رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه.. قصص دينية كتبها «عبدالقدوس» لم ينتبه إليها أحد

جريدة الدستور

عاش حياة ثرية، فهو خريج الحقوق الذي وجد ضالته في دنيا الأدب والصحافة والفن، ليصبح الكاتب الصحفي المرموق منذ شبابه، وصاحب الآراء المواقف السياسية المهمة، قبل أن يصبح الروائي الشهير وربما الأكثر رواجًا في تاريخ الأدب المصري المعاصر، الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس الذي تحل اليوم ذكري ميلاده الـ101، وكانت الأوساط الثقافية قد احتفلت بمئويته العام المنصرم.

وعن مرحلة الطفولة والصبا، يقول في رسالة للناقد غالي شكري علي خلفية حوار نشره معه الأخير: "لقد أعجبني الحوار الذي أجريته معي بسبب حرصك علي تدوين كل ما خطر لي قوله٬ وليس لي من ملاحظة تخص سردك لحياتي إلا قولك إني ولدت في قرية٬ والواقع أني ولدت في مستشفي الدكتور سامي بالقاهرة عام 1919 وكانت أمي لا تزال فقيرة٬ وكانت وحيدة بعد أن افترقت عن أبي٬ قبل ولادتي بشهرين.

وبعد مدة جاء أبي وأخذني٬ وضعني في بيت جدي تحت رعاية عمتي٬ وقد عشت في بيت جدي حتي حصلت علي التوجيهية٬ ودخلت الجامعة ثم انتقلت لأعيش في بيت أمي.

وكان جدي الشيخ أحمد رضوان القماش من خريجي الأزهر٬ يعمل في القضاء الشرعي، ومن بين تناقضات الجد أنه كان يحب الموسيقي٬ لأنه كان صديقًا للمطرب محمد عثمان٬ أشهر رجال الموسيقي في عهده٬ وتعود أن يجمعهم في داره ويقدم لهم شراب النعناع٬ فغني محمد عثمان أغنية: "يا بتاع النعناع يا منعنع..يا بتاع النعناع يا شيخ أحمد".

وأضاف إحسان: كان من أثر نشأتي ببيت جدي٬ التضارب بين نزعتي الدينية وواقع الحياة٬ الواقع الذي واجهته عندما كبرت٬ ومنذ أن كنت في الخامسة من عمري٬ أصلي وأردد القرآن٬ وبعد أن كبرت انتابتني حالة سيئة أشبه بالمرض٬ وأهلي أوصوني بأن أعود إلي تلاوة القرآن٬ فقرأته كله ثلاث مرات متتالية٬ كان من أثرها أن أصبح لي تفسيرات خاصة بشئون الدين٬ ودفعتني قراءة القرآن إلي قراءة التوراة والأناجيل، وعدت إلي قراءة القرآن في كل مرة دخلت فيها السجن٬ وقد سجنت ثلاث مرات بسبب آرائى٬ وكتبت مجموعة قصص دينية لم ينتبه إليها أحد من النقاد، لكنني أحمد الله أن أحدًا لم ينتبه إليها٬ لأنها تعبر عن آراء جديدة مثل مصير الإنسان بين يدي الله٬ كان يمكن أن تسبب لي متاعب كثيرة.