رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فحص كورونا».. جهود الدولة في توفير مسحات مجانية بالمستشفيات الحكومية

فحص كورونا
فحص كورونا

خلال الأسابيع الماضية، طرقت الموجة الثانية أبواب مصر، معلنة عن ارتفاع منحنى الإصابات لنعود إلى أكثر من 1000 حالة يوميًا، وسط تلك الحالات هناك الكثير من الأعراض التي تتشابه مع الأنفلونزا العادية، ما يجعل الأطباء يلجأون إلى حل العزل المنزلي لفترة لحين أن تظهر نتيجة المسحة وعلى أساسها يتم التعامل مع المريض.

ففي الوقت الذي أعلنت فيه معامل وزارة الصحة إجراء التحليل "المسحة" داخلها والأماكن التابعة لها بتكلفة ١٢٥٠ جنيهًا للمصريين و١٠٠ دولار للأجنبي، بدأت بعض المستشفيات الحكومية في توفيرها بشكل مجاني، حماية للمواطنين والتأكد من خلوهم من الفيروس.

علاء: أجريت مسحة مجانية من "صدر العمرانية"
علاء نبيل، مهندس معماري، في أواخر العشرينيات من عمره، يقطن في حدائق الأهرام، منذ أسبوع بعد عودته من عمله- في إحدى مواقع العمل الهندسية التابعة لإحدى شركات المقاولات- تعرض لوعكة صحية، ما بين ارتفاع درجة حرارته، وفقدان حاستي الشم والتذوق، وإسهال، وضيق تنفس وكحة خفيفة، رغم ذلك لم يعتبر أنها قد تكون اشتباه بفيروس "كورونا"، وأخذ ما يسمى بـ"حقنة البرد"، والتي أدت إلى انخفاض درجة حرارته إلى عدة ساعات.

بعدها عادت الأعراض تراوده مرة أخرى، ما جعله يتجه إلى عزل نفسه عن الناس ليومين، وحين لم يجد بدًا مما يعانيه من اشتداد الأعراض، أخذ كل احتياطاته من لبس الكمامة وتعقيم نفسه جيدًا واتجه بسيارته إلى أقرب مستشفى له وهي الهرم، لكنه لم يجد قسمًا مخصصًا للصدر ووجهته الطبيبة هناك إلى مستشفى صدر الجيزة بالعمرانية.

يروي "نبيل" لـ"الدستور" أنه بمجرد دخوله إلى صدر العمرانية، سألته الطبيبة عن الأعراض، ووجهته إلى قطع تذكرة ثمنها 33 جنيهًا، ثم أجرى تحليل دم بالمستشفى في الطابق الثاني، وبعد ربع ساعة ظهرت النتيجة لتطلب الطبيبة إجراء "مسحة"، والتي توفرت في الطابق نفسه بدون مقابل مادي لإجرائها، ثم أخبرته أن النتيجة ستظهر خلال 3 إلى 5 أيام، ووجهته إلى العزل المنزلي لحين الاطمئنان إلى نتيجة المسحة مع تسليمه حقيبه بها بروتوكول علاج أعراض "كورونا"، فإذا كانت سلبية سيوقف العلاج أما الإيجابية سيضطر لإعادة المسحة بعد 15 يومًا.

"سعيد": تحاليل "كورونا" مجانية في "أم المصريين"
وفي ديسمبر الماضي، تعرض محمد سعيد، شاب عشريني، من قاطني منطقة فيصل، للإصابة بنزلة حادة من السخونية، والتي تشبه أعراض فيروس كورونا، ليتجه على الفور إلى معمل خاص في محافظة الجيزة، حتى يطمئن على حالته الصحية، لكن المعمل طلب منه مبلغ كبير مقابل إجراء التحاليل الخاصة بالمرض، ولم يستطع الشاب تحمل التكلفة حينها.

قرر "سعيد" بعد ذلك التوجه إلى مستشفى أم المصريين، وفي لحظة وصوله أمام باب المستشفى اصطحبه أحد العاملين إلى قسم الاستقبال، وهناك استقبلته الطبيبة المسؤولة لتشخيص الحالة، وبعد إتمام عملها خضع الشاب لإجراء التحاليل المبدأية داخل معمل التحاليل التابع للمستشفى، وتبين أنه لا يعاني من أعراض خطيرة، ما جعل الطبيبة ترشده إلى العزل المنزلي، كونه لا يحتاج جلسات أكسجين أو الخضوع للعلاج داخل الرعاية.

اكتفى الشاب بالتحاليل التي أجراها بالمجان داخل المستشفى، وعلم نتيجتها بعد نصف ساعة ليتضح أن الأعراض المصاب بها ليست قوية، لذا وفرت له المستشفى حقيبة يتوافر بها العديد من المسكنات والمضادات الحيوية اللازمة للتعافي من مرضه، بجانب روشتة العزل المنزلي التي التزم بتنفيذها لمدة أسبوعين داخل غرفته الخاصة، وبالفعل تعافى نهائيًا.

بعد حديثنا مع الحالات الفعلية التي أجرت تلك المسحة بشكل مجاني، اتجهنا للحديث مع مسئولين من المعامل والأطباء، للحديث عن آلية إجراء تلك المسحات، ونصائح الأطباء لتجنب العدوى في الفترة القادمة بقدر الإمكان.

مفتش معامل الغربية: مستشفيات العزل في المحافظة توفر تحاليل كورونا مجانية
تواصلنا في البداية مع حسن أبو النجا، مفتش معامل مديرية الشئون الصحية بالغربية، الذي أوضح لنا رحلة دخول الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا منذ تشخيص الحالة حتى استخراج التحاليل الطبية اللازمة، والخضوع للعلاج، كونه أحد الأشخاص المراقبين على هذه المرحلة داخل مستشفيات العزل بالمحافظة.

قال "أبو النجا"، خلال حديثه مع "الدستور"، إن هناك أطباء مخصصون داخل مستشفيات العزل لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها لتشخيصها قبل عرضها على معامل التحاليل، ليكون اختبار التذوق والشم هو أحد الأساسيات المتبعة في مرحلة التشخيص ثم قياس درجة الحرارة في جسم، وفي حالة الاشتباه يتم توجيه الحالة على الفور إلى معمل التحاليل، الذي يأخذ عينة من صورة الدم ويستخرج للحالة 4 تحاليل، يتضح من خلالها الأعراض المصاب بها.

"التحاليل جميعها تقدم للمرضى بالمجان داخل مستشفيات العزل"، كانت الكلمات التي استطرد بها، أن الدور الذي تلعبه مستشفيات العزل والأطقم الطبية في السيطرة على الجائحة، من خلال تقديم جميع المساعدات اللازمة للحالات المشتبه في إصابتها دون أي تكاليف، بجانب تقديم حقيبة من الأدوية اللازمة في حالة التأكد من الإصابة بالفيروس.

وفي حالة نقص الأكسجين لدى الشخص المصاب، يتم توفير مكان له داخل المستشفى على الفور، ليتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، أما إذا كانت الأعراض خفيفة يمكن السيطرة عليها، يتم تحويل الحالة إلى العزل المنزلي، بجانب تقديم له الأدوية اللازمة والروشتة التي سيتبعها خلال فترة العزل.

حميات طنطا: مسحة "كورونا" مجانية
توجهنا أيضًا إلى أحد العاملين في معمل مستشفى حميات طنطا، رفض ذكر اسمه، والذي أكد في حديثه لـ"الدستور"، أن دور المعمل يبدأ بعد تشخيص الحالة المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، بناءً على الجلسة الأولى للحالة مع الطبيب المسئول، ثم يأتي دور المعمل في إجراء التحاليل الطبية اللازمة بناءً على الأعراض المصاحبة للحالة، موضحًا: "لو الأعراض شديدة الدكتور بيطلب مسحة فورًا".

استكمل: "الأشعة المقطعية تتم في حالة الاشتباه فقط للاطمئنان على الحالة المرضية، ومدى تأثر جسمها بالمرض، وهذا يتم في حالة ظهور أعراض معينة على الحالة مثل فقدان حاسة التذوق والشم أو التعرض لارتفاع شديدة في درجة الحرارة، أما في حالة ضيق التنفس ونقص الأكسجين في الجسم يتم إجراء مسحة على الفور، وتوفير مكان للحالة في غرف العزل وخضوعه لجلسات الأكسجين على أجهزة التنفس الصناعي".

أوضح أيضًا أن الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا لا تدفع أي مبالغ مالية مقابل التحاليل والأشعة، لكن المبلغ المحدد من قبل الوزارة يتم دفعه في حالة السفر للخارج فقط، والذي يبلغ قدره 1860 جنيه، مشيرًا إلى أن هذا هو النظام الذي تسير عليه المستشفيات الحكومية جميعها منذ ظهور الجائحة في مصر، بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان.

حميات أشمون: نلتزم بالإجراءات الوقائية والتحاليل مجانية
ومن طنطا إلى المنوفية، تحدثنا مع هند القاضي، فنية تحاليل طبية بمستشفى حميات أشمون، أوضحت أن الطاقم الطبي في مستشفى أشمون يتعامل مع جميع الحالات المترددة على المستشفى بأنها إيجابي سواء كانت اشتباه أو حاملة للفيروس، حتى يتوفر لهم جميع سبل الوقاية بشكل عادل.

أضافت "هند" أن رحلة المريض المشتبه في إصابته بفيروس كورونا تبدأ من غرفة الاستقبال، حين يتم عرضه على الطبيب لتشخيص الحالة أولًا، وبعد الانتهاء من تشخيصه، يتوجه العاملين بمعمل التحاليل لأخذ عينة من المريض، وتحليلها ثم العودة إليه مجددًا بعد نصف ساعة أو ساعة، وما تظهره النتائج يتم على أساسه تحديد آليات التعامل مع الحالة.

عبرت "هند" أيضًا عن دور وزارة الصحة والسكان في توفير جميع المعدات اللازمة للأطقم الطبية داخل مستشفيات العزل، من الأجهزة المخصصة لإجراء المسحات الطبية، والملابس الوقائية جميعها بداية من الواقي الزجاجي للوجه والقفازات الطبية، والأدوات اللازمة للتعامل مع المرضى في أخذ العينات ثم وضعها داخل الثلاجة المخصصة للتخزين.

وبعد الخروج من عند المريض وإتمام عملية التحاليل الطبية، تنزع "هند" جميع الأدوات الوقائية التي استخدمتها ثم تضعها داخل سلة مخصصة لهذا الأمر، يتم غلقها على الفور حتى تُنقل إلى المحرقة، موضحة في نهاية حديثها أن جميع التحاليل الطبية تكون بالمجان طبقًا لما نصت عليه وزارة الصحة.

نائب مدير حميات إمبابة: الأطباء أصبح لهم خبرة في تشخيص "كورونا"
قال الدكتور ماهو الجارحي، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، إنه من كثرة الحالات التي تأتي للمستشفى لم يعد الأطباء ينتظرون اختبار PCR، أو المسحة، الذي يؤكد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأشار "الجارحي"، في حديثه مع "الدستور"، إلى أنه في وسط الانتشار المجتمعي للفيروس، أصبح الأطباء المتخصصين أكثر قدرة على تشخيص المرض بدون مسحة أو أشعة وتحاليل، فالجائحة الأولى أعطت للأطباء خبرة كبيرة في تشخيص الحالات من خلال الأعراض فقط والتي كانت مقتصرة في المرة الأولى العام الماضي على الأعراض التنفسية فقط؛ لتزيد في الجائحة الثانية إلى أعراض للجهاز الهضمي أيضًا ممثلة في إسهال وقئ مستمر.

ولفت إلى أن التحاليل والأشاعات مهمة لتحديد شدة الإصابة ومدى انتشار المرض، وكذلك تحديد مستوى المرض لكتابة البروتوكول العلاجي المناسب لها لتمام الشفاء؛ كذلك تحديد مدى احتياج الحالة للحجز بالمستشفى أو إمكانية استكمال العلاج بالمنزل.