رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باقة من الزهور فى ذكرى رحيل هوجو شافيز




قامت الثورة البوليفارية على قيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولى، وصار سيمون بوليفار رمزًا للوحدة الوطنية والنضال المستمر والتضحية بالنفس من أجل الحرية والعدالة والأخلاق العامة ورفاهية الشعوب، ويعتبر سيمون بوليفار الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الإسبانية لـ٦ دول فى أمريكا الجنوبية «بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا» كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى.
وفى ذكرى رحيل زعيم جمهورية فنزويلا البوليفارية هوجو شافيز فى الخامس من مارس ٢٠١٣ تلقيت دعوة كريمة من السيد سفير دولة فنزويلا فى مصر السيد ويلمر أومار بارينتوس، للمشاركة فى وضع إكليل من الزهور عند قاعدة التمثال المقام فى حديقة الحرية للقائد والرئيس الراحل، وذلك فى وجود عدد من السفراء لدول كوبا وفلسطين وبوليفيا ونائب عن محافظ القاهرة وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية المتضامنة والداعمة لدولة وشعب فنزويلا «الصامد فى وجه السياسات الرأسمالية المتوحشة الأمريكية التى فرضت حصارًا وعقوبات اقتصادية على فنزويلا لتركيع الشعب الفنزويلى».
وفى هذه الذكرى نوجه التحية لروح الرئيس الراحل هوجو شافيز، الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأسس نموذجًا للديمقراطية التشاركية. كما سار هوجو شافيز على طريق المحرر سيمون بوليفار، ووقف ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكارجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها. كما تبنى الرئيس هوجو شافيز القضايا العربية المهمة، ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية.
وها هو الرئيس الحالى نيكولاس مادورو يتبنى نفس سياسات الراحل هوجو شافيز المعادية للسياسات الأمريكية النيو ليبرالية، مما جعل أمريكا بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب تدعم انقلابًا ضده ولكن الانقلاب فشل واستمر مادورو فى قيادة البلاد.
كما فرضت أمريكا عقوبات اقتصادية على فنزويلا، وجمدت أموالها وأرصدة شركاتها البترولية فى الخارج ومنعت بشكل لا أخلاقى وصول المساعدات الطبية والغذائية والدوائية، رغم تفشى فيروس كورونا الذى غزا جميع الدول والشعوب، وأصاب أكثر من ١١٦ مليونًا من سكان العالم، وتسبب فى وفاة أكثر من ٢ مليون و٦٠٠ ألف مواطن ومواطنة حتى الآن.
لقد أجرت المقررة الخاصة بالأمم المتحدة «المعنية بالتأثير السلبى للتدابير القسرية الانفرادية على التمتع بحقوق الإنسان» فى الفترة من ١- ١٢ فبراير ٢٠٢١ تقييمًا لتأثير العقوبات الانفرادية على تمتع الأشخاص فى فنزويلا متأثرين بحقوق الإنسان، وذلك لتقديم التقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى سبتمبر ٢٠٢١، حيث أجرت المقررة حوارًا صريحًا ومفتوحًا مع كل الجهات المسئولة بالدولة ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات غير الحكومية العاملة فى مجالات الصحة وحقوق الإنسان وحماية الطفل والمرأة والمسنين، كما التقت العاملين فى المجال الطبى وممثلى الأحزاب السياسية وأعضاء الجمعية الوطنية «البرلمان».
وتأتى هذه الزيارة فى سياق العقوبات المفروضة على فنزويلا، التى شملت الأفراد والكيانات من ٢٠٠٥ بزعم تورطهم فى تهريب المخدرات، ثم فرض حظر على الأسلحة فى عام ٢٠٠٦ وفرضت أمريكا مزيدًا من العقوبات فى عامى ٢٠١٤ و٢٠١٥، وشددت العقوبات فى ٢٠١٨.
وفى عام ٢٠١٩ أيدت أمريكا زعيم الانقلاب اليمينى خوان جوايدو كرئيس لفنزويلا وفرضت مزيدًا من العقوبات، وجمدت أرصدة فنزويلا فى البنوك الخارجية، وفرضت حظرًا اقتصاديًا شاملًا، وحاولت منع فنزويلا من الحصول على الوقود من إيران.
ووفقًا لتقرير المقررة المعنية بحقوق الإنسان، فإن من نتائج العقوبات الأمريكية تدنى الأحوال المعيشية للسكان، وأصبح ٩٠٪ منهم فى حالة فقر شديد ومعظمهم لا يغطى دخلهم احتياجاتهم الضرورية، ويقعون تحت خط الفقر، وأنه من نتائج هذا الوضع المزيد من الهجرة.
وأشار التقرير إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا تمثل جريمة ضد الإنسانية، ولا تتوافق مع العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وتنتهك مبدأ المساواة فى السيادة بين الدول، وتشكل تدخلًا فى الشئون الداخلية لفنزويلا.
كما أن تجميد أصول البنك المركزى والممتلكات ينتهك الحقوق السيادية للبلد، ويعيق الحكومة عن ممارسة واجبها فى ضمان احتياجات السكان.
إننا وكل الشعوب الحرة الأبية نقف مع دولة فنزويلا ضد الهيمنة والسيطرة والعقوبات الاقتصادية الأمريكية، ونطالب برفعها فورًا عن فنزويلا، وعن كل الدول التى تفرض عليها أمريكا عقوبات اقتصادية من أجل سلام العالم وخير الإنسانية.