رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم الملاحقات.. الكيانات التعليمية «الوهمية» لا تتوقف عن اصطياد الحالمين

جريدة الدستور

«نحن وكلاء لجامعة أجنبية، وشهادتك معتمدة من الجامعات المصرية والأجنبية في مجالات مختلفة: «صحافة وإعلام، سياحة وفنادق، حاسب آلي، إدارة أعمال، مساحة وخرائط، التمريض.. وبعد التخرج نضمن لك التعيين في كبرى الشركات والمؤسسات»، لا تزال تلك الجمل قادرة على جذب عدد من الأشخاص الذين لا يضعون اعتبارًا للتحذيرات التي تصدرها وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي، من تلك الكيانات الوهمية، التي تبحث عن المال فقط دون النظر إلى الطلبة الذين يعلقون أحلامهم المستقبلية في الحياة العملية عبر تلك الكيانات.

تمكنت الأجهزة الأمنية - أمس - من ضبط كيان تعليمي وهمي بدون ترخيص للنصب والاحتيال على المواطنين راغبى الحصول على الشهادات الدراسية، وتوصلت إلى أن المتهم حاصل على ليسانس، مقيم في بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، ويُدير كيان تعليمي وهمي دون ترخيص بمنطقة كرداسة، متاح لطلبة الثانوية العامة والأزهرية والمعاهد الفنية والمتوسطة راغبي الحصول على شهادات جامعية والشهادات العليا، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأوهم المتهم المنضمين إلى الكيان المذكور، بإمكانية إلحاق الخريجين منه للعمل بالشركات والمؤسسات الكبرى بالداخل والخارج، كما لدى الخريج إمكانية تغيير بيانات المؤهل الدراسي ببطاقات الرقم القومي، والاشتراك بالنقابة الخاصة بكل قسم بموجب تلك الشهادات، وزيادة في حبّك إمكانيات هذا الكيان نظّم دورات تدريبية وهمية في المجالات والتخصصات المعلن عنها تراوحت مدتها من سنتين إلى 4 سنوات، وفقًا للتخصص الدراسي، وتمكن من خلال ذلك من استقطاب العديد من الأشخاص راغبي الحصول على تلك الشهادات، وتحصل منهم على مبالغ مالية تراوحت ما بين 5 إلى 12 ألف جنيه، عن العام الدراسي الواحد من كل دارس.

ولم تكن واقعة كرداسة هى الوحيدة، بل تكررت أيضًا في محافظة الدقهلية، حيث أنشأ طالب كيانًا وهميًا تعليميًا، مدعيًا أن لديه ترخيص يمكن الخريجين من السفر وتقديم الخدمات التعليمية، حيث يؤهلهم للسفر للدراسة بالدول الأجنبية في جامعات دولية، بناء على عدد من البرتوكولات التي أبرمها مع تلك الجامعات تعطيه الصلاحية لسفر الطلاب من خلاله.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ذلك الكيان الوهمي، من خلال دائرة قسم شرطة أول المنصورة بالدقهلية، وبالاستعلام من الجهات المعنية أفادت بأن الأكاديمية المشار إليها لم يصدر لها أية تراخيص ولا تخضع للرقابة أو الإشراف، وتم إيقاف المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده.

وصدر - في 4 فبراير الماضي - تقرير من وزارة التعليم العالي يفيد بقيام لجنة الضبطية القضائية بمداهمة المنشأتين (تكساس إنترناشيونال كولدج، وشركة مدرسة السينما الاستقصائية للتدريب (سويك) الكائن مقرهما 171 شارع التحرير، باب اللوق، القاهرة)، لمزاولتهم أنشطة تعليمية دون ترخيص، وتم توجيه قرار فوري من الوزير بغلقهم، ومخاطبة محافظ القاهرة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأصدر - في 4 مايو الماضي - الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، قراره بغلق شركة شركة «ستارز للخدمات التعليمية» الواقعة في (مبنى النماء – الدور الخامس امتداد شارع رمسيس- الحي السادس مدينة نصر)، لادعائها إلحاق الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة والشهادات المعادلة لها بكليات الطب وطب الأسنان والعلاج الطبيعي والتمريض وغيرها، مقابل تحصيل مبالغ مالية كبيرة من هؤلاء الطلاب.

وبعد صدور قرار الإغلاق، خاطب وزير التعليم العالي محافظ القاهرة؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة لغلق هذه المنشأة، وإحالة محضر لجنة الضبطية القضائية إلى النيابة العامة.

الدكتورة سمر يسرى، مدرس الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أكدت أن تلك الكيانات الوهمية هدفها الأول هو الربح المادي، فهى تصدر شهادات وهمية مدعية أنها معتمدة من جامعات عالمية، كوسيلة لجذب الطلاب واستقطابهم للانضمام إليهم، وذلك بأرقام كبيرة.

وأضافت «يسري»: «هذا ناهيك عن شهادات الدكتوراه والماجستير التي نجد إعلاناتها تملأ السوشيال ميديا دون رقابة على ناشريها، ومصاريفها بالدولار والإسترليني»، ناصحة كل الطلاب والراغبين في الحصول على شهادات معتمدة حقيقة الدخول على المواقع الإلكترونية الخاصة بوزارة التعليم العالي، فهي تضع كل الجامعات المعترف بها، كذلك الجامعات التي تعادل شهاداتها مع الشهادات المصرية وذات تصنيف عالمي؛ أيضًا تضع أسماء الكيانات الوهمية التي يتم ضبطها حرصًا على الطلاب من الانخداع في إعلاناتهم تلك الكيانات المزيفة.