رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبادرة الخلاص.. مشاركون في «المسؤول الحكومي المحترف» يتحدثون لـ«الدستور»

هالة السعيد
هالة السعيد

عانت مصر منذ سنوات طويلة من البيروقراطية التي تعتمد عليها المؤسسات في القطاعي الخاص والعام، والتي يقوم فيها الموظف الحكومي بتنفيذ سياسة الحكومة من منطلق القواعد والأنظمة واللوائح التي يضعها المسؤولين دون أي تطوير أو تغيير فيها.

وأصبح للموظف الحكومي المصري صورة نمطية للغاية، تتمثل في أنه الشخص المتعنت الذي يعطل مصالح الآخرين، بالرغم من أن دوره هو تسهيل المصالح كافة، بيد أن الحكومة المصرية حاولت في الفترة الآخيرة تغيير تلك النظرة من خلال تطوير الموظف الحكومي المصري.

وكان أحد أشكال المحاولات هى إطلاق مبادرة «المسؤول الحكومي المحترف» على يد الأكاديمية الوطنية للتدريب، والتي شارك فيها مئات الموظفين، بهدف تطوير الجهاز الإداري للدولة ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين على يد الموظفين الحكوميين.

ويهدف برنامج المبادرة إلى تدريب 11 ألف موظف حكومي على دفعات، واجتاز إلى الآن 800 موظف حكومي في محافظتي القاهرة والجيزة البرنامج، و400 موظف بمحافظة الإسكندرية، و1500 موظف بمحاظفة بورسعيد، ويتلقى حاليًا التدريب 306 موظف من أصل 1200 متدرب في محافظات كفر الشيخ والشرقية والبحيرة.

وتشمل المبادرة 4 أهداف، هي: "النهوض بالموظف مقدم الخدمات الجماهيرية لمستوى لائق من الكفاءة والفاعلية، والمساهمة في التغير الإيجابي للموظفين داخل بيئة العمل، وتنمية المهارات الشخصية والقيادية، وتشجيع العمل الجماعي للموظفين وتنمية مفاهيم الإدارة الحديثة ومكافحة فساد الموظف".

وحاور «الدستور»، موظفين حكوميين خضعوا لذلك التدريب في مبادرة «المسؤول الحكومي المحترف»، إلى جانب عدد من المحاضرين لمعرفة الاستفادة التي عادت عليهم والتغييرات التي ستحدث في بيئة عملهم بعد تلك المبادرة.

نرجوا تكراره
عادل الشامي، موظف في ديوان عام محافظة الإسكندرية، أحد خريجي مبادرة المسؤول الحكومي المحترف، قال: "كنت أول من شاركت في مبادرة المسؤول الحكومي المحترف، حيث أنها تتم بناء على ترشيح من الهيئات التي يعمل بها الموظفين وليس تقديم منهم للمشاركة في المبادرة".

أضاف: "الهيئات الحكومية هي من تقوم بترشيح عدد من موظفيها من أجل المشاركة في المبادرة، مثل موظفين المحليات والوزارت والطرق والكباري والتعليم والتضامن والجهات الحكومية المختلفة في المحافظات كافة، ويشترط فقط أن يكون الموظف يحمل مؤهل عالي ومن فئة عمرية معينة".

أوضح أنه لا توجد شروط مثل الكفاءة، حيث أن المبادرة من أجل تحسين أداء الموظف وطريقة تعامله مع المواطنين وتحسين كفاءته ودعم العمل الذي يقوم به، مشيرًا إلى أن التدريب كان شامل في المواد التي تم دراستها منها القانون والمنشآت الصناعية وإدارة المشاريع وفن الإتكيت وطريقة التعاون مع فريق العمل وجماعة الأفراد.

تابع: "الإفادة كانت على المستوى الشخصي والمهني، لكن بعض الأمور التي تعملتها من المبادرة كانت تتعارض مع لوائح العمل والقوانين، لذلك نطالب بتغيير تلك الوائح التي تعوق تنفيذ ما تم تعلمه من المبادرة أو إحداث نوع من المرونة بها".

واصل: "كنا 200 موظف تم تقسيمهم على مجموعتين، وتلقينا التدريب في أحد الفنادق بالمنطقة الشمالية في منطقة مصطفى كامل بمحاظفة الإسكندرية، ودرسنا لمدة 85 يومًا مقتطعة من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 2 ظهرًا وكانت فترة التدريب تعتبر فترة عمل مع أخذ المستحقات المالية كاملة".

كشف عن أنه لا يوجد امتحان في نهاية التدريب، لكن كل محاضر كان يظل مع الموظفين يومين أو ثلاثة أيام، وفي آخر محاضرته يتم عمل ورشة عملية لتطبيق ما تم تعلمه خلال المحاضرة، وهي تعتبر بديلًا عن الامتحانات العملية.

وأكمل: "في أحد المحاضرات تم تقسيمنا إلى مجموعات، الأولى تمثل الجهات والهيئات الحكومية مثل وزارة الصناعة والتعليم والصحة وغيرها، والثانية تمثل الجمهور الذي يقوم بتوجيه الأسئلة لتلك الهيئات، وكان تدريب عملي مفيد للغاية".

أوضح أن اختيار الموظفين ليس مقصورًا على فئة معينة ولكن ضم التدريب موظفين من المحافظة والأحياء ومديريات التعليم والتضامن والصحة والطرق والكباري، مضيفًا: "كانت فترة تدريب مهمة استفدنا كتير وحبينا الفكرة، وسمعنا معلومات جديدة، وفيه موظفين قدروا يطبقوا كل اللي اتعلمه في مجال عملهم".

وأشار إلى أن المشكلة الوحيدة كانت في أن المادة العملية تحتوي على بعض المصطلحت باللغة الإنجليزية وهي لغة لا يتقنها الكثير من الموظفين الحكوميين: "استلمنا المحتوى الخااص بالمحاضرات في نهاية التدريب لكنه إذا كان باللغة العربية كان سيكون أفيد".

التوجه لكل المحافظات قريبًا
أكد الدكتور عمر سكر، أحد المحاضرين بمبادرة المسؤول الحكومي المحترف ومستشار الاتحاد الأوروبي، أن المبادرة تستهدف تدريب الموظفين الحكوميين في القاهرة والجيزة ثم المحافظات بالتعاون بين وزارة التخطيط والأكاديمية الوطنية للتدريب التابعة لمكتب رئيس الجمهورية في منطقه الشيخ زايد بمحافظة الجيزة.

وأشار إلى أن الدولة تتوجه في الوقت الحالي للاستثمار في البشر بما يتناسب مع رؤية 2030 التي تعد من أساسيات وتوجهيات رئيس الجمهورية ومؤسسات الدولة، موضحًا أن تأهيل الموظفين الحكوميين من أنجح الخطوات التي بادرت بها الدول، وتم تفعيل المبادرة والتخطيط لها بشكل مدروس ومحكم للغاية، من خلال التفكير في أدق التفاصيل للحصول علي منتج بشري فعال.

ووشدد على أنه: " لا حل لدى الدولة سوى الاستثمار في البشر للنجاح في التحول الرقمي والتطور التكنولوجي، والوصول إلى دولة إلكترونية متطورة وناجحة، وترابط وتلاحم المواد الدراسية الموجهه لكفاءه الموظف الحكومي، والتخطيط لمواد فعالة تفيد الدولة والموظف".

وأضاف: "استخدام العنصر البشري يبدأ بتدريبهم، من أجل وضع توجه واضح لما يحتاجه سوق العمل والتحول الرقمي، لذلك فإن المواد التدريبية التي حصل عليها الموظفين في تلك المبادرة مثل التخطيط الاستراتيجي، والتعامل مع البيانات الضخمة، والتحول الرقمي، وإدارة سوق العمل، وومهارات التواصل، وفعاليه فريق العمل واقعية للغاية، تجعل خريج المبادرة موظف ذو كفاءه وجودة عالية، يستثمر خبراته مع واقع عمله".

وأشار إلى أن المبادرة ستصل قريبًا إلى الصعيد والمحافظات الآخرى، بعد النجاح المبهر الذي حققته في محافظات الإسكندرية وبورسعيد، ومن المتوقع البداية بمحافظتي الأقصر وأسوان للبحث عن مواهب وكفاءات وإخراج منتج تدريبي ذو جوده تدريبية عالية.

وأوضح: "الإنسان عدو ما يجهلة فكان يجب أن يشارك الموظف في أنشطة ومشاريع عملية؛ كى يشعر أنه جزء من التطوير وأنه العضو الأهم والمُركز علية في المبادرة كي يتشجع للتطوير، ويشعر برغبة في النجاح والتغيير؛ لأنه لو شعر أنه مجرد فرد ثانوي في التطوير لن تنجح تلك المبادرة".

واختتم: "الموظف المصرى فاجئنا بقابليته للمعرفة والتغيير والتطوير، حيث كان يتنافس الموظفين في إظهار المهارة والمواهب وإنتاج مشاريع جماعية وفردية مهمة للغاية، وكان هناك تعاون شديد بين الموظفين من أجل تداول ما تم تعلمه خلال المبادرة وتطبيقه على أرض الواقع في ساحات العمل".

معلومات هائلة
الدكتورة هناء رمزي، طبيبة أسنان في إحدى المستشفيات الحكومية بمحافظة بورسعيد، وكذلك خريجة مبادرة المسؤول الحكومي المحترف، قالت: "المبادرة كانت نقلة حضارية في البرامج التدريبية للموظفين، وتخيلنا أن المبادرة ستكون مجرد تسمية ولن تفيدنا بكثير من المعلومات لفكرة أننا كبرنا في السن، ولدينا من الخبرة ما يكفي، ولكن تفاجئنا بكم المعلومات والأنشطة التدريبية الهامة والتي أضافت لنا الكثير وغيرت محور وظيفتنا".

وتوجهت"رمزى" بالشكر للأكاديمية الوطنية للتدريب، قائلة: "وفرت لنا وسائل نقل من أماكن معينة للوصول لأماكن التدريب، والعودة مما يجعلنا نذهب براحة نفسية ويوفر علينا مجهود كبير، كذلك كان هناك اهتمام بالاستراحات المتقطعة أثناء التدريب للتخفيف عن الموظفين وللقدرة علي التحصيل الدراسي".

وأوضحت أن الربط بين الدراسة النظرية والواقع الفعلي، كان أهم ما تضمنة المبادرة فقد كانت المبادرة فوق التوقعات، مشيرة إلى أن الأكاديمية الوظنية للتدريب كانت على قدر كبير من الرقي والتعامل مع أعلى وأكبر هيئة تدريس، فكانوا يتحملون كل الأسئلة والاستفسارات من الموظفين بصدر رحب وبشروحات هامة.

واختتمت: "نتوقع مستقبل باهر للهيئات الحكومية خلال السنوات القادمة، حيث أنها تشمل موظفين على قدر كبير من التدريب والمهارات المختلفة وقادرين على التغيير والتطوير للتحول الرقمي الفعال للدولة، ونتمني انتشار المبادرة بشكل أكبر وأوسع".

تجربة مهمة
مصطفى ذكريا، محاضر في مبادرة المسؤول الحكومي المحترف، بعدما حصل على ماجيستير إدارة أعمال، ويعمل استشاري تدريب في شركة "ويلسون" العالمية للتدريب، قال: "كنت أحاضر مادة التواصل الفعال مع الأخرين والتفكير الإبداعي ضمن مبادرة المسؤول الحكومي المحترف، وتضمن التدريب الأساليب الحديثة للتواصل، التفكير الإبداعي، وطريقة إدارة فريق العمل".

وأضاف: "استفدت من المبادرة بالرغم من إنني محاضر، لكن التجربة كانت مثمرة للغاية، سواء على مستوى التخطيط أو التفكير وكان نجاحها متوقع بشكل مؤكد، لكونها كانت تحت إشراف الأكاديمية الوطنية للتدريب، ما أضاف له الكثير".

وتابع: "التدريس في المبادرة أضاف لي قدرات التعامل مع فئات وعقليات مختلفة من الموظفين، وتركزت كل الجهود في إطار تطوير وتدريب الموظف الحكومي المصري، من أجل الاستثمار في الأصول البشرية، وتهيئة قاطرة التنمية المستدامة وتحقيق رؤية الدولة ورئاسة الجمهورية المستقبلية للتطوير، واستكمالًا لرؤية 2030".

اختتم: "لقد وضعت الدولة بالمشاركة مع الجهات المعنية القوي البشرية أهم مقومات التنمية المستدامة؛ مما سيثمر في المستقبل عن منتج بشرى ذو جودة عالية يفيد البلد بمجهودات وتطورات تعلمها من المبادرة، لاسيما الموظفين الحكوميين والمواطن المصري".

تغيير وجهة النظر
وأكد محمد أحمد المحلاوي، موظف حكومي بالإدارة المركزية لشؤون الصيدلة في محافظه القليوبية: "كنت متدرب في الدفعة الأولى من الموظفين الحكوميين في مبادرة المسئول الحكومي المحترف التى شاركت فيها مجموعة من الوزارات مع الأكاديمية الوطنية للتدريب وكنت من الذى لهم الشرف في التخرج من الأكاديمية".

وأضاف: "بدأت التجربة بـجواب ترشيح لتدريب بعض الموظفين في الأكاديمية الوطنية للحصول على الكورس في المستشفى التي كنت أعمل بها وهي مستشفى دار الشفاء بالعباسية حيث كنت رئيس قسم التحصيل في المستشفي".

وأشار"المحلاوي" إلى أن التدريب الخاص به كان بالاشتراك مع وزارة الصحة ووزارة التنمية المحلية ووزارة العدل والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبإشراف لجنة من رئاسة الوزراء في الأكاديمية الوطنية للتدريب.

وأضاف: "تم شرح لنا أهمية المبادرة بالنسبة لنا كموظفين حكوميين في تطوير الدولة والتعامل مع التحول الرقمي، ما أضاف خبرات ضخمة للموظفين، سواء على مستوى العمل أو على المستوى الشخصي، حيث حققنا خلال المبادرة أقصى استفادة ممكنة".

وأوضح أن برنامج المباردة كان عبارة عن 3 أسابيع، وبعدها العودة للعمل لمدة شهر ونصف وبعدها 3 أسابيع تدريبية أخرى، واستمرت 3 اسابيع لمدة 4 مرات حيث جمع البرنامج 12 أسبوع تدريبي مكثف، يشمل 6 ساعات في اليوم الواحد علي مدار 5 أيام في الإسبوع الواحد.

تابع: "المحاضرين كانوا على قدر كبير من العلم والمعرفة والاحترافية، وكانت المواد التي تمت دراستها تتعلق بإدارة الموارد البشرية، والأتيكيت وفن التعامل الراقي والتنمية المستدامة، وكيفية بناء وأدارة المهارات الذاتية، والذكاء العاطفي ومهارات العرض وكيفية التعامل مع الشائعات والقيادة".

اختتم: "تلك المواد أفادتنى وغيرت وجهه نظري عن الوظيفة الحكومية، وتعلمت كيف أنظم وقتي واستفاد أكثر من اليوم الكامل، وكيفية استغلال مهارتي التي اكتشفت الكثير منها في المبادرة، وأهم ما تعلمته هو الثبات الانفعالي في المواقف المختلفة في العمل، والقدرة على التعامل مع أكبر قدر من المواطنين باختلاف أنواعهم وتفكيرهم".

إحداث تغيير مستقبلي
بينما ينتظر علاء الدين مصطفى، موظف حكومي، ومدير مركز إعداد القادة التابع لوزارة الشباب والرياضة، الرد بالقبول من الأكاديمية الوطنية للتدريب خلال الدفعة القادمة، موضحًا أنه متحمس للغاية للتعلم والتطور في المبادرة، والخضوع للدورات التي تؤهله إلى منصب حكومي أعلى.

وأشاد أحمد، بالمبادرة لكونها تعتبر برنامج تدريبي يسعى الموظفين للحصول علية ونجاح الدفعات السابقة يجعله متحمس للدفعات القادمة، مضيفًا: "حيث استفادة العاملين بالقطاع الحكومي بالأخص من لهم علاقة مباشرة بالتعامل مع الجمهور، فمن الضروري رفع كفاءة العاملين بالجهاز الإداري للدولة والقضاء على البيروقراطية".

وأوضح أنه سيكون ضمن الدفعة القادمة من الموظفين الحكوميين التي ستخضع للتدريب، من أجل تأهيلهم للتعامل مع المواطنين والقضاء على فكرة "فوت علينا بكرة"، وهي الأمور التي ستغير من النظرة تجاه الموظف الحكومي في مصر خلال السنوات القادمة.

الانضمام أهم خطوة
أنهار أيمن، موظفة سكرتارية لدى أحد المنشأت التابعة لوزراة التنمية المحلية، وإحدى المستفيدات من المبادرة الحكومية، قالت: "المبادرة ستفيد كل الموظفات المتقدمات، ولكن التحديات ستكون صعبة أمام الموظفات من حيث المبدأ، خصوصًا مع وجود زوج وأطفال، ولكن أنصح الموظفات بالنظر للمستقبل فتلك المبادرة تساهم في ترقيات في العمل وتحول مسار وظيفتك للأفضل".

وأشادت بإلقاء الدولة الضوء على العنصر البشري الذي سيرفع من مكانه الدولة ومشاركة المرأة في المبادرة، مما يبرز أهمية التواجد النسائي في كل المجالات، ويوضح وجودها بشكل كبير في المنشأت الحكومية، فنحن في أكثر العصور تواجدًا للمرأة لكون وزيرة التخطيط تعد من أنجح الوزيرات حتى الأن.

وأضاف: "قرار المشاركة في المبادرة يعد أصعب خطوة في حياني ولكن نصحني زملائي بأن ضمن مواد المبادرة تنظيم الوقت، وهذا سيفيدني كثيرًا بحيث لا أقصر بين عملى وواجبي كزوجه وأم والمبادرة ستعلمني ذلك الأمر جيدًا".

واختتمت: "المبادرة تساعد على اكتشاف المواهب وتطوير عمل الموظف بشكل أفضل، كما أنصح بعدم الانصات للشائعات والمحبطين، فالمبادرة ناجحة بشكل مبهر، ومميزاتها كبيرة وهناك من تحولت وظيفتهم من قبل المبادرة لبعدها، وعدم السماح للأصوات المحبطة للمرأة وشائعات عدم القدرة بالتنسيق أو أن المبادرة ستشكل عبء على الحياة فهي خطوة للتطوير والنجاح".