رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحقيق نظريات علمية متضاربة تفسر معنى الوعي عند الإنسان

 الوعي عند الإنسان
الوعي عند الإنسان

في مجال العلم والدراسة، تجرى كثير من الأبحاث المثيرة في الوقت الحالي، ومن بينها سلسلة من التجارب التي تهدف في نهاية المطاف إلى زيادة الوعي البشري، بالمعنى الحرفي للكلمة.

ويوضح الكاتب أندرياس كلوث في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء أن الهدف من هذه التجارب هو فهم معنى "الوعي" بشكل دقيق وكذلك كيفية عمله، والرد على تساؤلات مثل هل تمتلك الحيوانات وعيا، وهل يمكن أن يخسر الانسان الوعي، وما إذا كان من الممكن أن تكتسب الآلات وعيا ذاتيا عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتجرى التجارب الجديدة وفق منهج علمي يعرف باسم "التعاون بين أصحاب الآراء المتناقضة"، فالبشر عادة تكون لديهم نظريات عديدة لتفسير الأشياء المختلفة، وبالطبع لا يمكن أن تكون جميع هذه النظريات صائبة.

ولكن كثيرا من النظريات تعيش وتستمر إلى أجل غير مسمى داخل ما يعرف باسم "الصوامع الفكرية"، ومن هنا قد يكون الحل هو دعوة أصحاب الأفكار المتناقضة للتعرف على نقاط الاختلاف بينهم وإخضاعها للدراسة، وهو ما قد يسمح للباحثين بتحديد النظريات الخاطئة، وبالتالي تحقيق نوع من التقدم العلمي.

وتريد مؤسسة "تمبلتون العالمية للأعمال الخيرية" الرد على بعض من أهم الأسئلة الي تشغل العقل، ولاسيما تلك التي تقع في دائرة العلم والروحانيات في آن واحد، ومن بين هذه الأسئلة مفهوم الوعي الذي حير البشرية وأثار دهشتها لسنوات طويلة، ولعل أشهر من تطرق إلى هذه الفكرة الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت صاحب عبارة "أنا أفكر.. إذن أنا موجود".

ويتساءل كلوث قائلا: "لماذا يمتلك البشر وعيا في المعتاد، وما الذي يحدث عندما نفقد هذا الوعي، في حالات الغيبوبة أو النوم العميق على سبيل المثال أو أثناء السكتات الدماغية أو عند التخدير، لماذا لا تؤدي إصابة المخيخ الذي يحتوي على 69 مليار من بين 86 مليار خلية عصبية داخل المخ إلى فقدان الوعي، في حين أن تلف جزء آخر من المخ قد يتسبب في غياب الوعي".

ويطرح كلوث مزيدا من الأسئلة بشأن الوعي، فيتساءل هل يمتلك الأجنة أو المواليد وعيا، وهل القردة أو النحل أو ذباب الفاكهة لديها وعي، وأخيرا ماذا عن الآلات التي نصنعها أو المعادلات الخوارزمية التي نبتكرها وتستطيع أن تهزمنا في لعبة الشطرنج أو توجه السيارات ذاتية القيادة، هل من الممكن أن تمتلك وعيا يوما ما.

ويقول الباحث الجنوب افريقي داويد بوتجيتر الذي يدير مشروع مؤسسة تمبلتون إن فريقه البحثي نجح في تحديد مجموعة من النظريات القابلة للتصديق بشأن الوعي، ثم جمع هذه النظريات في صورة ثنائيات بحيث يمكن من خلال التجارب دحض نظرية واثبات الاخرى المقابلة لها.