رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمناسبة «الفالنتين».. هذه رسائل زوجات الأدباء في عيد الحب

خيري شلبي
خيري شلبي

كان لدى الكتاب والمثقفين تقاليد محددة للتعبير عن حبهم لزوجاتهم، منهم من استطاعوا أن يجعلوا من حبهم قصصا ملهمة لدى الكثيرين، ومنهم من كان الحب أمرا عاديا بالنسبة لهم، ولم يكن الأساس لاستكمال الحياة بينهم رغم وجوده.

وبمناسبة عيد الحب أو ما يطلق عليه "الفالنتين" الذي يعد احتفالا عالميا، ويوافق 14 فبراير من كل عام، وفيه يعبر المحبون عن حبهم لبعضهم البعض بطرق مختلفة.

وهنا يرصد "الدستور" 3 نماذج لقصص حب وزواج يختلفون عن بعضهم البعض، يتحدث فيهم زوجات الكتاب عن عيد الحب بالنسبة لهم، ويروين قصص حبهن مع أزواجهم حتى رحيلهم.
لا يتوفر وصف.
فوزية السنهوري: خيري شلبي كان يحتفي بعيد الحب «صدفة»
"كانت رفيقة دربه وظل يدين لها بكل ما وصل إليه" هكذا كان يعتبر الأديب الراحل خيري شلبي زوجته فوزية السنهوري، وعلى الرغم من مشاغل الحياة إلا أنه كان شخصا رائعا، ومتعاونا للغاية، وأبا حنونا ومحبا لأولاده وأقاربه وأصدقائه.

تقول زوجة خيري شلبي إن الاحتفال بعيد الحب كان يحدث بالصدفة، فإذا صادف ورأى الدكتور حاتم حافظ يحضر لابنته إيمان هدية أو يهديها تورتة، ويعرف المناسبة، كان يطلب من ابنته أن تحضر هدية لوالدتها، مشيرة إلى أن الاهتمام بالاحتفاء بعيد الحب لم يكن من الطقوس الأساسية في حياتهما.

بدأت قصة حب وزواج خيري شلبي وفوزية السنهوري، منذ كانت في السابعة عشر من عمرها، وكان هو حينها يبلغ من العمر 29 سنة، إذ كان يقرب لوالدها، وبعدما جاء إلى قريته شباس عمير بمركز قلين التابع لمحافظة كفر الشيخ، إذ كان يأتي إليها قليلا، ووجدها صدفة ولفتت نظره، فكانت شابة جميلة، ووافقت على الزواج منه بمجرد تقدمه لخطبتها، وشجعها والدها على هذا القرار، رغم إصرار والدتها حينها من الزواج من آخر، إلا أنها أصرت عليه وفضلته عن غيره، وبالفعل كتبا الكتاب، وتزوجا بعد سنتين، وعاشا سويا على الحلوة والمرة، وكانت هي الزواج الأول والأخير له، لكنه عاش قصص حب خلال مرحلة الطفولة والمراهقة.

بدأ تعلق فوزية السنهوري بالراحل خيري شلبي ومعرفتها به، حينما كانت طفلة وتستمع لاسمه في الراديو، وتحديدا في البرنامج الثاني وعمله مع الكاتب الكبير بهاء طاهر.

لا يتوفر وصف.
أنس الوجود رضوان توجه كلمة لصبري موسى في عيد الحب: «تركت بصمة في حياتي»
عرفت الكاتبة أنس الوجود رضوان زوجها الكاتب الكبير صبري موسى منذ كانت تعمل صحفية صغيرة في جريدة الوفد، وكان حينها مبدعا معروفا، وجمعهما أول لقاء في العريش، أثناء تكليفها بتغطية فعاليات مؤتمر أدباء الأقاليم وطلبت منه إجراء حوار، ومن هنا بدأ حكايتهما سويا.

بعدما عرضت عليه أن تجري حوارا معه للوفد، طلب منها أن تقرأ كافة أعماله أولا، وبالفعل قرأتها، وكان ذلك السبب الرئيسي لقراءة أعماله كلها، وتقول لـ"الدستور": بذرة الحب الأولى بيني وبين صبري نبتت في العريش.

على الرغم من زواج صبري موسى عدة مرات إلا أنه زواجه هذا لم يستمر سوى أشهر قليلة، لكن زواجه من أنس الوجود رضوان استمر نحو 25 عاما، ومنهم ما يقرب من 15 عاما كان صبري موسى مريضا بعدما تعرض لجلطة، جعلته يلزم البيت لسنوات حتى وفاته، وكانت حياته تتلخص في القراءة والاطلاع على ما كل هو جديد، وكانت زوجته بجواره طوال هذه الفترة، إلى جانب الكتاب الذي كان يعتبره ثروة كبيرة جدا، بجانب حب المحيطين له.

تتحدث أنس الوجود رضوان عن صبري موسى قائلة: كان طيب القلب وعطوفا ورومانسيا، حتى في مرضه كان يتسم بنفس الصفات، وكان يحب أن يراه الجميع في أحسن حالاته، ويظهر وده للجميع، وتابعت: أنا عن نفسي بحب صبري جدا وهعيش على ذكراه مدى الحياة، لأني مشوفتش رجل زيه، فهو يتمتع بقيمة حقيقية من الإنسانية والحب الصافي، وأعتبر حبنا لبعض "حب بلا شوائب".

واستطردت: كان يتمتع بالهدوء والرقي، وشديد التصالح مع مرضه طوال الـ15 سنة، ولم يشعر بالاكتئاب أبدا، فكنت بجواره واهتم به بشكل أكبر من اهتمامي بالصحافة، وكنت أسافر مرة واحدة سنويا للعمل ببرنامجي، وفضلت التفرغ له، أنا حبيته وأخلصتله جدا، وكان بالنسبة لي حياة، وله قيمة كبيرة جوا قلبي، وكان أبا حنونا على ابنتي، ولا تزال تعتبره والدها، وكانت تعتني به حتى زواجها، وعلمها أشياء كثيرة وأخذت منه القوة والصلابة والثبات والثقافة، واستطاع أن يترك بصمة في حياتي وحياة ابنتي.

وعن طقوس الاحتفاء بعيد الحب، قالت: لم يكن ينتظره للاحتفال به، فقد كانت حياته كلها حب، سواء بكلماته وأسلوبه في التعامل واحترامه لي، كان عطوفا ورومانسيا، كان يتحدث بهدوء، له صفات ومواصفات بحسها مختلفة عن البشر، ألخص ارتباطي به بأنه ارتباط جميل وأجمل هدية في حياتي كانت زواجي من صبري موسى، ووجهت كلمة له بهذه المناسبة، قائلة: الله يرحمك.. وحشتنا جدا.. عايشين بإبداعك ورقتك.. معانا في كل خطوة.

لا يتوفر وصف.
فاطمة المعدول: حب لينين الرملي لي جاء بعد «العِشرة»
أحبت الكاتبة فاطمة المعدول زوجها الكاتب المسرحي الراحل لينين الرملي منذ كانا أصدقاء في معهد الفنون المسرحية بقسم النقد، واستمرا على هذا الوضع طوال فترة الدراسة بالمعهد، فقد كانت تعجب بشخصيته وطريقة تفكيره، وبدأت قصة ارتباطهما تدريجيا بعدما اقتنع بأنها عقلانية ويمكنها تحمل المسئولية، وكان سبب عدم اقتناعه بها في البداية أنها كانت بنت «متدلعة» من طبقة متوسطة، وتضحك كثيرا.

استمرت المعدول في حبها له وانجذابها نحو، ولم تستطع مقاومته، ومن بعدها اكتشف بها سمات لطيفة وتقدم لخطبتها وكانت حينها في الإسكندرية، وبالفعل تزوجا، واستمرت الحياة رغم اختلافهما كزوجين، وأكدت لـ«الدستور»، أنها لم تندم على إصرارها على الارتباط به، فالحب يأتي مرة واحدة في العمر، ومن لم يحب لم يعش.

وعلى الرغم من ثقتها أن عشق لينين الرملي الوحيد كان المسرح، إذ كانت علاقته بالمسرح رومانسية جدا، بجانب حبه لأولاده وأصدقائه، إلا أن الحب بينهما جاء بعد العشرة، وتابعت: ورغم اختلافهنا كزوج وزوجة في أحيان كثيرة، إلا أننا كنا متفقين فكريا، وكان له تأثير فكري كبير عليها بجانب المعهد والقراءات، وعيشت معاه حياة لطيفة، وغير نادمة على الأمر أبدا، ولو عاد بيا الزمن هختار لينين الرملي.

وتحدثت عنه قائلة: كان بسيطا وطيب جدا، منظما ومرتبا، وكان يعتاد على الكتابة في البيت، وكان مراقبا لتربية الأولاد، وكان يشاركني في كتاباته وكنا نختلف أحيانا ونتفق أحيانا أخرى، فكان شريكا جيدا في حياتي، ولم يبتعد عن أولاده أبدا، وكنت أتمنى أن يظل موجودا مع أحفاده، ليحتفي بعيد الحب، فهم في حاجة إليه.