رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد محاكمة «الشيوخ».. هل يمكن لـ«ترامب» مواصلة مسيرته السياسية؟

ترامب
ترامب

عقب رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، إدانة الرئيس السابق دونالد ترامب فى الهجوم الدامى لمبنى الكونجرس من قبل أنصاره الشهر الماضي، بعد فشل تحقيق النسبة المطلوبة لتنتهي رسميا محاولات إدانته.

لم يحصل قرار إدانة ترامب الذي يتبناه الديمقراطيين على التأييد الكافي من قبل أعضاء مجلس الشيوخ، خلال جلسة التصويت التي عقدت لمحاكمة ترامب واستصدار قرار بعزله رغم ترك منصبه، وهو الأمر الذي يصفه فريق الدفاع عن اترامب بالانتقام السياسي ويقولون إنه غير الدستوري.

ولكن هل يستطيع ترامب الترشح مر أخرى في السباق الرئاسى المقبل وخوض التجربة مرة أخرى، وخاصة عقب خضوعه للمحاكمة لأكثر من مرة.

ويستعرض الدستور من خلال التقرير التالى، السيناريوهات المقبلة فى حياة ترامب السياسية من خلال آراء مجموعة من خبراء القانون الدولي:

- خوض غمار السباق الرئاسي مجددًا

قال الكاتب السياسي وأستاذ العلوم السياسة، الدكتور علي دربج، إنه كما كان متوقعا بُرئت ساحة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من تهمة التحريض على اقتحام الكونجرس، من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي.

وأضاف دربج فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، «إذ خلص العد النهائي إلى 57 صوتا، مقابل 43 صوتا، اي بما يقل عن 10 أصوات من النصاب المطلوبة للإدانة وهو أغلبية الثانية بعد فشل الحزب الديقمراطي من تجميع العدد الكافي لإدانة ترامب».

وأوضح أن «تلك المحاكمة هي الثانية التي يخضع لها ترامب وخرج منها منتصرًا، وهذا يعني أن ترامب سيتمكن من خوض غمار السباق الرئاسي مجددا إذا أراد ذلك، خصوصا وأنه ما زال يتمتع بحضور سياسي وقاعدة جماهرية لا بأس بها».

وتابع «بالرغم من هذا الانتصار فإن مسألة الهجوم الغوغائي من أنصار ترامب على الكونجرس وبتحريض مباشر منه ستلاحقه وستؤثر على مسيرته السياسة مستقبلا لاسيما وأن تداعيات هذه المسألة الغريبة عن الديمقراطية الأمريكية، كما يقول عدد كبير من الرؤساء السابقين والسياسيين أضرّت بصورته وبالجمهوريين الذين ندد عدد كبير منهم بهذا الفعل».

وأشار إلى أنه انحسب آخرون منهم سياسيين بارزين من الحزب الذي تشظى بشكل كبير نتيجة هذا الهجوم، لافتًا: إلى أن «اللافت هو تصويت عدد من الجمهوريين مع عزل ترامب، بخلاف المرة السابقة حيث لم يصوت مع عزله سوى جمهوري واحد، وهذا يقودنا إلى أن الحزب الجمهوري سيكون بحاجة إلى ورشة اعادة اللحمة التي تضضررت بسبب سياسات وتصرفات ترامب».

ولفت إلى أن «هناك ثمة تساؤلات عن مدى قيام ترامب بتأسيس حزب جديد والانشقاق عن الحزب الجمهوري، وحتى الآن لا توجد مؤشرات أو تحركات تقود إلى هذا المعطى الذي لا شك وأنه سيؤدي إلى المزيد من الانقسامات الداخلية ويزيد من تأزم المشهد السياسي لا سيما وأنه في حال تحقق هذا الامر، سيجد الأمريكيون أنفسهم أمام حزب قاعدته الأساسية قائمة على العنصرية والتطرف الذي غذاه ودعمه ترامب خلال ولايته الرئاسية».

- يحتفظ بحقوق امتيازات قانون الرؤساء السابقين

فيما قال الباحث فى الشأن الدولى على يحيي، كما كان متوقعا، فشل مجلس الشيوخ، للمرة الثانية، في تأمين أغلبية الثلثين لإدانة الرئيس ترامب، والتي صوت لصالحها ٥٧ عضوا، أي أقل بـ١٠ أعضاء من العدد المطلوب.

وأضاف «يحيي» لـ«الدستور»، أنه رغم تصويت 7 من الجمهوريين، مقابل صوت جمهوري، هو ميت رومني،خلال محاكمته الأولى، خرج ترامب منتصرا، ومتسيدًا للحزب الجمهوري بلا منازع.

أوضح أن ترامب احتفظ أيضا بحقوق امتيازات قانون الرؤساء السابقين الموقع عام ١٩٥٨، وبحقه في الترشح مستقبلا، متابعًا: «من الواضح أنه ورغم قصر مدة المحاكمة، الا أن تبعاتها ستكون أكبر من إجراءات المحاكمة بحد ذاتها، وهو ما هدف اليه الديمقراطيين من خلال الاستثمار في مشهد اقتحام الكابيتول، لضرب وحدة الحزب الجمهوري، واستعداد لانتخابات ٢٠٢٤، واستثمار مشاهد الاقتحام في الولايات المتارجحة كفلوريدا وويسكونسن وايوا للتاثير على الناخبين المستقلين فيها».

واستدرك «في الوقت الذي تعززت فيه قبضة الترامبية على الحزب الجمهوري، بالتوازي مع عملية انشقاق كبيرة يحضر لها أكثر من ١٢٠ من المسؤولين السابقين في الحزب الجمهوري ممن تولى بعضهم مناصب رفيعة في إدارات ريجان وبوش الاب والابن وترامب نفسه، وبالتالي سيكون الطريق ممهدًا أمام الرئيس السابق لخوض الانتخابات الأمريكية المقبلة من داخل الحزب، أو حتى عبر حزب بديل لو أراد، إلا لو اختار قضاء وقته بين ملاعب الغولف التي يمتلكها، وهو ما ليس متوقعا منه».

- الطريق مفتوح أمام ترامب للاستمرار في ممارسة السياسة بشكل قانوني

وأوضح الكاتب والباحث في الشؤون الدولية طارق عبود، أن قرار الشيوخ بتبرئة ترامب كان واضحًا من سياق إجراءات العزل التي سار بها الديمقراطيون، ولا سيما بعد حادثة اقتحام مبنى الكابيتول، وهى أن الأمور لن تصل إلى عزل الرئيس السابق، وبالتالي عدم إدانته في هذه القضية، ما يُبقي الطريق مفتوحًا أمامه للاستمرار في ممارسة السياسة بشكل قانوني، بل والعمل على تحقيق رؤيته للولايات المتحدة الأمريكية.

وبيَّن أن «أول العوائق الكبرى كانت أنّ الجمهوريين، وعلى الرغم من أن ما ارتكبه ترامب يعتبر جريمة بحق الديمقراطية الأمريكية، وهو ما شكّل إحراجًا كبيرًا لهم أمام الرأي العام؛ ولكن إدانة رئيس جمهوري واتهامه بالخيانة والتحريض والانقلاب على النظام الديمقراطي،لا تستطيع نخبة الجموريين هضمه بسهولة، لذلك كان الجمهوريون أمام خيارين، الخيار الأول السير بمحاكمة ترامب وعزله، وبالتالي التخلص من عبء شخص أحرجهم، والخيار الثاني كان حماية ترامب، وحماية الحزب الجمهوري من الاندفاعة الكبيرة للديمقراطيين، وفرملة عملهم وإحباطه ريثما يتم لاحقًا ترتيب البيت الداخلي للحزب الأحمر».

وحول ترشح ترامب مرة أخرى، قال «عبود» إنه «أمر سابق لأوانه، ولا أحد يستطيع الجزم به من عدمه، ولكن قانونيًا الطريق بقي مفتوحًا له للترشح مرة أخرى».