رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السعيد صالح: الرواية في بورسعيد شهدت طفرة على يد 4 أدباء «أنا واحد منهم»

السعيد صالح
السعيد صالح

الكاتب الروائي والقاص السعيد صالح من مواليد مدينة بورسعيد (1964) وحاصل على البكالوريوس في تجارة ودبلومة في الدراسات المصرفية ويعمل نائبًا لمدير بنك الإسكندرية وعضو اتحاد كتاب مصر منذ عام 2001.

آثر السعيد صالح العزلة والابتعاد عن الأضواء، يملك الكثير من القناعات يدافع بها عن مفهومه للبعد، وجدوى الكتابة وكذلك إلمامه بالحركة الإبداعية في مدينة بورسعيد.
حصل على الكثير من الجوائز من الهيئة العامة لقصور الثقافة ونادي القصة، وترجمت بعض نصوصه القصصية إلى الإنجليزية، وكذلك روايته «حرير وحراشف»، والتي تتناول العلاقة بالآخر الغربي، وتحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية والذي زارها الكاتب في نهاية الألفية الثانية.

السعيد ملم بكل جديد في المجال الإبداعي والنقدي وكذلك السردي في مدينة المولد (بورسعيد).

يؤكد السعيد أنه يشعر بالكثير من الحرية وقت كتابته للرواية، وقدَّم أكثر من 13 عملًا إبداعيًا ما بين القصة والرواية منها «المرأة وأشياء أخرى» (قصص- 1997) و«تراتيل الزمن الحزين» (قصص- 2001) و«تراتيل ملونة على بورتريه حزين» (قصص- 2004( و«أصل الأشياء» وهو كتاب موسوعي يبحث في جذور الأشياء ومسمياتها (2007) و«قلوب الغرباء» (رواية- 2010) و«سارق الحياة» (رواية- 2011) و«حرير وحراشف» (رواية – 2013) و«غريق السيلولويد» (رواية- 2015)، و«الهائمة» (رواية- 2017) وحازت جائزة «إحسان عبد القدوس» (2016 (والجزء الثاني من كتاب «أصل الأشياء» (2018) و«وديدة» (2019) و«امرأة في نعومة الحرير» (رواية- 2020) و«رحيل كموت وصول كميلاد» (رواية- 2020 ( و«مصائر آل حبرون» (رواية- 2020).

والتقت «الدستور» الكاتب وسألته بداية، بعد صدور عملك الأخير «رحيل كموت وصول كميلاد»، أين موقفك من المشهد الثقافي في مصر وبورسعيد؟

الرواية في بورسعيد في العقدين الأخيرين شهدت طفرة رائعة على يد أكثر من أديب، أذكر منهم إبراهيم صالح وسامح الجباس وعاطف عبدالرحمن وأنا، لأن اهتمامنا انشغل بخروج الرواية من الموضوعات المرتبطة بالبيئة المحدودة، إلى رحاب الموضوعات التي تهم الإنسان بوجه عام.

ونحن نحاول جاهدين تحقيق ذواتنا من خلال الطباعة في دور نشر مشهورة بالقاهرة وإقامة ندوات لأعمالنا.

- تعددت اتجاهاتك في السرد ما بين رواية وقصة، في أي المسارات تجد الخلاص والسلوى؟

سأكون صادقًا معك لو قلت لك، في كلتيهما، ولكن الرواية أشعر فيها ببراح حيث أستطيع فيها الكتابة بحرية أكبر، فأنا مؤمن بأن لكل رواية فلسفتها الخاصة حتى تصبح ذات عمق فهي ليست مجرد حكاية للتسلية، فالرواية أصبحت الضمير النثري للعالم فبجانب عدم الإخلال بعناصرها يجب أن تحتوي عما يفيد القارئ من مجالات ومعارف جديدة عليه لنزيد من ثقافته، فمثلًا رواية «امرأة في نعومة الحرير» تكلمت عن المعاملات في البورصة وفي رواية «رحيل كموت وصول كميلاد» سردت عن عالم السفن التجارية وفي «وديدة» تكلمت عن فنيات صناعة السينما.

في عناوينك الروائية هناك الكتابة عن تجارب ذاتية وأسفار وحضارات أخرى حدثنا عن تجربتك في كتابة رواية «حرير وحراشف»؟

أنا مهموم بالآخر، بداية، من أنت؟! حتى ساكني الإسكيمو، أحاول عرض أطروحات، أستطيع من خلالها، فهم الآخر، بل والوصول إلى صيغ ولغة مشتركه بيننا لتحقيق وئام حقيقي نعيش على متونه.

هذا ما فعله أبطالي في «حرير وحراشف» وفي «رحيل كموت» وفي «الهائمة» وفي أغلب أعمالي.

- عن علاقتك بالآخر والذي صبغ وعنون الكثير من رواياتك، كيف ترى الآخر آنيًا، في ظل أزمات الهوية والأعراق؟

كما قلت في ردي على السؤال السابق، أنا معني بالآخر، فنحن لا نعيش وحدنا في العالم، علينا فهم من حولنا، وتهيئته لفهمنا، من خلال طرح أنفسنا بشكل جاد يمحي الصورة التي صدرت عنا مسبقًا، وخاصة في العقود الثلاثة الماضية، وأنا أقصد هنا، «هويتنا العربية والإسلامية بشكل خاص».

- رغم إنتاجك الذي تخطى 13 عملًا إلا أنه ليس لديك أدنى اهتمام بمسألة النقد ولا الترويج لاسمك، فهل هناك تعمد لاتخاذ هذا الموقف والتفرغ للكتابة فقط؟

بالتأكيد أنا أحب الكتابة وهي عندي مشروع حياة، لذا لا أجعل أي شيء يعطلني عن مشروعي، لكن في نفس الوقت، كل منا يطمع في التحقق نقديًا وأن يروج لاسمه، ولكن الترويج ليس من وظيفة الكاتب.

هناك قصور كبير يقع على كاهل النقاد، فأين هم النقاد إذًا، لقد تقلص عددهم والجيد منهم نادر، ويضيف السعيد صالح، ربما هم معذورون لأن كل من «هب ودب» في وقتنا الحالي، يكتب الرواية، لكن لا بد من البحث عما هو جيد، فهذه هي وظيفة الناقد.

- مع انتشار وباء كورونا كيف ترى مستقبل الكتابة وتأثير تلك الأوبئة على طموحات الكاتب وأشكال الكتابة؟

أنا أرى أن الوباء سينحصر حتى ولو مكث أعوام، ولن يكون هنالك تأثير يذكر على شكل الكتابة، ربما الكتاب الورقي المطبوع قد ينحصر بعض الشيء، لكنه لن ينتهي، فبمجرد رجوع معارض الكتب في العالم ستسترد الطباعة مكانتها، وربما فاد الوباء الكاتب ووفر له مساحة زمنية طيبة من أجل القراءة والكتابة. ستجد وقتها، أن الوباء سيكون بطل في أعمال أدبية قادمة، مثلما حدث من قبل مع الطاعون والكوليرا.

- أنت مولود في بورسعيد ومُصر على البقاء في تلك المدينة الكوزموبوليتان فما هو موقفك من مسائل المركزية والأقاليم وهل أنت تؤمن بهذه المقولة فيما يخص الكتابة؟
أنا لا أؤمن بهذه المقولة فلا فرق في الكتابة هنا أو هناك فقط هناك كتابة جيدة وأخرى رديئة. ولدينا أمثلة لأدباء من أقاليم عدة تحققوا بالرغم من أنهم عاشوا وماتوا في أقاليمهم.

- ليتك تحدثنا عن إيقاع الكتابة والفعاليات الثقاقية الإبداعية في بورسعيد من خلال موقعك وموقفك ككاتب؟

في بورسعيد هناك الكثير من الفعاليات الأدبية تجدها ممثلة في نوادي الأدب والصالونات الثقافية ولكنها جزر منعزلة للأسف، ولكننا نحاول جاهدين رتقها من أجل تواصل الأجيال والأفكار، أما عن إيقاع الكتابة فهو سريع، لدينا كم لا بأس به، يكتب الأنواع السردية بأشكالها المتنوعة بثراء في الحدث والحكي وجماليات الكتابة.