رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اطمئنوا».. رحلة مستشفيات العزل للتخلص من نفايات كورونا

نفايات كورونا
نفايات كورونا

فى ظل حالة الهلع من العدوى بفيروس كورونا المستجد، يتساءل كثيرون عن الكيفية التى تتبعها المستشفيات للتخلص الآمن من المخلفات والنفايات الطبية، بشكل يستحيل معه انتقال أى نوع من العدوى، خاصة تلك المستشفيات المخصصة للحجر الصحى لمرضى «كورونا»، وحاولت بعض وسائل الإعلام المبثة من الخارج والمحرضة ضد مصر لا سيما التي تُشكك في ادارة مصر لازمة الوباء، فلعبت على وتر النفايات كعنصر إهمال يزيد من العدوى وروجوا لذلك على مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا.

لذا نفت وزارة الصحة والسكان كل تلك الأقاويل مُؤكّدةً أنَّه لا صحة للتخلص من النفايات الطبية الخاصة بمستشفيات العزل بطرق عشوائية غير آمنة، مُوضحةً أنَّه يتمّ الالتزام بكل إجراءات مكافحة العدوى المتبعة، والتخلص الآمن من النفايات الطبية طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية والبروتوكول المتبع للوزارة سواء فيما يتعلق بنفايات حالات كورونا أو غيرها، مع إجراء عمليات التفتيش والمتابعة الدقيقة لضمان الالتزام بهذه الإجراءات، وكذلك توعية المتعاملين مع تلك النفايات بأهمية استخدام مهمات الوقاية، وأدوات التطهير.

فى السطور التالية نحاول البرهنة على حرص المستشفيات على تقليل مصادر العدوى ويتحدث أطباء فى مستشفيات العزل عن طرق التخلص من المخلفات والنفايات الطبية، من قفازات وكمامات وبدل وقاية وغيرها، ويشرحون طرق تجهيزها وتصنيفها إلى عدة أنواع؛ تمهيدًا لنقلها إلى أماكن مخصصة للتخلص منها بشكل سليم، بما لا يضر البيئة ويضمن عدم نقل العدوى.

15 مايو: نشعل النار بها حتى التفحم ونظام خاص لبقايا الطعام

يتبع مستشفى ١٥ مايو النموذجى نظامًا صارمًا للتخلص من النفايات بشكل دورى، يُلزم كل طبيب أو ممرض بالتوجه إلى غرفة المخلفات، فى منتصف اليوم، لخلع جميع أدوات الحماية الخاصة به، ووضع كل نوع منها فى الصندوق المخصص له، المدون عليه اسم كل قطعة، وفق الدكتور عبدالله زقزوق، طبيب الرعاية المركزة بالمستشفى.

وأضاف «زقزوق»: «يتم بعد ذلك جمع كل نفايات الأطقم الطبية، وإلقاؤها فى مكبات ملحقة بمحرقة كهربائية، تعمل على حرق كل المواد حتى التفحم، وهى الطريقة العلمية للتخلص من مستلزمات الفرق العاملة، لمنع نقل العدوى بشكل تام، وذلك فى الطابق السفلى من المبنى الإدارى الملحق بالمستشفى».

وفيما يتم غسل الأزياء التى يرتديها الأطباء تحت «البدل الوقائية» بمواد معقمة ومطهرة، وتُجفف فى أماكن ذات حرارة عالية، يوجد نظام آخر للتخلص من بقايا وفضلات الطعام يشبه التخلص من الأدوات، يتضمن وضع كل فرد بنفسه بقايا كل نوع من الطعام فى الصندوق المخصص له داخل المطعم، دون تدخل من أى عامل، وفقًا للإجراءات الاحترازية التى تقضى بأن يتخلص كل فرد من فضلاته بنفسه داخل المطعم.

ولا يسرى النظام المتبع مع الأطباء على المرضى، الذين يخلعون ملابسهم قبل دخولهم غرف العزل، ويسلمونها لوضعها فى سلال حفظ آمنة، إلى جانب كل متعلقاتهم الشخصية أيضًا.

وأشار«زقزوق» إلى أنه عند انتدابه للعمل فى المستشفى، طُلب منه جلب كل أمتعته معه من محافظته كفرالشيخ، حتى لا يحتاج إلى الخروج من مكان العزل، وسار هذا النظام في الموجتين الاولى والثانية للوباء.

ـ بلطيم: محرقة فى الفناء الخلفى تحت إشراف «الصحة»

ذكر عمرو السمطاوى، المعيد بقسم الباطنة العامة بكلية الطب فى جامعة كفرالشيخ أحد أفراد الفريق الطبى المكلف بالعمل فى مستشفى بلطيم للعزل، أن الفريق واجه مشكلة كبيرة مع بداية عمله فى المستشفى، نتيجة عدم توافر آلية مناسبة للتخلص من النفايات والأغراض الطبية الخاصة بالتعامل مع الحالات المصابة بالفيروس.

وأضاف «السمطاوى»: «مستشفى بلطيم لم يكن مستعدًا للتعامل مع هذه النفايات الخطرة، خاصة أن نقلها إلى أماكن التخلص منها يمكن أن يؤدى لمزيد من انتشار العدوى، كما أن حجم المستشفى وضمه ١٨٢ سريرًا عاديًا وعناية مركزة لا يسمح بتخزين الكميات الناتجة عن التعامل مع فيروس كورونا داخل المستشفى لضيق المساحة، لذا وجب التفكير فى آلية للتخلص من هذه النفايات فى أسرع وقت».

وتابع: «تعاونا مع لجنة خاصة من وزارة الصحة والسكان من أجل إيجاد آلية للتخلص من هذه المواد الخطرة، وأعددنا محرقة خاصة فى فناء المستشفى الخلفى بعيدًا عن عنابر المرضى والمناطق المجاورة، سواء السكنية أو الزراعية، لحرق كل الأغراض الخطرة، ومن بينها التى يرتديها الأطباء فى التعامل مع الحالات وتستخدم لمرة واحدة فقط».

من القاهرة والدلتا إلى محافظات القناة، تكتمل الخطة لتقليل فرص العدوى والحد من انتشار الفيروس، فمحافظة بورسعيد اعتمدت القضاء على الفيروسات بالحرارة.

حيث أكد الدكتور سعيد عبدالحكيم، أخصائى طوارئ فى مستشفى بورسعيد، أن الحرق هو الآلية الأساسية للتخلص من المخلفات والنفايات الطبية، فيما ينتهج بعض المستشفيات الأخرى آلية الدفن على عمق يصل إلى ٢.٥ متر تحت الأرض.

وأضاف: «مستشفى بورسعيد يستقبل سيارة تابعة لوزارة الصحة والسكان، تتولى تسلم المخلفات تمهيدًا لحرقها عند درجة حرارة عالية، بحيث تضمن القضاء على الفيروسات بشكل نهائى، وهى آلية يتم اتباعها مع أغلب مخلفات مستشفيات العزل».

وأوضح أن تلك السيارة تزور المستشفى كل ٤ ساعات، وتدخل من باب خلفى حتى الغرفة التى توضع فيها المخلفات، بحيث يتم تحميلها داخلها بحجم ثلث المكان المخصص للحمولة فقط.

وبيّن أنه يتم تحميل المخلفات مقسمة إلى ٣ أجزاء، الأول يضم المخلفات العادية مثل الأوراق والطعام والشراب وغيرها فى أكياس سوداء، والثانى المخلفات الخطرة مثل الأقنعة والقفازات فى أكياس حمراء، والثالث السرنجات والأدوات داخل «الصندوق الآمن».