رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لم تتأثر «بيتكوين» سلبًا كاقتصاد العالم نتيجة أزمة كورونا؟

بيتكوين
بيتكوين

رغم التداعيات الاقتصادية التي شهدها العالم أجمع نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد، إلا أن العملة الرقمية بيتكوين شهدت ارتفاعا غير مسبوق في قيمتها حيث تخطت مستوى 34 ألف دولار للمرة الأولى، في ظل تزايد الاهتمام من المتعاملين والمستثمرين الذين يعتقدون أنها في طريقها لتصبح طريقة دفع سائدة، وذلك وفقًا لبورصة "بيتستامب" لتداول العملات الرقمية.

خبراء اقتصادي يوضحون لماذا لم تتأثر هذه العملة الرقمية الافتراضية سلبًا ضمن التداعيات التي حدثت نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد وما يمكن أن يتجه العالم إليها كعملة أساسية.

 
- العملات الرقمية باب خلفي لتمويل الإرهاب وغسيل أموال أعمال غير مشروعة

قال الدكتور خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، إن عملة البيتكوين لا تخضع التحليلات الاقتصادية التقليدية لعدم وجود احتياطي له تديره أحد البنوك المركزية، فهي عملة افتراضية رقمية يتم تحديد قيمتها عند التداول من خلال التعدين أو التنقيب.

وأوضح رحومة، في تصريح لـ"الدستور"، أن هناك عمليات حسابية معقدة يحلها الحاسب الآلي تقوم بعمل معالجة لمعادلات رياضية  لخوارزميات  يتحدد من خلالها قيمة العملة، لذا فكرة تحليل أو تحديد القيمة اعتمادًا على مؤشرات إقتصادية أمر غير ممكن.

وتابع أنه خلال جائحة فيروس كورونا المستجد حدث انخفاض في القيمة الخاصة بالعملة في الموجة الأولى، وظهرت عملات رقمية جديدة وافتراضية، ولكن ما ننصح به أنه لا يجب دخول مجال العلامات الرقمية فمن الممكن أن يتعرض لخسائر مالية ضخمة وعمليات نصب.

وأضاف أن العملات الرقمية تمثل باب خلفي لتمويل عمليات الإرهاب والتجارة غير المشروعة لأنها لا تخضع للرقابة الحكومية والبنوك المركزية، وتستغل في غسيل الأموال للتجارة غير المشروعة، وأنها تتم من خلال عمليات مضاربة يتجه لها فئات معينة من المضاربين للاتجاه لها، ولكن عدم خضوعها للرقابة لا يوفر فيها عنصر الأمان لها رغم الارتفاعات غير المبررة في قيمتها.
 

- عملة رقمية يمكن أن تصل قيمتها إلى 200 ألف دولار

قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن عدم تأثر عملة البيتكوين بأزمة فيروس كورونا المستجد مثلما حدث للاقتصاد العالمي يرجع لكونها عملة رقمية وليست عملة ورقية، واتجهت الكثير من صناديق الاستثمار والمستثمرين للمضاربة على هذه العملة ليحدث عليها مطالبة وتحقيق أرباح مرتفعة. 

وأوضح، في تصريح لـ"الدستور"، أنه في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد لا يوجد استثمارات جديدة المعتادة لتوجيه الأموال الفائضة، فأصبحت هذه العملة تأخذ الكثير من الفوائض واتجه الناس للمضاربة فيها لتحقيق المكاسب خاصة أنها وصلت إلى مستويات قياسية لم تصل إليها من قبل.

وتابع أن المضاربة في حد ذاتها يمكن أن ترتفع وتنخفض، حيث شهدت هذه العملة ارتفاع سابق وصلت إلى 20 ألف دولار وانخفضت الى دون الهاوية بعدها بفترة، وكان هذا الانخفاض بسبب عدم اعتراف البنوك المركزية لها في كل معظم دول العالم من اليوم، كاملة يُؤخذ بها، ولكن يتم تداولها في أسواق محددة وليس كل الأسواق.

وأضاف أنه من المتوقع  أن تنخفض مرة أخرى مثلما ارتفعت إلى هذا المبلغ، فمن الطبيعي حدوث الشيء وعكسه لأن المتغيرات المرتبطة بالصعود والهبوط متقلبة لا يوجد ثوابت محددة، ففي وقت من الأوقات من الممكن أن يرفض هذه العملة ومن الممكن أن يتم الموافقة عليها، وفي حالة قبول العالم لهذه العملة يمكن أن تصل الارتفاعات غير مسبوقة إلى 100 ألف دولار و200 ألف دولار.
 
وتابع الشافعي أن المضاربين بهذه العملة يهدفون إلى تحقيق أعلى مكسب يمكن أن يصلوا إليه، وفي حالة الوصول إلى المكسب المرغوب سيبيع، حيث يعمل عملية تعطيش للسوق ويرفع من سعر هذه العملة، وفي حالة قبولها وتداولها من قبل المؤسسات المالية العالمية سيكون مشروط بحيث تصبح أمر واقع وليس كافتراضية. 

يُذكر أنه في عام 2020 وصل سعر عملة بيتكوين إلى 8 آلاف دولار، لكنها انخفضت بعد ذلك إلى 4 آلاف دولار عندما تفشت جائحة فيروس كورونا، وتخطت قيمة العملة الافتراضية الأقدم والأشهر بين العملات المشفرة وأكثرها انتشارًا في العالم  20 ألف دولار للمرة الأولى في 16 ديسمبر 2020 ومع نهاية العام وصلت إلى 29 ألف دولار.