رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منجي: كتابات تاريخية أكدت ريادة «نحميا سعد» لفن الجرافيك

الدكتور ياسر منجي
الدكتور ياسر منجي

قال الدكتور ياسر منجي خلال حفل توقيع ومناقشة كتابه "هاملت الجرافيك المصري - نحميا سعد" والصادر حديثا عن مؤسسة الجزويت للنشر والإعلام: علي الرغم من أن الباحثين في الشأن الجرافيكي المصري قد أحلوا الحسين فوزي مكان الصدارة بمعيار الأسبقية الزمنية لريادة الجوافيك المصري٬ إلا أن المراجعة المنصفة لتاريخ الرجلين سرعان ما تتكفل بإمالة كفة الريادة تجاه نحميا سعد. فإن يكن الحسين فوزي أسبق بمعيار السن والتخرج٬ فقد كان "نحميا" الأسبق بمعيار الإنتاج علي أرض الوطن٬ إذ في الوقت الذي قضاه "فوزي" في بعثته في فرنسا بين عامي 1929 ــ 1934 مقسما وقته بين تجويد أسلوبه التصويري وتعلم طرق الحفر والطباعة بالقسم المسائي لمدرسة "أستيين" الباريسية٬ كان "نحميا" يتمرس بأسرار الوسيط الطباعي٬ خلال دراسته بمدرسة الفنون الجميلة المصرية٬ علي يدي أستاذه الإنجليزي تشارلز برنارد رايس.

وتابع "منجي" خلال الندوة التي عقدت بمسرح ستوديو ناصيبيان٬ بمقر جمعية النهضة العلمية والثقافية (جزويت القاهرة) وشارك فيها الدكتور أحمد نوار٬ وأدارها الكاتب هشام أصلان: سرعان ما شب "نحميا" عن الطوق ليبدع أعمالا فاقت مستواه العمري٬ واستولت علي إعجاب أستاذه٬ وكانت مثار غيرة الأفذاذ من زملائه وفي مقدمتهم الناقد الشهير حسين بيكار باعترافه الشخصي٬ وأهلته أعماله تلك لتمثيل مصر في محافل دولية٬ بعد سنوات قليلة من بداية ممارسته الجرافيكية.

والفاحص لكتابات مؤرخي تلك الفترة التأسيسية من فجر الجرافيك المصري٬ يستشعر حرجا من صياغة بعض العبارات٬ التي تشي بأسبقية "نحميا" دون أن تصرح٬ لتعود فتستدرك بالإيماء ما قد يكون من شأنه المس بمكانة الأستاذ الحسين فوزي٬ وهو حرج يلعب علي الظن أن مبعثه توقير التلاميذ لأستاذهم الباقي علي قيد الحياة وقت كتابة هذه النصوص٬ والذي أسعفته السنون برصيد عمري سمح له بمراكمة إنجازات كبيرة٬ لم يتح القدر فرصة الإتيان بمثلها لقرينه نحميا الذي قنصته المنون في نضارة الشباب.

ومن هذه العبارات المتحرجة٬ ما يطالعنا به الفنان الراحل "فتحي أحمد" في كتابه عن فن الجرافيك المصري٬ وخاصة تلك العبارة التي يقول فيها:"يعد نحميا سعد من الرواد الأوائل في فن الجرافيك المصري٬ فلم يسبقه في هذا المضمار أحد إذا استثنينا الحسين فوزي.

وأردف: من ضمن ماورد عن نحميا سعد بالكتاب٬ والتي تنص علي أنه التحق بقسم التصوير بمدرسة الفنون الجميلة العليا٬ ولكن فن الجرافيك الذي تتلمذ فيه علي برنارد رايس اجتذبته إلي آفاق أخري من الإبداع حتي أن حسين بيكار يكشف عن عمق التقدير الذي كان يكنه رايس لتلميذه الأثير نحميا من خلال ما كتبه قائلا "ومن بين أساتذتنا الأجانب أستاذ إنجليزي يدرس لنا مادة الحفر اسمه رايس٬ ولمسنا بإحساسنا الساذج اهتماما من هذا الأستاذ بزميلنا نحميا سعد تحول مع الأيام إلي صداقة وزمالة٬ وكنت نتساءل لماذا يخص أستاذنا هذا الزميل الذي لا يفصلنا في شيئ ويقربه إليه دوننا جميعا؟ لقد أدركنا فيما بعد أن عين الأستاذ المدربة وحاسته المرهفة٬ استطاعت أن تلتقط من بيننا موهبة متفردة٬ أدخرتها خصوبة الوادي بين طياتها لتقوم بدور ريادي في فن الحفر الوليد.