رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وكأن جسد المرأة حلال لهم».. حكايات الفتيات مع التحرش في القطارات

التحرش
التحرش

حددت هيئة السكة الحديد، 6 طرق للإبلاغ عن حالات التحرش في القطارات والمحطات، ضمن حملتها التي أطلقتها مؤخرًا بالاشتراك مع المجلس القومى للمرأة تحت عنوان "السكة الحديد أمان"، وتمثلت في عدة طرق وهي، التحدث بالخط الساخن: 15047، إبلاغ أحد العاملين في سكك حديد مصر، إبلاغ أحد فريق من المتطوعين الموجود في المحطات، إبلاغ مكتب خدمة العملاء في المحطة، وعن طريق الموقع الإلكتروني لهيئة السكة الحديد على شبكة الإنترنت أو الإيميل [email protected].

في هذا الإطار ترصد "الدستور" حكايات بعض الفتيات مع تعرضهن إلى التحرش في محطات السكك الحديدية.

"هجمات متكررة تنتهك حرمة الجسد"، هكذا وصفت مروة محمود، الطالبة في كلية الحقوق جامعة القاهرة، القاطنة في محافظة أسيوط، تعرضها للتحرش، موضحة أنها تستخدم القطار أسبوعيًا خلال رحلتها إلى منزل العائلة، إلا أنها طالما اغتالتها أيدي المتحرشين بطرق مختلفة خلال الساعات الطويلة التي تقضيها في الرحلة.

"رعب مستمر لا ينتهي"، كان هذا التعبير الذي قررت "مروة" استخدامه في سرد قصتها مع أحد المتحرشين الذي حاول انتهاك جسدها، فقالت إنها لا تنسى المرة التي كانت تتجهز للنزول، وفجأة خبط بها أحد الأشخاص بجسده كاملًا بطريقة رأتها مرتبة ولكنه صرح بأنه لم يقصد، بينما علق في ذهنها طريقة خبطه بجزء جسمه السفلي بجسدها من الخلف، مؤكدة أن ما تعرضت له لم يكن المرة الأولى أو الأخيرة.

وأوضحت أن النساء فاقدات للطمأنينة منذ اللحظة الأولى اللاتي يخرجن فيها من منازلهن وحتى عودتهن مرة أخرى، معلقة: "لم نعد نثق بأحد أكثر الشباب المتحرشين يستخدمون طرق عدة وكأن جسد المرأة حلال لهم".

وتابعت أنها ترددت كثيرًا حول تغيير مواصلاتها، إلا أن الماديات تحكمها كونها طالبة تحصل على مصروف بسيط من والدها الذي لا يملك سوى معاشه، ما جعلها تستمر بذات الشعور المقلق في صباح كل يوم تذهب خلاله لركوب القطار للذهاب لدراستها.

بدورها، قالت نرمين السيد إنها تعيش مشاهد تحرش بشكل يومي من قبل رجال بأعمار مختلفة، وهناك بعض الفتيات اللاتي يتغاضون عن التحرش بسبب خوفهم من التحدث كونهن يعتبرونه أمر مخزي، وعللت ذلك قائلة: "أنا وغيري من الصدمة مابنبقاش عارفين نعمل إيه وفجأة بيمتلكنا الصمت".

وتابعت نرمين أن بعض الشباب يتمادون لمجرد صمت الفتيات وخوفهن من التحدث فيما يحدث، وهذا ما عاشته منذ عامين قائلة: "خفت ومعرفتش أعمل إيه ونزلت من القطار بجري، وجه ورايا كان فاكرني استجبت للتحرش وأخدت تاكسي وهربت على بيتي وماخرجتش منه لمدة أسبوع، وقطعت الهدوم اللي كنت لبساها لما لمسني".

فيما أكدت وفاء السيد أنها تتعرض للتحرش وترى من يتعرضون للتحرش بالقطارات بشكل يومي، حيث أن هناك بعض الشخصيات الذين يأتون بشكل يومي لفعل التحرش فقط وليس لاستخدام القطار كوسيلة، معلقة: "كنت بشوف شخص عنده حوالي 40 سنة كل يوم في نفس القطارات ونفس المحطات وبيتلزق في كل واحدة تأتي ناحيته".

وتابعت أنها قامت بإبلاغ أمن المحطات، وبالفعل استطاعوا أن يمسكوه، ولكنها ترى أنه لا يمكن لأي واحدة أن تمتلك تلك الجراءة، وترى أن فكرة توظيف أشخاص للحد من التحرش في القطارات من أفضل الحلول.