رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسؤول سابق بالبنتاجون: أردوغان رجل مكروه وفاسد يعيش مثل «السلاطين»

أردوغان
أردوغان

كتب مايكل روبين، الباحث السياسي في معهد أمريكان إنتربرايز للدراسات السياسية والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، مقالا سخر فيه من مظاهر الترف والنعيم الذي يعيش فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حين إنه يدعو شعبه إلى الزهد والتقى، متسائلا "هل سيكون مكرما بعد مماته مثلما عاش مكرما في حياته؟".

وقال روبين في مقاله على مجلة "ذا ناشونال انتريست" الأمريكية، أن أردوغان بني قصره على مساحة 58 مرة أكبر من مساحة البيت الأبيض، وأضاف: "الرئيس التركي يعيش مثل السلطان، يحيط نفسه بحاشيته الذين يثنون عليه باستمرار ويسجن من ينتقده"، متوقعا ان لا يحترمه شعبه بعد مماته أكتر من محياه.

وتابع الكاتب الأمريكي البارز: "أردوغان من أكثر الرجال المكروهين في تركيا، وهو رجل فاسد، يقوم يسحق كل من يخالفه الرأي أو يناقشه سياسيا، وعلى مدار حياته المهنية، لم يضايق الكثير من الأتراك فحسب، بل جعل نفسه أيضًا شخصًا غير مرغوب فيه بين دول المنطقة وحلفاء تركيا التقليديين".

وأوضح روبين إنه على الرغم من أن أردوغان سيطر على السياسة التركية طوال معظم العقدين الماضيين، ويرى نفسه الزعيم الأكثر أهمية في تركيا بعد مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس تركيا الحديثة منذ ما يقرب من قرن، إلا أنه في نهاية الأمر سوف يموت وربنا يتم دفنه في مكان بعيد ومنفي خارج البلاد، مؤكدا أن "المقياس الحقيقي لمكانة أردوغان عند الأتراك وكيف ينظرون اليه لن يكون واضحا إلا بعد وفاته".

ويرى السياسي والباحث الكبير أن "ديكتاتور تركيا" صاحب السابعة والستين عاما، الذي يتكون مسكنه من 1000 غرفة، بدأ يشيخ وتظهر عليه علامات الكبر والشيخوخة، في حين إنه ما زال يرى نفسه إنه أكبر من الحياة، واستطرد قائلا "لا زعيم يبقى في السلطة أو يعيش إلى الأبد".

وذكر روبين في مقاله أن تركيا غالبًا ما تعامل زعمائها بعد وفاتهم باحترام أكبر مما كانت تعاملهم عندما كانوا على قيد الحياة، ولكن الوضع سيكون مختلف بالنسبة لأردوغان.

وأضاف أن الشخصية الأكثر احتراما في تركيا هي مصطفى كمال أتاتورك، لذلك يقع ضريحه في مكان جميل (فوق ابراج حي مورق في وسط أنقرة) ويعتبر ضريحه مزارا سياحيا يإتي السياح والمجموعات المدرسية والدبلوماسيون والوفود العسكرية لزيارته بشكل دائم.

ََوتابع أن ضريح أتاتورك قد يكون الأكبر، لكنه ليس الزعيم التركي الوحيد الذي تم تكريمه بدفنه في ضريح ذو موقع متميز تخليدا لذكراه، فهناك رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس، الذي قاد تركيا خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد موته شيدت السلطات التركية ضريحًا له في اسطنبول، وهناك مندريس جلال بايار، الرئيس في وقت انقلاب عام 1960، الذي حرمته البلاد بمتحف وصريح في مدينة "بورصة" إحدى أهم وجهات السياحة في تركيا.

وهناك زعيم يسار الوسط بولنت أجاويد الذي شغل منصب رئيس الوزراء أربع مرات بين عامي 1974 و2002 الذي لم يحصل على ضريح لكنه مع ذلك حصل على تكريم الدولة بدفنه في مقبرة الدولة التركية في أنقرة.

وواصل الكاتب الأمريكي مقاله "ربما لن ينال أردوغان على شرف التكريم بعد مماته مثل حدث لكل هؤلاء الزعماء، ربما سينال نفس المصير الذي ناله آية الله روح الله الخميني الذي ظل طوال حياته يجمع في الثروات وعاش حياة مترفة ولكنه دفن في إحدى الاضرحة الشعبية وعندما زرته في التسعينات علمت ان الإيرانيين كانوا يضعون البراز في أوراق نقدية ويدفعونه نحو ضريحه".

واختتم مقاله متهكما على الرئيس التركي: "قد يعتقد أردوغان أن إرثه سيكون مثل أتاتورك الثاني (يصبح مزارا سياحيا)، لكن لا اعتقد ان الطلاب والسياح الأتراك سيتمكنون من زيارة الأضرحة بسهولة في أذربيجان أو قطر أو الصومال".