوانبه، فالمحامي هو من يحدد الوصف القانوني للواقعة التي تنظرها المحكمة، ويعتمد في ذلك على ما ‏اكتسبه من علم ومعارف تجعله قادرًا على البيان والارتجال وإقناع هيئة المحكمة، وزعزعة عقيدتهم".‎