رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأول في مصر والشرق الاوسط.. كيف يساهم معمل تحليل المبيدات في سلامة الغذاء؟

معمل تحليل المبيدات
معمل تحليل المبيدات

نجاحات عدة حققها القطاع الزراعي على مدار العام العام الماضي، ويواصلها خلال العام الجاري رغم أزمة فيروس كورونا.

وكان أبرز تلك النجاحات ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية إلى ما يقرب من 4.9 مليون طن حتى الآن، رغم ظروف تفشي فيروس كورونا وتأثر حركة والنقل التجارة العالمية.


◄ الحجر الزراعي بوابة الأمان

ولم يكن هذا النجاح ليتم إلا من خلال تكاتف جهود كافة العاملين بالقطاع الزراعي، وعلى رأسهم الحجر الزراعي المصري، والذي يعمل على تحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية الذين يقوم دورهم على ضمان سلامة الغذاء والمحاصيل المصدرة للخارج. 

وفي تصريح سابق لـ"الدستور" قال المهندس هشام النجار، وكيل المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن الحجر الزراعي المصري هو العامل الأساسي في نجاح دخول هذه الأسواق الجديدة، حيث استطاع أن يدير الملف الزراعي بصورة جيدة، مضيفًا أن الحجر الزراعي هو بوابة الأمان في أي دولة ومسئوليته منع دخول أي منتجات يكون بها آفات من حشرات أو أمراض، ولها تأثير على المنتج الزراعي داخل الدولة، وهو ما مكن مصر من فتح أسواق جديدة لها رغم أزمة فيروس كورونا.


◄ المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات

أما فيما يتعلق بالمعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات، فقد استطاع أن يصل إلى العينة رقم مليون الذي يتم تحليلها والذي وصفته الدكتورة هند عبداللاه مدير المعمل "رقم تاريخي"، مضيفة أن هذا يأتي نظرًا للدور الهام الذي يلعبه المعمل في مجال سلامة الغذاء وما يقدمه للمنتجين والمصدرين في هذا القطاع الهام.

ويُعد المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات، أول معمل معتمد لإجراء التحاليل المتعلقة بسلامة الغذاء في مصر والشرق الأوسط، والحاصل على شهادة الاعتماد الدولية طبقًا لنظام الأيزو 170252017 من هيئة الاعتماد الفنلندية FINAS منذ عام 1996، ويمثل أحد أهم المعامل في مصر والشرق الأوسط، فهو المعمل الوحيد المشترك في اختبارات الكفاءة الخاصة بمعامل الاتحاد الأوروبي من خارج الاتحاد الأوروبي.


◄ قياس نسبة المبيدات لمنع الأمراض السرطانية

قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إن هناك نوعين من المبيدات التي تُستخدم مع المحاصيل الزراعية مبيدات تُمتص من الثمرة، وهناك مبيد لا يمتص بالماء بل يتواجد في كتلته الصلبة ويؤثر عليها، وهذا تأثيره أصعب من المبيدات التي تمتصها الثمرات، لذا يأتي دور معمل تحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية.

وأوضح متولي أن المعمل يقوم بعملية بقياس نسبة المبيد في الثمرة، وما إذا كانت مرتفعة تؤدي إلى أمراض سرطانية خطيرة للمواطنين، موضحًا أن كل مبيد له نسبة معينة من المفترض ألا يزيد عنها في المحاصيل، ودور المعمل أن يراعي هذه النسب حتى لا يكون له تأثير على صحة الإنسان.


◄ أهمية المعمل في زيادة الصادرات الزراعية

وأكد أن معمل تحليل متبقيات المبيدات من أهم المعامل الموجودة في مصر والذي يسهم بدوره في الحفاظ على زيادة الصادرات الزراعية، ويحافظ على صحة المصريين ما يسهم بدوره في زيادة الإنتاج الزراعي المصري.

ومن الناحية الاقتصادية فيما يتعلق بهذه النقطة، أضاف أن صحة الإنسان تتأثر سلبًا إذا كان في غذاء هذه الثمرات التي تحمل نسبة أكبر من المبيدات والتي تؤدي إلى أمراض خطيرة، وتحتاج العملية الزراعية والإنتاج الزراعي إلى أفراد أصحاء حتى يمكن زيادة الإنتاجية والتي تعود على المجتمع المصري بزيادة قوة الإنتاج للاكتفاء الذاتي  والتصدير الحاصلات الزراعية.

وتابع: تحليل المعمل كمية المبيدات الموجودة في الثمرة والتي لا تؤثر على صحة الإنسان والحيوان يساعد في زيادة أو قلة الصادرات، ويتم هذا التحليل للمحاصيل الزراعية التي تصدر للخارج، موضحًا أن كل دولة لديها معامل لقياس نسبة المبيدات ومتبقيات المبيدات في الثمار لتحليل المحاصيل الزراعية المصدرة لها.

واستكمل أن التحليل الذي يقوم به المعمل للمحاصيل التي تصدر للخارج في غاية الأهمية، لأن الدول الخارجية إذا قامت بتحليل هذه المحاصيل ووجدت زيادة في نسبة المبيدات على المحاصيل تقوم برفض هذه الشحنة من الصادرات الزراعية، وتعود إلى مصر من جديد فيتسبب بخلل في الميزان الزراعي التجاري المصري ويحدث له ركود أو انخفاض. 

وأشار أستاذ الاقتصاد الزراعي إلى أهمية هذا المعمل إلى جانب الحجر الزراعي المصري فكلاهما له دور، فالحجر الزراعي  دوره يقوم على تحليل ومعاينة الصادرات الزراعية القادمة إلى مصر، وما إذا كانت تحتوي على أمراض فطرية وفيروسات تصيب ثمار النبات لضمان سلامة الغذاء الذي يأتي لمصر.

وفي نهاية ديسمبر من العام الماضي، حصل المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية، على اعتماد الأيزو (170252017) من المجلس الوطني للاعتماد (إيجاك)، يعد الاعتماد الثاني الذي يحصل عليه المعمل خلال الشهور الأخيرة لعام 2020.