رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العامل المثقف».. أحمد خليل انتصر على الأمية واتجه إلى كتابة الشعر (صور)

أحمد خليل
أحمد خليل

بالتزامن مع اليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار الذي يتم الاحتفال به يوم السادس من يناير من كل عام، وتستعرض فيه الدول العربية إنجازاتها في ملف محو الأمية وما حققته على أرض الواقع لشعوبها ليتحول العالم العربي إلى صفر أمية.

"الدستور" التقى بأحد النماذج المشرفة من أبناء محافظة سوهاج، والذى يُعرف "بالعامل المثقف"، حيث نجح في محو أميته وتحول من عامل لا يعرف القراءة والكتابة الى شاعر مشهور يكتب بالعامية، ويشارك مجتمعه في حل القضايا الشائعة بكتاباته الشعرية عن التدخين والزواج العرفى..الخ.

عم أحمد خليل أو "العامل المثقف" كما يعرفه أهالى محافظة سوهاج هو أحد أبناء محافظة سوهاج يبلغ من العمر 75 عاما، استطاع أن ينتصر على الأمية ويتعلم ويقرأ فى الكتب حتى أصبح شاعرا مشهورا، يكتب بالعامية ويشارك في العديد من الفعاليات التي تنظمها المؤسسات والهيئات الحكومية والتعليمة بل أصبح معتمد رسميا لدى مديرية التربية والتعليم بتثقيف طلاب المدارس.

انتقلت "الدستور" إلى قرية ونينه الشرقية حيث يسكن "العامل المثقف" في منزل ريفي بسيط يزين جدرانه الداخلية شهادات تقدير له وصور مع مشاهير من المحافظة والقيادات الشعبية والمحلية وبنرات مكتوب عليها شعرا بالعامية تعالج قضايا المجتمعية وكذلك رزم من أوراق الجرائد التى شارك فيها بنشر أشعار له.

يحكي لنا الحاج أحمد محمد خليل، عامل بالمعاش تجربته مع محو الأمية حتى أصبح شاعر ألف قصائد شعرية وصاحب لديوان "وتريات" إنه كان مزارع بسيط وغير متعلم حتى بلغ سن الـ20 عاما وشعر بالغيرة من أقرانه الذين يقرأون فى المصاحف القرآن ويتصفحون الجرائد اليومية، وتوجه الى خاله المتعلم ليعلمه الحروف الهجائية، وتنطلق مسيرته بقراءة الكتب وتجميعها فى منزله.

شعر "العامل المثقف" أنه لديه ميول شعرية لشعر العامية فارتجل قصيدة "عاتب فيها والدته انها لم توجهه إلى التعليم"، ثم ألف العديد من القصائد التي وصلت إلى 500 قصيدة عن أحوال المعيشة ومحاكاته ليوميات العامل البسيط فى مكتب رئيس الجامعة، بدأها محدثا أدوات النظافة عن أحواله وطموحاته فى تحقيق حلمه قائلا: "أنا والمكنسة والخيشة والجردل.. أربع أصدقاء لا بنفترق ولا بنزعل.. بنعصر الخيشة والخيشة تعصرنا.. وأمسح الأرض وتشكرني حتى تتزلزل.. تتهز المكنسة وتقول لي بكره تتعدل.. أقول لها يا مكنسه يا ليف بلاش تخاريف.. يعني اسمي مع الشعر هيتسجل.. يضحك الجردل ويقول ياما ربك غير وعدل..

واختتم خليل، كلامه بدعوة جميع من فاتهم قطار التعليم أن يلتحقوا بفصول محو الامية ولا يخجلون مهما بلغوا من العمر، حتى يخرجوا من ظلام الجهل والأمية ويكفيهم أن يقرأوا كتاب الله بأنفسهم.