رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرف القديمة بالجمالية نموذجًا.. دعم الدولة يُعيد المستثمرين المصريين للوطن

الحرف القديمة بالجمالية
الحرف القديمة بالجمالية

يوم تلو الآخر يشهد قطاع الحرف اليدوية مزيدًا من التطور والتقدم بهذا القطاع الذي يعمل فيه ملايين المصريين، سواء من القيادة السياسية أو من العاملين في المجال نفسه لمنع هذا القطاع من الاندثار.

أمس كان خطوة أخرى جديدة يشهدها القطاع، عندما تم افتتاح مشروع إحياء الحرف القديمة في حي الجمالية بالقاهرة، والذي يضم مصنعًا ومدرسة للحرف القديمة، أسسه مستثمر مصري مقيم في كندا وافتتحته السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة.

وفي كلمتها خلال افتتاحه قالت وزيرة الهجرة: "إن المشروع الذي نشهده اليوم يبرهن على نجاح خطط الدولة المصرية في جذب وتشجيع مستثمرينا المصريين بالخارج، ويؤكد أنّ مصر ماضية في طريقها نحو نهضة اقتصادية كبيرة، يلعب فيها المصريون بالخارج دورًا بارزًا خلال تلك الفترة".

- الاستثمار في الحرف اليدوية له مردود إيجابي

ممدوح الشربيني، المدير التنفيذي لغرفة صناعة الحرف اليدوية، أكد أن عمل مثل هذا المشروع باستثمار مصري جهد مميز من وزارة الهجرة، لأنها القائمة على أي صناعة في مصر تم استثماره من خلال مصريين أو غير مصريين، وقدرتها على إيصال الصورة الإيجابية عن مصر التي تجذب بها المستثمرين داخل مصر ترغب في الاستثمار في أي قطاع صناعي.

وأوضح المدير التنفيذي لغرفة صناعة الحرف اليدوية، في تصريح لـ"الدستور"، أن الحديث عن قطاع الحرف اليدوية، فالاستثمار فيه له مردود إيجابي لأنه قطاع مميز، لأن منتجاته تخرج من الطبيعة، ويسهل تسويقها لأنها تجذب الناس بسهولة من خلال المنتجات ذات الأشكال المميزة والمبهرة.

وعن إقامة المشروع في منطقة حي الجمالية بالأخص، أشار "الشربيني" إلى أن ذلك بسبب شهرة هذه المنطقة بالحُلى، ومشغولات الصدف، والأرابيسك والكثير من المشغولات الحرفية، مضيفًا أن هذا الاستثمار يعد بمثابة فتح الباب كمصدر دخل للشباب، وخلق فرص عمل جديدة نتيجة الاستثمارات الجديدة، وكذلك شيوخ الحرف لن يتركوا الحرفة نتيجة ضعف الإقبال عليها ما يتسبب في اندثارها بل إعادة ترويج وتشجيع للحرف في هذه المنطقة بكل ما تزخر به، وتابع أن هناك الكثير من الحرف في مصر اندثرت نتيجة عدم تردد المواطنين والمستثمرين عليها، وبالتالي الاستثمار الجديد يوفر فرص عمل جديدة للشباب وإقبال المزيد من الشباب عليها كجيل جديد، كذلك تشجيع على استمرار الحرف والحفاظ على تراث مصر من المشغولات والحرف اليدوية.

وأكد "الشربيني" أن هذا المشروع سيساهم في زيادة التصدير للمنتجات الحرفية واليدوية، فهذا المستثمر نتيجة علاقاته وحياته خارج مصر، ستعطي له قابلية لكيفية الترويج لهذه المنتجات خارج مصر، ومن المؤكد أن من يستثمر هنا في مصر من المصريين المقيمين بالخارج أعد دراسة الجدوى التي تساعده في ترويج المنتجات خارج مصر وليس داخلها فقط.

خبير اقتصادي: بداية جذب مزيد من الاستثمار لمصر

من جهته علق الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، على هذه الخطوة: إن قطاع الحرف اليدوية من أبرز القطاعات المؤثرة في مصر وخاصة في مجال السياحة، ومشروع مثل هذا في منطقة معروف عنها هذه الحرف وتزخر بها وذات تراث سياحي- كل هذا يحقق جذبًا سياحيًا هائلًا لهذه المنطقة التي تمتاز بحرفها اليدوية والصناعات التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم.

وأوضح  الخبير الاقتصادي في تصريح لـ"الدستور"، أن هذا دليل على قدرة وزارة الهجرة والمتمثلة في السفيرة نبيلة مكرم في عمل جذب للاستثمار في مصر، ويعد أحد الطرق الرئيسية من مصر التي تجعل منها وجهة لزيادة مصادر الاستثمار والدخل السياحي، وكذلك زيادة العملة الأجنبية في شراء هذه المنتجات.

وتابع "الشافعي": الحرف اليدوية لها صدى كبير لأن هناك جزءًا كبيرًا منها يتوجه للتصدير، وكانت سببًا في جذب المستثمر المصري للاستثمار في بلده الاستثمار الأمثل، وما يحققه من دعم للدولة بمثل هذه المشروعات، ما يساهم بدوره في زيادة الناتج القومي.

واستكمل: "ومن الناحية الأخرى يساهم في زيادة التدفق السياحي وزيادة فرص العمل للعمالة المهارة، حيث تتطلب هذه الحرف العمالة ذات الاشتراطات المميزة والماهرة وما يحققه من دخل لهم، لذا كل هذا يعود بالنفع على عدة أطراف من هذا المشروع، مضيفًا أن التوجه للقطاع الحرفي بالأخص، لأن المنتجات اليدوية مطلوبة لدى السائحين داخليًا وخارجيًا، وهو ما يزيد من العوائد للاستثمار في هذا القطاع".

وأكد "الشافعي" أن الترويج لهذا المشروع الناجح فرصة جيدة لجذب مزيد من العقول المصرية المهاجرة أو الأموال المصرية للاستثمار داخل مصر، ما يجعل المستثمرين ينظرون لمصر بنظرة مختلفة، ويشجع على جذب مزيد من الاستثمارات للمصريين بالخارج.