«الحكيم متناقض فى فهمه للإسلام».. معارك نوال السعداوى

رغم أنه يروج بانضمام الكاتبة الراحلة نوال السعداوي لجماعة الإخوان، إلا أنها كانت لها آراء قاطعة في سياستهم، وكانت إحدى معاركها الفكرية ضد أفكارهم وتوليهم حكم الدولة.

وقالت الراحلة نوال السعداوي، إثر فوز جماعة الإخوان بـ88 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية عام 2005، إنها ليست ضد سياستهم فقط، ولكن أيضًا ضد ما يمارسونه من اضطهاد وقمع ضد النساء، حيث إنها لن تفاجئ عندما يصل الإخوان للحكم أن يتم إجبار جميع سيدات مصر على ارتداء النقاب.

ولفتت "السعداوي" إلى أن وصول الإخوان للحكم سيدفع لانتشار البغاء على نطاق واسع، حيث قالت: "ستتحول الدولة من النمط الأمريكي إلى النمط الإسلامي، مما سيتسبب في هزة اجتماعية غير مسبوقة لم تمر بها مصر منذ عهد ما قبل الثورة"، وذلك بحسب جريدة "الغد" 2005.

اتهام بالكفر وتطبيق حد الحرابة

مثلت نوال السعداوي أمام النيابة في 28 يناير 2007، للتحقيق معها في بلاغ يتهمها بالكفر، وحكت عن هذه الكواليس، قائلة: "كنت أعتقد أننا انتهينا من منطلق الحسبة، وأنا غاضبة جدا، لهذا فقد ذهبت إلى النيابة العامة وسط المجرمين واللصوص، وعوملت معاملة سيئة للغاية، بل ومهينة، والأكثر من ذلك أن أحدا لم يساندني ولم يقف إلى جواري، وتجاهلت الصحافة الواقعة".

ومنع عرض كتابها بعنوان "أوراق حياتي"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في العام نفسه، رغم أنه طبع ونشر من قبل مؤسسة دار الهلال، كما منعت مسرحية "سقوط الإمام".

واعترفت في حوارها مع مجلة "المصور" 2007، أنها تشعر بالمرارة، خاصة وأنها لم تكن تستطع نشر أعمالها، ولم تجد مساندة من النقاد والمتابعين، وأنصار حرية التعبير والتفكير، قالت: "لم أهرب من مصر، ولا يليق أن يقال ذلك عني، لا أفر أبدا من مصر، قبل ذلك كان اسمي على قوائم ترقب الوصول لأسباب سياسية ومع ذلك جئت إلى بلادي، وأعرف أن هناك بلاغا مقدم ضدي".

وأكدت أنها كانت ذات مرة في الخارج وظهرت قوائم الاغتيالات التي كانت تعدها جماعات العنف في التسعينات ونُصحت وقتها بألا تعود، لكنها عادت، ولم تخش جماعات الإرهاب، قالت: "حتى لو صدر ضدي حكم بالإعدام فلن أفر من مصر".

وكان البلاغ المقدم من المحامي نبيه الوحش في 15 مايو 2006، يتهمها فيه بثلاثة اتهامات، وهي إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، والعيب في الذات الإلهية، وازدراء دين سماوي هو الدين الإسلامي، وذلك في حوار صحفي نشر لها، وطالب بتوقيع حد الحرابة عليها، وابنتها الدكتورة منى حلمي، باعتبارها تردد آراء والدتها، كما أنها طالبت بأن يكتب اسمها مستندًا إلى الأب والأم معا.

وتردد أنها هربت من مصر إلى هولندا، في الوقت الذي كانت فيه تتسلم جائزة من جامعة وست فرجينيا للأدب الأفريقي عن عام 2007، التي منحتها إياها الجمعية الأدبية الدولية الأفريقية.

تناقض توفيق الحكيم

وفي مقال لها بجريدة "الجمهورية" 1986، كتبت نوال السعداوي مقالًا ترد على الأديب الراحل توفيق الحكيم، لأنها حسبما قالت: "يكشف توفيق الحكيم عن تناقضه في فهمه للمرأة والإسلام من حوار له مع امرأة أجنبية اسمه شاسا".

ولفتت، إلى أن توفيق الحكيم كان في أحد مقالاته متناقضًا، حيث حكى رواية البخاري ومسلم ليخلص منها أن نبي الإسلام لم يفرض الحجاب على المرأة بجلوسه مع بعض سيدات قريش غير محجبات، واعتبر "الحكيم" ذلك صورة من أروع وأجمل صور البشرية الإنسانية، لكنه في بداية المقال حرم على المرأة كشف وجهها لرجل ليس زوجها إلا للبيان والمعرفة وليس للاستحسان، قالت "هنا يخرج القارئ من مقال توفيق الحكيم بفكرة مزدوجة عن القيم الأخلاقية في الإسلام، فهو يحرم على المرأة المسلمة، سلوكا يجعله مثلا أعلى لسلوك النبي المشرع الأول للإسلام، وهو يشجع عجائز الرجال على الاقتران بالبنات الأطفال، بل أنه يجعل هذه الطفلة مسئولة عن إسعاد ذلك الرجل العجوز، كيف، لا أدري، خاصة وأن الحكيم لا يعني هنا مجرد السعادة الروحية، أو الرعاية العاطفية".

مواجهة الشعراوي

قالت في حوارها مع الإعلامية وفاء الكيلاني في برنامج "بدون رقابة"، إن الشيخ محمد متولي الشعراوي، لم يكن يهتم بشرح جوهر الدين الإسلامي، بل كان مشغولًا بشرح الألفاظ فقط.

وحكت أنها قبل أن تتحدث عنه في أية حوارات وأحاديث صحفية، قال عنها أنها تعمل مع الشيطان وهو عمل لله، وكان يعطي لنفسه الحق في الحديث عن أي شيء، وكان له مساحة كبيرة للحديث بشكل يومي في التلفزيون المصري، وعندما طلبت أن أواجهه وأرد عليه، مُنعت من الإعلام، قالت: "أنا منعت من الإعلام والندوات الثقافية لسنوات طويلة، وليس لي وجود في الثقافة المصرية خوفًا من أنني أوجه الانتقادات دومًا".