رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو سليم: حاربوني بسبب صلاح جاهين.. والإخوان «كفّروني»

المحرر خالد حماد
المحرر خالد حماد وعمرو سليم


عمرو سليم:

- حاربوني كثيرا بسبب صلاح جاهين.. وحجازي أهداني 12 كتابا

- فنان الكاريكاتير كل يوم أمام امتحان في مجتمع يتغير يوما بعد الآخر

- تعرضت في عهد مبارك لتهمة إهانة الرئيس.. والإخوان «كفروني»

- الحديث عن موت الكاريكاتيرأمر مبالغ فيه ولن يحدث



رسومات عمرو سليم لها مذاق خاص؛ لا تكتفي بالضحك أو السخرية، فضلا عن ما فيها من هذا وذاك، تحمل قدرا من التهكمية؛ فبعدما تنتهي من نوبة الضحك ومن القفشات الساخرة، تجد نفسك غارقًا في الأفكار تتأمل "حالك ومحتالك"، كما يقول أبناء البلد، فلا تنتبه إلا وأنت تقول "يعني كان لازم يا عمرو".. فترد عليك أصوات شخوصه بـ"الفم المليان"، وهي تقول: آه لازم وستين لازم.

هنا عمرو سليم ورسوماته في ضيافة "الدستور"
◄ لكل مبدع مرويته الأدبية وأخرى تصويرية.. فما الحكاية التي حفزتك نحو الكتابة والرسم؟

بدأت مشواري مع الكاريكاتير، مثل أي شخص محب للكاريكاتير، وجاءت البداية الفعلية عبر مؤسسة روزاليوسف، التحقت بروزاليوسف في العام 87، وعينت بها عام 88، كانت هناك بداية لا يعرفها الكثيرون، وكان لي الشرف أن تكون بداياتي الفعلية مع جريدة الوفد " وفدالصعيد"، التي كان يصدرها الوفد أيام الكاتب الراحل مصطفى شردي، كانت الوفد توحشت في نجاحها صحفيا، لدرجة أنها كانت تطبع طبعات إقليمية منها: وفد الإسكندرية، ووفد الصعيد، كانت هذه المطبوعات يرأس تحريرها الكاتب الصحفي مجدي مهنا، وكانت تصدر شهريا، واختارني مجدي مهنا للعمل كرسام بالجريدة، وكنت أرسم في الصفحة الأخيرة كاريكاتير.

◄ لماذا اختارك مجدي مهنا؟

كنت وقتها قدمت كتابا يتضمن رسوما كاريكاتورية، كان بمثابة دخولي لعالم الكاريكاتير بمحض الصدفة، ذلك لأنني خريج أكاديمية فنون المعهد العالي للسينما قسم إخراج الرسوم المتحركة، وكنت تحصلت على الجائزة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي، في المسافة ما بين تخرجي وتحصلي على جائزة مهرجان القاهرة السينمائي، كنت وأصدقائي نبحث عن عمل.

كانت هناك إحدى الشركات، أعلنت طلب عمل كتب دعائية قليلة التكاليف، تصاحبها رسوم هدفها تعليم وإرشاد الشباب، كيف يتحركوا في حياتهم، تقدمنا للعمل وأصدقائي، ونفذت رسومات كانت بمثابة بداية اكتشافي لفن الكاريكاتير.

ذهبت وأصدقائي الثلاثة المخرج أسامة أبوزيد، والمخرج سامح الشرقاوي "لنشهد تقييم الرجل لما قدمناه"، دخل الأول وخرج وعلى وجهه علامات الضيق لتقديمه 6 رسومات، وجرى اختيار واحدة، أما الثاني دخل بـ12 لوحة، وجرى اختيار 2، وجاء عليّ الدور فقررت أن أدخل وأفتعل معه مشكلة، لكن حدث ما لم أكن أتوقعه فوجئت بحديث مرحب جدا بما قدمته، وأخذوا مني 16 لوحة، وكان هذا أول عقد في حياتي لاحتراف الكاريكاتير، تقاضيت عن هذا مبلغ 120 جنيها، وكان بالنسبة لي مبلغ كبير جدا، استغرابي كان ناتج عن كيف للهواية أن تنتج مكسب مادي، إلى جانب المكسب المعنوي.

كان نتاج هذا، أن والدي الكاتب الصحفي "جمال سليم" رئيس تحرير الملف السياسي بجريدة روزاليوسف، ونائب رئيس تحرير جريدة العربي الناصري، كانت تربطه صداقة بالكاتب مجدي مهنا، الذي بدوره أعجب بما قدمته في الكتاب الدعائي، وطلب من والدي أن أكون معه في الوفد، أرسم الصفحة الأخيرة من وفد الصعيد، وكانت هذه أولى تجاربي الصحفية.

◄ أكان الكاريكاتير بالنسبة لك صدفة أم اختيار؟

دخلت إلى الكاريكاتير صدفة، وأنا كنت تلميذا مضيعا وقته في الرسم، ولم يكن من ضمن اهتماماتي أبدا أن أكون رساما للكاريكاتير، وحتى التحاقي بأكاديمية الفنون كان مجرد صدفة، لم يكن أمامي اختيار لدخول غيرها، وهذا نتيجة المجموع الضعيف الذي خرجت به من الثانوية العامة، وكان دخولي إلى الأكاديمية اختيار والدي.

ذهبت إلى الأستاذ محمد بغدادي بروزاليوسف، ومعي أرشيفي الصحفي إلى جوار رسومات كاريكاتير أنجزتها، وقد شهد الرسومات وطلب مني كي أكون رساما للكاريكاتير محترفا علي أن أذهب لأرشيف روزاليوسف، وأشهد ماذا أنجز فنانوها، كانت هذه نصيحة ذهبية من الكاتب محمد بغدادي وبالفعل، كنت كل يوم أذهب للأرشيف، أطلع على إعداد صباح الخير من أول عدد لها عام 56.

فوجئت بكم المنتج الهائل لكبار الفنانين بهجت عثمان، وحجازي، وصلاح جاهين، والبهجوري، وغيرهم إلى جانب الكاريكاتير كرسوم كانت الدهشة ناتجة من حرية الأفكار والقضايا التي يناقشها، مقارنة بالراهن الذي كنت أشهده، الذي كان يشير بالفرق المرعب، يشبه تماما جولات الملاكمة، التي تنتهي من أول جولة لصالح هذا الجيل لسبب رئيسي وهو عدم التكافؤ.

لم يكن يشغلني فرق المجتمع، ولا حتى الفترة الزمنية التي شهدت هذه الموجة من الحرية "الستينيات" في كسر التابوهات، ما كان يشغلني ما شهدته، الذي يعني لي أن هذا هو فن الكاريكاتير كما يجب أن يكون، ما كان يقدمه هذا الجيل لم يكن مجرد أفكار بل روح حقيقية وحية تشغل ما يقدمونه، وهذا ما يميز جيل الستينيات عن غيرهم، لدرجة أنني حفظت طريقتهم وأسلوبهم في الرسم.

عرفت عبر عملي بروزاليوسف كيف يكون رسام الكاريكاتير الملك المتوج داخل المكان، وعلى مدار عملي بروزاليوسف من عام 80 حتى 2008، لم "يفكر أحد يوما في لي ذراعي" رغم عملي في الوقت ذاته في صحف أخرى، ضد توجهات روزاليوسف.

الآن وأنا أعمل بالمصري اليوم، بذلت جهد مرعب عبر مناقشات مطولة مع الإدارة لاستيعابهم معنى الكاريكاتير، وأن الأفكار التي يقدمها الفنان عبر رسوماته هى حقه ومنتجه، وتعبر عنه وعن رؤيته، بالقطع إن الأمر مختلفا كليا عن روزاليوسف.
◄من ضمن الأسماء الكثيرة التي عاصرتها واقتربت منها.. هل يمكن الإشارة إلى أب روحي في مسيرتك مع فن الكاريكاتير؟

بالقطع "بهجت عثمان" هو الأب الروحي، والحقيقة في بداياتي كان هناك من قالوا أنني خليفة لـ"صلاح جاهين"، وبناء على هذه الكلمة بقدر ما أضافت إلى بقدر ما أخذت مني، وتمت محاربتي من جيل يسبقني، بدءا من تضييق المساحات في النشر، لكن من أنقذني من هذا هو جيل الستينيات، ودافعوا عني بشكل قووي جدا في روزاليوسف وساعدوني جدا.
أتذكر أن يوم ما دخل عليّ والدي حاملا "شنطة" بها ما يزيد عن 12 كتابا في مجالات فنية مختلفة عن تاريخ واتجاهات الرسم، وقال لي: هذه هدية الفنان حجازي لك، وهو مبسوط بشغلك.

أما وصايا "بهجت عثمان" لي فكان دائما ما يشير لي بالاهتمام ومتابعة السينما، وكان يرى في رسام الكاريكاتيرالمحترف يشبه تماما المخرج السينمائي المحترف.

◄ النظر إلى الكاريكاتير كـ"فن" يعمل على مستويات عدة مثل رفع الوعي وتنمية الذوق.. فكيف يمكن أن يسهم أيضا في تنمية المجتمع؟

مجرد أن تتفاعل مع مشكلة أو قضية مطروحة، وذلك عبر طرح رأيك كفنان كاريكاتير فتثير حالة من الجدل مع أو ضد، ودور فنان الكاريكاتير للنهوض بالمجتمعات، هو دفعهم للتفكير عبر طرح رؤيته وأفكاره، يمكن أن تلمس هذا الدور عبر التاريخ والنموذج الأقرب لذلك، ما كنا نشهده في ثورة يناير من حشود المتظاهرين ورفع لافتات عليها رسومات كاريكاتير.
إلى جانب ذلك الدور الذي لعبه الكاريكاتير في سقوط الجماعة المحظورة "الإخوان المسلمين"، ففي عصر مبارك، قدمت فيّ بلاغات بتهمة إهانة الرئيس، أما في وقت تولي الجماعة المحظورة حكم مصر، قدمت 8 بلاغات في بتهمة إزدراء الأديان، وهذا يوضح الفرق بين حكم يصفك بالمعارض، وحكم يصفك بالكافر.

إلى جانب ذلك، الدور الحالي الذي يلعبه الكاريكاتير للتصدي للقضايا الشائكة ومنها على سبيل المثال "عين القاهرة"، وكيف جرى إدارة حوار صحفي يمنع هذا، هذا الجدل الذي يفرزه الكاريكاتير والصحافة له دور كبير ومهم في إثارة القضايا الشائكة وطرحها.

بالتأكيد إن فنان الكاريكاتير ليست من ضمن مهامه الضحك لمجرد الضحك، فهو كل يوم أمام امتحان في مجتمع يتغير يوما بعد الآخر، ودوره أن يكون لديه يد في تغيير هذا المجتمع للأفضل.

◄ لك مسيرة متميزة مع صحف متنوعة "حكومة ومعارضة" كما يقولون ورغم اختلافات سياسة تحرير كل إصدار إلا أنك صنعت بصمتك الفنية هنا وهناك.. كيف استطعت تحقيق ذلك؟

سأذكر لك واقعة.. كنت بجانب عملي في روزاليوسف رئيس لقسم الكاريكاتير في الدستور، ونائب لرئيس تحريرها "إبراهيم عيسى"، وفجأة وأنا في روز اليوسف عبد الله كمال في أول اجتماع بعد توليه رئاسة تحرير روزاليوسف ومجلس إدارتها، كان تخوف مجلس إدارة الدستور، أن يكون هناك قرار من جانبه بمنعي من العمل، طلب مني عبد الله كمال، إنشاء قسم للكاريكاتير في روزاليوسف، وأصبحت أرسم كاريكاتير يومي في الأولى والأخيرة في روزاليوسف، وبعد الظهر أرسم للدستور، وكان من ضمن ما طلبه مني، ألا أقترب من مبارك وعائلته والجيش، وكان هذا بمثابة اتفاق عمل، ورحبت بذلك في حين كان هذا السقف مفتوحا لدي في الدستور.

كان لعبد الله كمال طريقته في إدارة روزاليوسف، مبنية على النقاش واذكر أنني رسمت كاريكاتيرعن القذافي، فأشار لي أن ممكن يكون رد القذافي قرار يعيد لنا أكثر من 2 مليون مصري من ليبيا، فوافقت على عدم نشره، طوال مشواري في العمل لم أوجه بأي تقييد من قبل المؤسسات التي عملت بها.
◄ في حوار سابق لك مع "الدستور" ذكرت أنك نجحت خلال عملك بجريدة "الشروق" في اكتشاف 13 رساما جديدا وبعد تركك لها لم يتبق لأي منهم أي أثر.. لماذا؟

هؤلاء أختفوا تماما بمجرد أن تركت الشروق، وهذا بالنسبة لي أنهم لم يستطيعوا التعامل معهم.



◄ يفتقر تاريخ الكاريكاتير إلى مبدعات من النساء بما تفسر ذلك؟

هناك من يشير إلى أن الأستاذة سناء البيسي، أول من رسم الكاريكاتير، وهذا شيء جيد، لكن عند الحديث عن الاستمرارية سنتوقف عند "دعاء العدل" كواحدة من أبرز الأسماء الموجودة في المشهد الراهن للكاريكاتير، إلى جانب رسوماتها متعلقة بصفحة الرأي، التي لها طابع مختلف يتسم بالثقل، والحديث عن الندرة والغياب غير صحيح، خاصة أن عدد الرسومات لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وإذا ذهبت إلى عدد المشتغلين برسم الكاريكاتير في الصحف، ستجد 2 هما "عمرو سليم وعمرو فهمي"، والمساحات المفتوحة لرسامي الكاريكاتير ستجد 9 مساحات، منهم 8 في المصري اليوم، واحدة لعمرو فهمي في أخبار اليوم. أما في المجلات ستجد ياسمين مأمون في مجلة صباح الخير.

المشكلة الحقيقية التي يواجهها فنانو الكاريكاتير في مصر الآن، تتلخص في النشر، ولو فتح المجال لهم، لن يكون هناك أي حديث عن ندرة أو غياب للكاريكاتير.

◄ من أبرز الرسامين الذين تحرص على متابعة إنتاجهم الآن؟

أتابع رسومات عبد الله، وعمرو فهمي، وهاني شمس، ومصطفي سالم، ودعاء العدل.. أتابع كل رسامي الكاريكاتير الموجودين على الساحة، وحزنت جدا من إلغاء مساحة الكاريكاتير من صحيفة الأهرام.

◄ ماذا لو طلبت منك تذكر كاريكاتير لك أو لغيرك لا يفارق ذهنك.. وآخر تمنيت أن ترسمه؟

أتذكر غلاف لمجلة اليسار التي كان يرأس تحريرها الكاتب حسين عبدالرازق، وصدر فارغا دون رسوم، وترجع قصة هذا إلى أنني رسمت كاريكاتيرا ساخرا، اترعبت منه المطبعة، وحبوا أن يغيروها فطلبوا رئيس التحرير حسين عبدالرازق، وقالوا له إن أمن الدولة اعترض على الغلاف، ويمكن استبداله برسم آخر، فطلب منهم أن ينزل الغلاف فارغا دون الرسوم، وكتب حسين عبدالرازق في العدد التالي لمجلة اليسار، أن عمال المطبعة ادعوا أن لوحة الكاريكاتير لاقت معارضة من أمن الدولة، وهذا غير صحيح بالمرة، ونشر اللوحة داخل العدد، وكان هذا تصرف ذكي من الكاتب حسين عبدالرازق، كانت اللوحة تحمل "صورة لعائلة مبارك"، وهي تشاهد كره القدم، وكتبت عليها لوحة اجتماعية جدا.

أما للآخرين فكل كاريكاتيرات حجازي واللباد وبهجت فهي تدرس، وأتذكر لوحة لرسام عراقي "مؤيد نعمة" تحمل اللوحة صورة لأمريكي مطأطأ يقبل يد الإسرائيلي، وعربي مطأطأ يقبل يد الأمريكي، ووراء العربي صورة لأشخاص يصفقون.
◄ هل تعرضت لمضايقات تذكر بسبب رسوماتك؟

تعرضت في عهد مبارك لتهمة إهانة الرئيس، وللأمانة كان المحقق شخص في منتهى اللطف، وقال لي سأوجه لك اتهام كبير، لكن لا تقلق، كان إلى جانبي الحقوقي نجاد البرعي ومحامي المصري اليوم.

ومن ضمن اللوحات الكاريكاتورية التي تسبب في أزمة وصلت للبرلمان، وإثرها شتمني زكريا عزمي، اللوحة كانت تدور حول "قططتين ماشيين ووراهم صورة كلب وتحته شعار انتخبوني خير من يمثلكم"، القطة تقول للأخرى "لا شبهنا ولامننا وبيقول إنه هو اللي بيمثلنا في المجلس" يومها، وفي الساعة السادسة مساء، اتصلوا بي وقالوا لي أنهم طالبوا تحويلك للجنة القيم، وكان لمجدي الجلاد ومحمود مسلم، دورا في إنهاء هذه الأزمة، وطلب مني أن أقوم بكتابة تعريف للكاريكاتير، وتضمين ذلك ببعض من الرسومات الكاريكاتير في صحف العالم تسير في نفس السياق، وقال إنه سيستأذن فتحي سرور في أن يكون هناك جلسه لشرح الأمر بالتفصيل، وحدث هذا ووزعوا على نواب مجلس الشعب هذا التعريف، وكلمتنى وقتها الإعلامية "منى الشاذلي"، وطمأنتني بأن "زكريا عزمي" تواصل معها وطمأنها، وهذا ما شجعني على الاستمرار، خاصة أن هناك سلطة متفهمة جدا.

◄ ينفس المصريون عن أوجاعهم من خلال النكتة والسخرية من أنفسهم والتهكم عليها.. ما الفرق بنظرك بين تلك الثلاثية النكتة والسخرية والتهكم؟

من الصعب فكرة التصنيف، وفنان الكاريكاتير دائما مشغول بفكرة تمريرما يقدمه وكيف، و"النكتة" ليس عليها مسئولية سياسية وتبقى وتظل نكته واحيانا عمرها غالبا بيبقي قصير، والفرق الجوهر بين النكتة والكاريكاتير هو أن فن الكاريكاتير رأي، وتتحمل مسئوليته، أما عن السخرية والتهكم فهما قالب أساسي قائم عليهما فن الكاريكاتير.

◄ كيف ترى مستقبل الكاريكاتير؟

حتى أجيبك عن هذا السؤال، على الصحف أن تفتح صفحاتها مرة أخرى لفن الكاريكاتير، أما الحديث عن موت الكاريكاتير فهذا أمر مبالغ فيه ولن يحدث.

◄ وماذا عن تأثير الوشيال ميديا ؟

لي رأي مخالف لكل ماهو شائع حول تسيد السوشيال ميديا الموقف، والحديث عن المقارنة بطبيعة الحال ليس دقيق، صحيح أن فن الكاريكاتير مرتبط بالصحافة طوال تاريخه، وصحيح أن الصحافة الورقية تشهد تراجعا في مختلف أنحاء العالم، ودورنا أن نحد من هذا التراجع عبر رؤية مختلفة ومغايرة تقدم عبر الصحافة الورقية.

ثمة شيء من الصدق تتمتع به الصحافة الورقية، وسيظل القارئ للصحيفة الورقية موجود، وتأثير السوشيال ميديا في رأيي تأثيركاذب.. اشبه بوجبات التيك أواي، وفي ظني أن هناك ملايين يتابعون الصحافة الورقية، علينا أن نحافظ عليهم، وذلك يأتي بالمهنية والاحترافية.

ثمة خطر مرعب في الصحافة الآن وهو صحافة "التريند"، دور الصحفي كما تعلمنا هو المصداقية، ولا يقوده التريند، ولا يمكن أن تقود الجماهير الصحافة، وهذا هو الخطر الذي نعيشه، أن تقود الجماهير الصحافة عبر ما يسمى "التريند"

◄ كيف يمكننا دعم هذا الفن في مصر.. وهل ترى أن الفعاليات المتواترة مثل «متحف الكاريكاتير والملتقى الدولي ومشروع ذاكرة الكاريكاتير" تكفي لتوثيقه؟

هذه الفعاليات لها دور مهم، وهو استعادة دور الكاريكاتير، عبر وجوده في المعارض والملتقيات الفنية، ووجود مثل هذه الفعاليات يعني مزيد من الحرية في الرأي.