رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جدار العناق»..عندما يصبح للحضن سعرًا فى زمن كورونا

جريدة الدستور

في ظل انتشار فيروس كورونا، أصبح التباعد سمة قطاع عريض من المواطنين خاصة المسنين كونهم أكثر عرضة للإصابة.

توقفت عادات لدى الملتزمين بقاعدة التباعد مثل المصافحة والعناق، لكن الأمر ليس بهذه البساطة التي يبدو عليها، فهو مؤلم وفق عدد من الدراسات العلمية.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يفيد أن اللمسه البشرية لها مفعول السحر، فى حين أنها كل تنقل الفيروس، فى حد ذاته.

وجاءت فكرة ابتكرتها إحدى دور المسنين فى الولايات المتحدة بتخصيص ما يعرف بجدار الأحضان، أو جدار العناق، وهو حاجز بلاستيكى يسمح بالحضن، ويتم استخدامه نظير مقابل مادي.


وقال رئيس الدار إنهم أردوا أن يحصل الناس على حضن فى إجازاتهم، لإدراكهم مدى أهميته، موضحًا أن الفكرة لم تتجاوز تكلفتها 100 دولار، ويتم تعقيم الستار البلاستيكي، وتنظيفه بعد كل جلسة عناق.


ومن خلال الجدار البلاستيكي الأمريكي تعانقت أم وأبنها لأول مرة فى ولاية فرجيينيا الأمريكية منذ انتشار فيروس كورونا، وتحدثت صحف أمريكية عنه وتشبث كلاهما ببعضهما البعض من أجله، مشيرة إلى أن كلاهما يبكى، ويلعن ستارة حمام البلاستيكية التى تقف حائلا بينهما.

تقول تيفانى فيلد، مدير أبحاث معهد اللمس فى كلية ميلر للطب بالولايات المتحدة إن الضغط على الجسم يطلق تفاعلات كيميائية وكهربائية داخل النظام العصبى، من شأنه تباطأ معدل ضربات القلب وكذلك ضغط الدم، وتتحول موجات المخ إلى ثيتا، وهي النمط المتذبذب للطاقة الكهربائية التى تظهر عندما نتأمل أو نسترخى أو نكون على وشك النوم، وتابعت قائلة إن الناس متحمسين جدا من الناحية العاطفية لرؤية أشخاص آخرين.

ويقول دوجلاس نيميك، مسئول طبى عن الصحة السلوكية إن الوحدة لها نفس التأثير على الوفاة، فهي تعادل تدخين 15 سيجارة يوميًا، مضيفًا أن الأحضان مثل المعقم للتشريح الداخلى لجسم الإنسان.

توضح الدكتورة ياسمين محمود أستاذ علم النفس أن العزلة الاجتماعية تؤثر سلبيا وتسبب الاكتئاب، مؤكدة أن تأثيراتها تزداد سوءًا بمرور الوقت، وكلما طالت فترة العزلة، زاد احتمال ظهور علامات القلق والوحدة كذلك الاضطرابات العقلية على الفرد.

وفي ظل ضرورة اللجوء إلى العزلة في الوقت الحالي وقاية من الإصابة بفيروس"كورونا"، نبهت ياسمين لأهمية التغلب على آثارها، قدر الإمكان ومجابهة أضرارها، عن طريق اللجوء إلى حيل وأفكار آمنة للتواصل، بالاضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها كنوعًا من أنواع التواصل البديل، الذي يخفف الأثار.

جدير بالذكر أن دراسة أمريكية حديثة كشفت عن زيادات ملحوظة في معدل الإصابة بالاكتئاب نتيجة العزل، إبان فترة الإغلاق وتفشي جائحة كوفيد -19، إذ أن معدل المبحوثين ممن تنطبق عليهم علامات تشخيص النوبات الاكتئابية سجلت زيادة أكثر بثلاث مرات عن المعدلات ما قبل انتشار الجائحة، وذلك وفقًا لورقة بحثية نُشرت بدورية JAMA Network Open الطبية، حسب موقع مجلة Time الأمريكية.