رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطباء عن إعلانات شراء الأدوية المستعملة: كارثة صحية تهدد المواطنين

الأدوية المستعملة
الأدوية المستعملة

تحذيرات عديدة أطلقها عدد من الأطباء والصيادلة من انتشار صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض شراء الأدوية المتبقية والمستعملة من رواد السوشيال ميديا بمقابل مادي، مشددين على خطورة هذا الأمر الذي يؤدي إلى أخطار جسيمة بالمواطنين والمرضى.

ـ شراء الأدوية المستعملة كارثة صحية تهدد المواطنين
حذر الدكتور عبد اللطيف المُر، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة الزقازيق، من استفحال ظهور ظاهرة غير قانونية وخطيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تقوم فيها  تطبيقات إلكترونية وعدة صفحات غير معلومة المصدر والهوية وتدعى أنهم صيادلة "والذين لا يمكن أن يكونوا صيادلة أو أطباء حقيقيين ـ على حد قوله" بشراء الأدوية المستعملة والمتبقية من المواطنين، لأن ما يقومون به يهدد صحة المواطنين، مناشدًا التفتيش الصيدلي المعروف بدقته بسرعة التدخل لوقف هذه الظاهرة.

وصرح المُر أن هذه الإعلانات تتضمن عدة جرائم ومخالفات أولا: تداول الأدوية بغير الطريق القانوني، ثانيا ممارسة مهنة بدون تراخيص، ثالثا تعريض حياة المواطنين للخطر البالغ، ولذلك طالب بالتدخل الفوري لوزارة الصحة والتفتيش الصيدلي وهو المشهود له بالكفاءة بسرعة التدخل لحماية المواطنين.

ووصف هذه الإعلانات التي انتشرت بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن شراء الأدوية المستعملة أنها كارثة صحية بكل المقاييس وتحمل العديد من المخاطر، موضحًا أنها تخالف القانون وأن مثل هذا التداول يحمل مخاطر ببيع دواء منتهي الصلاحية، وبيع أدوية ممكن أن تكون تخزينها غير سليم مما يقلل من فعاليتها بل قد تصبح خطيرة على صحة الإنسان، وثالث أن تكون غير معلومة المصدر ومن الممكن ألا تكون ادوية من الأساس.

وأكد المرُ أنه بسبب هذه الإعلانات من الممكن لضعاف النفوس أن يلجأوا إلى وضع أي مواد وتكون ضارة بالإنسان ومواد غير طبية لتداولها، ويتم عمل إعادة تدوير العبوات الدوائية ويتم طباعة أسماء مزورة لأدوية غالية ومستوردة من شركات عالمية وتعبئة هذه العبوات بأدوية رخيصة وغير فعالة ويتم بيعها للمواطنين بنفس الأسعار الغالية ما يعود عليهم بمخاطر صحية جامة وغير محمودة الأثر.

وطرح المُر مثال أن يكون مريض مصاب بالذبحة الصدرية أو السكر الجسيم او السرطان وحصل على هذه الأدوية المباعة عن طريق الصفحات وهى غير فعالة وغير سليمة أو منتهية الصلاحية بعد إعادة تدويرها مما يسبب أضرار صحية جسيمة، متابعًا: "لا يكون معلوم محتواها ولا تاريخ الصلاحية وإذا كانت سليمة أم لا".

وشدد على أنه من المخاطر الأكثر ضررًا إعادة تدوير المضادات الحيوية والتي تؤدي سوء استخدامها إلى ظهور ما يعرف باسم البكتيريا الجامبو وهي مضادة للمضادات الحيوية، حيث تقاوم فعل المضادات الحيوية، وبالتالي لن تفيد الإنسان ومن الممكن أن تضره وهي ظاهرة تحذر منها منظمة الصحة العالمية.

وتابع: "أن هذه التطبيقات والصفحات الوهمية التي تشتري الأدوية المستعملة من المواطنين تحصل عليها بسعر رخيص وسيتم بيعها بنفس السعر الغالي المعروف للأدوية مع تخفيض قليل وليكن  10 % فقط، حتى لا يتشكك المشترى في طبيعة هذه الأدوية".

واستكمل: من الخطورة شراء أدوية مجهولة المصدر وهو ما سيدعم تصنيع أدوية "بير السلم" ويتم وضعها في العبوات المشابهة الأدوية الحقيقية  ويتم التزوير فيها ويتم بيعها على أنها جديدة.

وفي الختام ناشد المُر نقيب الصيادلة ونقيب الأطباء ووزارة الصحة المعروفة بحزمها في هذه الأمور، بالتدخل الفوري لوقف هذه المهزلة قبل أن تستفحل.

ـ باب مفتوح للمتاجرة في الأدوية منتهية الصلاحية
وعلق الدكتور حاتم البدوي، سكرتير عام شعبة أصحاب الصيدليات، على هذه الصفحات المنتشرة لشراء الأدوية المستعملة بطرح تساؤل عن سبب ظهور  هذه الصفحات "كيف تصل بهم الجرأة والفُجر للإعلان عن شراء الأدوية المستعملة"، موضحًا أن هذا باب مفتوح للمتاجرة في الأدوية منتهية الصلاحية.

وأوضح البدوي أن سبب هذا الانتشار في بيع وشراء الأدوية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هو تهاون الدولة في التعامل مع التطبيقات الالكترونية التي تعلن بيع وشراء الأدوية، فهو أول مسمار في نعش الطب والصحة في مصر، وترك الباب مفتوح لهم للمتاجرة في المنشطات والفيتامينات وغيرها من الأدوية.

وشدد على ضرورة التصدي لهذه الكارثة التي تحيط بنا فكانت البداية ببيع الأدوية من خلال السوشيال ميديا، أما الآن أصبح شراء الأدوية المستعملة والمنتهية الصلاحية وهو الأسوأ والأخطر.

وأضاف أن هذه الأدوية يتم شرائها من المواطنين ويتم إعادة تدويرها وبيعها من جديد على أنها صالحة للاستعمال، حيث يتم تغيير العبوة ووضع تواريخ جديدة ويتم ضخها من جديد للمرضى من خلال تطبيقات بيع الأدوية، والصيدليات تحصل على أدويتها من أماكن مضمونة ومعروفة.

وأشار البدوي إلى أن المواطن الذي يتعرض بأضرار جسيمة نتيجة هذه الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المناسبة لحالته المرضية من سيحاسب في هذه الحالة، لأنه ليس هناك صيدلي قام ببيع الدواء وإنما تم شرائها من خلال مواقع السوشيال الميديا.

وتابع: لذا يجب القضاء نهائيا على فكرة تداول الأدوية من خلال تطبيقات الهاتف أو من خلال الصفحات على السوشيال ميديا "عندما تهاونت الدولة في التعامل مع التطبيقات الإلكترونية مرارًا وتكرارًا ظهرت الموجة الثانية وهو الاتجار العلني بالأدوية المستعملة ومنتهية الصلاحية وإعادة تدويرها، فيجب أن تضرب الدولة بيد من حديد على كل من يفعل ذلك خاصة وأنه يمارس مهنة بدون ترخيص.