رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المتمرد المغرور» حكاية محمود حميدة

محمود حميدة
محمود حميدة

يصف نفسه بالمغرور، لا يقبل أن يشارك في أي عمل فني، سينمائي أو درامي، إلا بعدما يحصل على "أجرته" كاملة، غير منقوصة، لا يتورع عن وصفه بالرجعي، الذكوري، يعترف بأخطائه في تعامله مع السيدات، اعترف بارتكابه أخطاء في حقهن، لكنه متمرد في داخله، يرفض الاستكانة لأفكاره الموروثة من صغره، يراجع كل هذا أمام الجمهور، بلا حسابات.

في بدايته الأولى، عمل الفنان محمود حميدة مع الفنان عبد العظيم عبد الحق الذي كان الجميع يناديه بلقب "بابا"، إلا "حميدة" اعترض على ذلك لـ"عبد الحق"، كونه يرى أن له والده واحد فقط، وهو ما تقبله "عبد الحق" قائلًا "سيبك منهم".

حصل "حميدة" على أجر ألفين جنيه مقابل الظهور في أول ستة أعمال سينمائية في حياته، الفيلم الأول"الإمبراطور" رشحه له فارس غالي، الذي فوجئ بسؤال "حميدة": "أنا رايح أمثل فين، ومع مين؟ وبكام؟ وإزاي؟"، ثم شارك في "المساطيل"، "فارس المدينة"، " كيد العوالم"، "صراع الزوجات".

وحكى أثناء ظهور مع الفنانة إسعاد يونس في برنامجها "صاحبة السعادة"، أن بعض نقاد السينما، نصحوه بأن يحرص جيدًا في اختيار أدواره الفنية، لكن الفنان عادل إمام، طالبه بتجاهل هذه النصيحة، وأن يجتهد في تقديم أعمال عديدة، ليحقق الانتشار الجيد، هو ما اتبعه وتغاضى عن المقابل المادي "بقيت اشتغل عشان اشتغل مش مهم عندي الفلوس".

وعن كواليس مشاركته في فيلم "فارس المدينة"، قال محمود حميدة، إنه لم يكن المرشح الأول للفيلم، بل كان الفنان أحمد زكي، قال "خلصته في خمس أسابيع، لو أحمد زكي اللي عمله كان أقل حاجة هياخد 15 أو 16 أسبوع لأنه كان يمل بسرعة، وكنت كل يوم أنزل من البيت أركب أتوبيس رقم 700، وأنزل في ميدان التحرير، أمشي لقهوة بعرة، بشنطة اللبس وانتظر مدير الإنتاج فتحي يسري لنتحرك بسيارته".

يرى محمود حميدة، أنه من البديهي، أنه لا يقدم على تقديم شخصية إلا إذا كان يقدم من خلالها شيئًا جديدًا، قال في حوار على قناة "سكاي نيوز عربية": "أنا لا أسأل على حجم الدور، ففي بداياتي كنت أقدم الأدوار الصغيرة مع نجوم كبار، معنديش مشكلة نهائيًا في حجم الدور ومساحته".

وشارك في فيلم "شمس الزناتي" رغم صغر مساحة الدور، لكنه رفض أن يُكتب على مقدمة الفيلم "ضيف شرف"، وتعرض "حميدة" لخسارة حياته، أثناء تصوير مشهد المصيدة التي ينصبها العصابة بدائرة النار من القش والأرز، وتشتغل بالبنزين، وقد حدث انفجار أثناء تصوير المشهد، كان سيودي بحياته.

وضحى الفنان محمود حميدة في فيلم "جنة الشياطين" بسنتين من أسنانه كي يتقن شخصية "طبل" التي يجسدها.

ونشر كواليس الفيلم عبر صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك"، وهو يحكى عن "جنة الشياطين"، وقال، إنه واجه مشكلة في تجسيد الشخصية، لأنها كانت عبارة عن شخص جثة هامدة، لا تتحرك، حتى أنه قضى أكثر من خمس ساعات في تصوير مشهد الابتسامة "كل ما نصور، تحصل رمشة في العين أو الشفة غصب عني، وعدناه تاني يوم، رغم أنها لقطة لا تتعدى الثانية أو الثانيتين من مدة الفيلم على الشاشة".

مع شاهين

لم تكن العلاقة بين "حميدة" و"شاهين" مستقرة، فكلاهما يعتز بشخصيته، فكانت تشوبه الخلافات في الرؤى والأفكار، وهو ما صرح به الأول قائلًا" "كانت علاقتي به، شبه علاقتي بأبويا، وكانت الخلافات موجودة، لكن كانت مع كل الود والاحترام".

عرض المخرج الراحل يوسف شاهين على محمود حميدة المشاركة في فيلم "المهاجر" ليجسد شخصية "قائد الجند"، بسبب تخوفه من النجوم الجدد والأجور العالية التي يحصلون عليها، وأعجب "حميدة" بصراحة "شاهين" فرد عليه "بما إنك صارحتني، أنا كمان هصارحك، أنا مبحبكش أبدًا، لأني كل ما أتفرج على أفلامك أشعر إنني حمار".

الخطايا

أثناء ظهوره مع الإعلامية وفاء الكيلاني في برنامج "قصر الكلام" على شاشة قناة "إم بي سي مصر"، وصف نفسه الغرور، وحكى عن والدته التي كانت تردد على مسامعه هذه الصفة "إنت مغرور"، خاصة وأن والدته والآخرين من عائلته يرونه أفضل مما يرى نفسه.

تأثر الفنان محمود حميدة، بوالدته، أي كان لها الدور الأكبر في تشكيل شخصيته، قال: "الأم لها الدور الأكبر، بعدها يأتي دور الأب، وكنت شخصًا انطوائيًا، لا أتحدث كثيرًا، إلى أن وصلت لسن 14 سنة، لم يكن لدي أصدقاء، وكنت الذكر الأول في العائلة، وكل من حولي كانوا يربوني لأصبح رجل البيت، كبير العائلة، وكل ده يضع قيود على الشخص".

ويصف "حميدة" نفسه بأنه كان شخصًا "جلف" لا يتآلف مع من حوله بسهولة، فمثلا، كان لا يفهم الهدايا والجوائز، لا يفرح بها إطلاقًا.

الجمهور يتعامل مع آراء الفنان محمود حميدة، بإعجاب وانبهار، ربما لأنهم يرونه صريحًا، وما عضد هذه الفكرة لديهم، أنه يراجع كل خطاياه أمام الجميع، على الشاشة، وهو ما يتحاشاه العديد من الفنانين الكبار، الذين يحرصون على إبراز صورة مثالية لدى الجمهور، لكسب وده ومحبته.

خلّص التمثيل الفنان محمود حميدة من العُقد التي ورثها منذ صغره، فكونه يقدم عملًا فنيًا، مسليًا في المقام الأول، سهل عليه الانطلاق بشخصية جديدة، أكثر انفتاحًا.

اعترف الفنان محمود حميدة بأنه كان مخطئًا عندما تزوج للمرة الثانية، رغم أن زوجته الأولى "سهير" بمثابة شريكة الحياة، وأوضح أثناء وجوده في برنامج "السيرة" الذي تقدمه الإعلامية وفاء الكيلاني على شاشة قناة "دي إم سي"، أنه وقع في هذا الخطأ الاجتماعي نتيجة للسلوك التربوي الذي نشأ عليه في صغره، كونه الرجل، سيد الكلمة على الجميع، "بنت عمك ملهاش كلمة، ولا عمتك ليها كلمة، من صغري تربيت غلط"، وتزوج للمرة الثانية، رغم رفض زوجته الأولى، ووالده.

ويراجع نفسه كعادته، ويعبّر عن امتنانه لكل السيدات اللاتي تعبن في تربيته، رغم أنهن كن يعاملنه كأنه "سي السيد".

مرض غير معروف

أصيب الفنان محمود حميدة بمرض شُخض وقتها بأنه غير معروف، وحكى عنه في حواره على شاشة قناة "دريم"، أنه تقريبًا كان قد قارب على الموت، دخل في حمى شديدة، حتى أن أهله ولوه تجاه القبلة، ظنًا منهم أنه قد قارب على الرحيل، لكن المرض قد انسحب من جسمه فجأة.