رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسم المعاناة



على المستوى الشخصي، يفضل موسم 1994 – 1995، من أحب وأجمل المواسم لـ قلبي.
يمكن دالـ أسباب لا تتعلق بـ الموسم نفسه، ولا حتى بـ الكورة، بس أنا سنتها، كنت بـ أعدي بـ أصعب ظروفقابلتني في حياتي.
كنت طالب مغترب، لا أمتلك أي إمكانيات حياتية بتاتا، حتى بيت أروح لهما كانش عندي، وكنت بـ أنام في الشوارع والجوامع، والأوتوبيسات والقهاوي، بعد ما طردوني من المدينة الجامعية.
طبعا مفيش شغل لسه، أهلي ناس بسطا جدا، فـ مش قادرين يعملوا لي حاجة، غير إنهم يعرضوا علي، أفكني من "مصر" وأرجع بلدنا، أعيش في وسطهم، وأنا مصمم أكمل في المدينة القاهرة دي.
في وسط دا، كنت طالب في الجامعة، وبـ أدرس مع الدكتور نصر أبو زيد، كمان، معكوك في عالم السياسة واليسار، واتقبض علي، واتحبست لي شوية، وكانت حبستي مع الجنائيين مش السياسيين، مش عارف ليه؟
كان فيه 43 واحد مقبوض عليهم وقتها، 42 مع بعض، في عنابر السياسيين، وأنا لـ وحدي، حاطيني مع النشالين وحرامية الغسيل، بـ اختصار، كانت ظروف صعبة من كل اتجاه.
إنما الأهلي بـ يلعب، فيه ماتشات في الدوري، ساعتها، كل دا بـ يتنسي، وتبقى بني آدم تاني خالص، بـ روح عالية ومعنويات في السما.
وقتها، كان فيه كورة في الدوري كله، كان الموسم 14 نادي، كلهم كانوا أندية كويسة، والإسكواد فيه لاعيبة عالية، وما تقدرش تقولمين ممكن يكسب مين.
يعني، في أول جولة خالص، أسوان غلبت الإسماعيلي 3/ 1، مع إنه الماتش ما اتلعبش في أسوان، وكان الإسماعيلي وقتها فرقة جامدة: صلاح أبو جريشة وحمزة الجمل، وفوزي جمال ومحمد فكري الصغير، وأدهم السلحدار وغيرهم وغيرهم.
الإسماعيلي غلبنا 2/ صفر، في ماتش الدور الأول، وطلع تالت الدوري، إنما أسوان هبط في نهاية الموسم، هو واتحاد عثمان في ظهوره الأول.
بـ اختصار، كان موسم قوي جدا، إحنا كـ أهلي، كنا بـ نكسب غالبا، لكن كنا بـ نتعادل ونخسر، ومفيش ماتش مضمون.
الغريبة بقى، إنه في المواسم القوية، عادة عادة، الأهلي بـ يتفوق بـ وضوح، لـ إنه المنافسين كانوا بـ يخلصوا على بعض، ويتعادلوا أكتر من المعتاد، ويخسروا أكتر من المعتاد.
في الموسم دا، كان الزمالك عنده لاعب اسمه أوتشيري، كان عجيب، وبـ سببه اتلغى الكاس الموسم اللي قبله، في موسم 1994 – 1995، الزمالك لعب نهائي دوري الأبطال قدام الترجي، والترجي كسب، وأوتشيري دا ضيع انفراد، فـ كان بـ يخاف يمشي في الشارع، عشان الجماهير كانت بـ تطارده وتشتمه، ومشي في آخر الموسم.
الأهليكان فيه إسكواد عالي جدا، شوبير والتوأم وفيليكس، ورضا وأبو الدهب وهادي خشبة، ووليد صلاح الدين وكتير.
لما دخلنا آخر تلات جولات، كنا متقدمين 8 بنط عن الزمالك، وكان الفوز بقى خلاص3 بنط، وثبت من سنتها.
يعني الأهلي يكسب أي ماتش من التلاتة، أو الزمالكيتعادل أي ماتش من التلاتة، خلصت المنافسة.
لاعبنا وقتها القناة، وهادي خشبة اتقدم، بس وليد حسن اتعادل، وخلص الماتش 1/1، فـ بقى أمل الزمالك، إنه يكسب التلات ماتشات اللي فاضلين له، وآخرهم مع الأهلي، وإحنا نخسر الماتش اللي باقي لنا، ثم نخسر من الزمالك.
كانت صعبة جدا، بس تستحق إنك تلعب عليها، إنما الزمالك بقى كتر خيره، قرر إنهاء الأمر كله، وخسر من المصري 2/1، إبراهيم المصري ومحمد القط، يوم 9 يونيه 1995، ودا كان ماتش حسم الدوري 24.