رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خطر على الجنين».. سيدات يرفضن الولادة بالمستشفيات خوفا من كورونا

 السيدات الحوامل
السيدات الحوامل

الخوف يدق قلوب السيدات الحوامل في ظل انتشار فيروس كورونا، خاصة اللاتي أوشكن على وضع جنينهن مع هذا الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بالفيروس والوفاة، أسئلة عديدة تدور في أذهانهن حول ضمانة تأمين المستشفيات وتعقيمها، حتى تتم الولادة بشكل آمن دون أن تتسرب العدوى إلى الأم أو الطفل حديث الولادة.

تخفيفًا من قلق الأمهات، قررت بعض الدول ومن بينها تونس، تحويل دفة الولادة إلى المنازل والعودة إلى طرق الوضع التقليدية عن طريق الدايات، ولكن هذه المرة مضطرين لوجود فيروس خطير وبمساعدة الطبيب.

بحسب مجلة "التايم" فإن هناك أكثر من 130 مليون امرأة تلد حول العالم كل عام، وخلال فترة الحمل، تجعل التغيرات في جهاز المناعة النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بشكل عام، وفي هذا العام، يجب على النساء الحوامل أيضًا القلق بشأن فيروس كورونا الذى يمكن أن يؤثر على رئتي الشخص وممراته الهوائية.

"الدستور" فتحت ملف تخوف النساء من إجراء عمليات الولادة في في ظل أزمة كورونا في مصر، كما التقينا عدد من أطباء النساء والتوليد لمعرفة آرائهم في عملية الولادة داخل المنازل، وكذلك عن إمكانية تنفيذ الفكرة في مصر من عدمه، وما هي المخاطر المحتمل حدوثها إذ تم تطبيق هذا الأمر.

• إحدى السيدات: أجريت عملية الولادة داخل المنزل.. وعانيت من أعراض جانبية عدة
سيدة ثلاثينية من قاطني إحدى القرى الصغيرة في محافظة الغربية، كانت تحمل جنينًا لأول مرة لها خلال الشهور الماضية، وقد ولدته بالفعل قبل أسابيع قليلة، لكنها قررت أن تدله في البيت حين انتابها الشعور بالقلق والخوف من الذهاب إلى أي مستشفى في ظل انتشار فيروس كورونا في مصر، معلقة على ذلك: "خوفت على بنتي تتصاب بالفيروس هناك".

لم تكن تعلم السيدة مدى خطورة الولادة لأول مرة داخل المنزل، لكنها أصرت على فعلها بالطريقة القديمة، والتي شجعها أيضًا ذويها عليها حين علموا بأمر كورونا، وقرروا عدم إجراء العملية داخل المستشفى، وهي طريقة التوليد على أيدي إحدى السيدات الكبار واللاتي يطلق عليهم "الداية".

بمجرد أن ولدت السيدة طفلها داخل منزل والدتها، والتي أجرت لها العملية بدلًا من الداية، كونها ولدت بنفس الطريقة داخل منزل ذويها، وأصبحت ذات خبرة في الأمر من خلاله، لتقوم بفعلها أكثر من مرة مع أقاربها وابنتها الأخرى، لكن هذه المرة تسببت تلك العملية في حدوث مضاعفات نتيجة إجراؤها داخل المنزل، وعدم توافر أجهزة طبية أو أطباء لإنقاذها قبل حدوثها.

عانت الفتاة من نقص حاد في الأكسجين بعد أن وضعت جنينها على الفور، وزاد ضيق التنفس لديها ما جعل جسدها يرتعش بقوة، وهذا ما تبين أيضًا على حال الطفل الرضيع، لذا قام زوجها بطلب سيارة إسعاف لتحضر سريعًا وتنقل زوجته إلى أقرب مستشفى، من أجل تدخل طبيب لإنقاذ الموقف، ولم تضطر السيدة لإجراء عملية قيصرية لسرعة تدخل الطاقة الطبي في متابعة حالتها الصحية، وكذلك كان وضع الجنين الذي تم توفير له جميع الأدوات الطبية التي يحتاج إليها.


حذرت الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، من الولادة المخططة في المنزل في ثلاث حالات، وهما إن كانت المرأة حامل في أكثر من طفل، أو إن كان الطفل غير مستقر في وضعية تسمح له بخروج الرأس أولًا، وأخيرًا إن أجريت المرأة الحامل عملية ولادة قيصرية من قبل.

وهذا ما أكده لوقع "انسايدر"، في إحدى التقارير التي أوضحت أن المستشفيات، التي يجرى بها حوالي 99٪ من حالات الولادة السنوية في الولايات المتحدة والتي تقترب من 4 ملايين حالة ولادة في العام، تعمل من أجل مواجهة فيروس كورونا، وهذا ما جعل بعض النساء تنظر إلى مكان الولادة خارج المستشفيات.

وفي إحدى الدراسات التي عرضت في اجتماع جمعيات طب الأمومة والطفولة في لاس فيغاس، أوضحت أن عمليات ولادة الأطفال داخل المنازل تعرض حياتهم لخطر الموت أكثر بثلاثة أضعاف من الولادة داخل المستشفيات.

وأجريت دراسة على نحو 250 ألف امرأة، تبين من خلالها وفاة 15 طفل تقريبًا، من بين كل ألف طفل يولد خارج المستشفيات، بالمقارنة مع وفاة أطفال داخل المراكز الصحية، واتضح أيضًا من خلال هذه الدراسة أن النساء أصبحن يعتمدن على الممرضات لمساعدتهن في الولادة داخل المنزل بدلًا من الذهاب إلى المستشفيات.


• طبيب خاص: النساء يلجأن للعيادات الخاصة خوفًا من كورونا
وبالحديث مع أحد أطباء العيادات الخاصة، الدكتور علي عبد الجواد، أكد لـ"الدستور"، أن الأشهر الماضية شهدت ارتفاعًا شديدًا في إجراء عمليات الولادة داخل العيادات الخاصة بدلًا من المستشفيات، خوفًا من انتشار كورونا في الأماكن العامة، وبالأخص خوف النساء على أطفالهن حديثي الولادة من الإصابة بالعدوى.

استكمل الطبيب حديثه مشيرًا إلى أن العيادات الخاصة استقبلت العديد من النساء اللاتي اضطررن للولادة قيصريًا لذا كان من الصعب إجراؤها داخل المنازل، بسبب نقص الأدوات الطبية اللازمة للعملية وعدم توافر أطباء ذو خبرة في التعامل مع الأمر، في حالة حدوث مضاعفات للحامل أو الجنين بعد عملية الولادة مباشرة، ما تحتاج إلى أجهزة طبية معينة على الفور.

ووجه الطبيب تحذيراته إلى النساء الحوامل اللاتي يذهبون إلى العيادات الخاصة من التأكد من ماهية الطبيب الذي سيجري العملية له وتوافر التخصصات الأخرى من الأطباء داخل العيادة لإتمام العملية بشكل سليم، مستدلًا على ذلك بحادثة وقعت في محافظة المنيا منذ أشهر ماضية، لطبيب تسبب في وفاة امرأة وهو يجري لها عملية ولادة داخل عيادته، ليعطي لها جرعة بنج زائدة وتتسب في موتها على الفور.


• استشاري: 40% من الأطفال المولودين في المنازل مصيرهم الموت
في السياق ذاته أوضح أحمد عبدالمجيد، استشاري النسا والتوليد، وجود صعوبة بالغة في تنفيذ عملية الولادة في المنزل، فالولادات المتعثرة لا يمكن أن يتم إنقاذها من غير وجود آليات حماية أو دعم، هذه أمور كلها يصعب توفيرها داخل المنزل.

وأكد عبدالمجيد، أن الولادات التي كانت تتم في المنازل قديمًا، عن طريق الدايات راح ضحيتها عدد من الأطفال وصل إلى نسبة 40% من عدد الأطفال المولودين لعدم وجود أليات إنقاذ للأم والجنين حال تدهور الحالة، وهو ما كان يعرضهم لخطر الموت، وهو الخطر الذي ينتظر السيدات التي تحاول الإقدام على هذه التجربة من غير وجود طبيب أو في مكان مختص.

وتقدم الطبيب بالنصح إلى السيدات التي هي على مشارف الولادة ولديها هاجس من عملية الولادة في ظل انتشار عدوى فيروس كورونا، أن تقدم على الولادة داخل المراكز المختصة لذلك، وعدم الولادة في المستشفيات العامة، بحيث تكون الأولى بعيده نوعًا ما عن بؤر الإصابة من المستشفيات التي يقصدها المصابين.