رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يا صاحب المدد».. تفاصيل رحلة زكي عمر من القرية لـ«شدي حيلك يا بلد»

الشاعر الراحل زكي
الشاعر الراحل زكي عمر

حتى وقت قريب كان اسم الشاعر الراحل زكي عمر مجهولا لكثيرين، فشهرة أغانيه مثل أغنية "مدد.. شدي حيلك يا بلد" ربما تكون قد فاقت شهرته هو.. لكن الكاتب الصحفي خيري حسن قرر إعادة إحياء سيرته باعتباره إحياء لمسيرة الوطن.

وفي كتابه "يا صاحب المدد" والذي يقدم عبر صفحاته السيرة الذاتية لهذا الشاعر، كشف زكي عمر تفاصيل خروج رائعته الشهيرة للنور قائلا: بدأت مشواري فوق المصطبة وحولها، كنا صغارا نقوم بتشخيص حودايت المساء، وطبعا كانت صياغتنا للحوار عفوية وتلقائية.

وكانت البيوت بأبوابها، وجدرانها، وشبابيكها، وأسطحها هي الديكور، وضوء القمر وظلاله هي الإضاءة، وما حولنا من شوارع، وحارات، وأزقة، هي الخشبة من المسرح المفتوح!

كانت البروفات تشدني أكثر من العروض، فأنا أحب حد العشق مرحلة الولادة في الأشياء وفي الناس، ما كان يشدني في تلك الفترة المبكرة هو الحوار المسرحي، النص.. وشيئا فشيئ أصبح لي وجهة نظر فيما أسمعه، وأقرؤه، وفيما أعيشه من حيث الفكرة والمعالجة.. الموقف.. الفن.. المنطق.. والإيهام.

من هنا في قريتي بدأت في كتابة المسرحيات لكن بشكل جماعي، لكن عندما وصلت للقاهرة استقليت بقلمي.. فكتبت مسرحية "الفانوس" لمسرح العرائس لكنها تاهت من مكتب مدير مسرح العرائس صلاح السقا، لكني لم يصيبني اليأس فقد عدت مجددا لكتابة أشعار وأغاني مسرحية "المشخصاتية" لعبدالله الطوخي.. وأخرجها عبد الرحيم الزرقاني عام ١٩٧١.

من هنا بدأت في التحقق الفني.. ولأننا كنا مازالنا نعيش في أجواء نكسة يوليو ٦٧. كنت أبحث تقديم عمل يساهم في نفض غبار تلك الهزيمة القاسية، وبينما أنا في منزلنا القديم الكائن ٦ شارع سلطان بسندوب في مدينة المنصورة، حيث يقع منزلنا بجوار مكان يقام فيه مولد الشيخ حسنين، فوجئت بوالدي حين رآني جالسا بصحبة صديقي الشاعر محمد يوسف "المولد عمران.. مدد يا شيخ حسانين.. مدد.. مدد".

من هنا التقطت تلك الكلمات فكتبت "مدد.. مدد.. مدد.. شدي حيلك يا بلد... لو كان في قلبك شيء قوليله.. الحزن هيفيدنا بإيه.. يا سكة مفروشة بأمل".

خرجت تلك الكلمات لتهتف بها الجماهير في هواء وسماء ومصاطب ومنادر وعزب وكفور محافظة الدقهلية.. قبل أن تؤدى لاحقا في مصر بأكملها لاحقا.