رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وعد بيليه».. كيف مسح الجوهرة السوداء دموع أبيه والبرازيل؟

بيليه
بيليه

كان لإدسون أرانتيس دو ناسيمنتو أو كما عرف فيما بعد باسم "بيليه" نشأة متواضعة، فعندما ولد في 23 أكتوبر 1940 في قرية "ثري كوراكوس" أو القلوب الثلاثة باللغة العربية، بمقاطعة مناجم بقلب البرازيل كانت اسرته تعتمد في معيشتها على مبلغ ضئيل يساوي اربع دولارات ونصف، وكان والده "دوندينون" يتقاضاها في كل مرة يلعب كرة القدم مع أحد النوادي المحلية، وعندما اضطر والده لاعتزال اللعبة بسبب إصابته بجرح في ساقه أصبحت الاسرة بالغة الفقر لدرجة أنها كانت عاجزة عن معالجة عائلها.

وحين وصل سن بيليه للسادسة من عمره تمكن الاب من الانضمام لفريق مدينة أخرى بعد شفاؤه هى مدينة "باورو"، واصطحب اسرته الصغيرة إلى هناك، وكان لاعبوا باورو الفقراء يلعبون كرة القدم حفاة الأقدام، وكانت الكرة الوحيدةا لتي يلعبون بها عبارة عن جورب قديم محشو بالخرق.

في ذلك الوقت كان إدسون الفتى الصغير يحبكرة القدم ويلعبها باي شئ مثل ثمار المانجو والبرتقال وكان مهاريا جدا حتى أن أصدقاؤه أطلقوا عليه لقب "بيليه"، وهي تسمية تعود غليهم فقط فلا يوجد أحد شهير قبله لقب بهذا اللقب فكانت التسمية تخصهم فقط.

كانت الجوارب تتمزق بعد كل مباراة، وكانت هناك مشكلة أمام الصغار وهي كيف يلعبون الكرة إن لم تكن هناك جوارب قديمة، وكان بيليه يسرق جوارب والده مثل الصبية، وكان بيله يضحك كلما تذكر هذا الموقف، وكلما تذكر صراخ والده:" أين جواربي"؟

وعده لأبيه
في 1950 خسرت البرازيل كأس العالم أمام فريق الأوروجواي بسبب رعونة حارس المرمى مواسير باربوزا، وأمام 200 ألف مشجع وسادت الأحزان ربوع البرازيل حتى أن بيليه الصبي الصغير دخل على والده فوجده يجهش بالبكاء، فربت على كتفه ووعده بانه سوف يجلب كأس العالم للبرازيل.

وفي 1956 وقع بيليه وهو لا يزال ابن الخامسة عشرة من عمره عقدا للعب مع فريق سانتوس البرازيلي مقابل راتب صغير، إضافة للأكل والمسكن، وفاز بيليه بمركز ممتاز في الفريق في خلال عام، وبدأ يسجل رصيدا كبيرا من الاهداف حتى أن وصل إلى 66 هدفا في موسم واحد، بعدها بموسم واحد حدثت المفاجأة وسجل 127 هدفا في الموسم.

وسافر بيليه مع منتخب البرازيل وهو ابن السابعة عشرة، وكان يعاني من إصابة في الركبة واضطر إلى عدم المشاركة في أول مباراتين، لكنه شارك في الثالثة امام الاتحاد السوفيتي، وكان أصغر لاعب يشارك في كأس العالم وعمره بالضبط 17 عامًا و7 أشهر و3 أسابيع وصنع هدفا لزميله فافا الذي أحرز هدفي المباراة.

كان الوعد الذي قطعه لوالده وهو صغير دافعا له لان يستمر ويتألق ويشار ويحرز الأهداف، وفي المابراة التالية كان المنتخب البرازيلي على موعد مع منتخب ويلز وأحرز بيليه أول أهدافه في كأس العالم، وكانت له فرحة طاغية حتى أنه وصفه بأفضل الاهداف في مسيرته.

المباراة التالية كانت أمام فرنسا، وسجل بيليه هاتريك ليصبح أصغر لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل هاتريك، وفازت البرازيل لتضبب موعدًا مع السويد في المباراة النهائية.

وسجل بيليه هدفين أيضًا، أحدهما قام بمراوغة عالية لتهبط الكرة على قدمه ليسددها مباشرة في المرمى وانطلقت الصرخات سعادة وحمل بيليه فوق الأعناق ليسدد الدين والوعد الذي فقطعه صغيرا لأبيه.

صدفة جعلته يرتدي رقم 10
الصدفة وحدها جعلت بيليه يرتدي رقم 10 ليصبح أكثر الارقام شهرة فيما بعد والحكاية أن مسؤولي الاتحاد لم يقوموا بإرسال القائمة النهائية للاعبين بسبب خطأ في التنظيم، فكان على (فيفا) أن تمنح اللاعبين الأرقام، وحدث أنها منحت بيليه رقم 10 بضربة حظ وهو الرقم الذي لم يتركه طوال مسيرته بعد ذلك وجعل له شهرة عالمية.

واشتهر بيليه واصبح علامة تجارية واشترى قصرًا بدلا من البيت القديم، وكان أخيه "زوكا" محاميه وراعي أمواله، وراحت شهرته تدوي خاصة وأنه حصل على الكرة الفضية كثاني أفضل لاعب في كأس العالم وعمره لم يصل للثامنة عشرة.

رحلته للولايات المتحدة
لبيليه رحلة مهمة للولايات المتحدة الأمريكية في صفقة توسط فيها وزير الخارجية هنري كيسنجر، فقد تحدث مع الحكومة البرازيلية للموافقة على الصفقة معلنا أنها سوف تفيد في العلاقات الدولية بين الدولتين وبالفعل انتقل بيليه لأمريكا ووصفته الصحف بانه أكثر سرعة من بطل لعبة البيسبول الأمريكي لو بروكر، وأكثر قدرة للاحتمال من الملاكم العالمي شوجار راي روبنسون، وأكثر قدرة على التحكم في حركات جسمه من نجم الباليه رودلف رولييف.

مارس بيليه لعب كرة القدم لمدة 18 عاما، وقاد فريق البرازيل القومي في كثير من البطولات الدولية، مما حقق له امتلاك الكأس للأبد، وهو أمر لم يحققه اي فريق من قبل، وقد سجل 1227 هدفا في 1255 مباراة.