رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البناء يسابق معديات الموت فى النيل



لم تكن قرارات الرئيس السيسى بشأن التنمية فى مصر عامة، وإصلاح حال المواطن والحفاظ على أرواح الناس خاصة، رد فعل تلقائيًا لحادثة تقع هنا، أو أمر يتفجر هناك.. بل إن كل ما يذهب إليه الرئيس، يجىء طبقًا لبرنامج الدولة فى تحقيق التنمية والتطوير، اللتين تشهد أصقاع مصر الكثير منهما، حتى إننا لم نعد نلاحق على حصر ما يتم إنجازه فى كل شهر من هذه المشروعات القومية، إن لم أقل، كل أسبوع.
مؤخرًا.. وجه الرئيس السيسى، بسرعة دراسة أسباب حوادث المعديات، وأمر باستبدال هذه المعديات بكبارى خرسانية فوق النيل، تربط القرى ببعضها على ضفتيه، وتعمل على الانتقال الآمن للمواطنين بينها، أو بين قراهم وأماكن زراعاتهم وأعمالهم.. ولم يكن ذلك التوجيه بمثابة رد الفعل على ما شهدته قرية دميشلى، التابعة لمركز كوم حمادة، على حدود محافظتى البحيرة والمنوفية، من حادث مأساوى، نتيجة غرق معدية لنقل السيارات والمواطنين بترعة الرياح البحيرى محملة بسيارتين، مما أسفر عن غرق عدد من الأشخاص.. بقدر ما جاء تقديمًا لأولويات، اقتضتها ضرورة توقف هذا النزيف البشرى، غرقًا فى مياه النيل.
يبدأ الرياح البحيرى من القناطر الخيرية، ويمتد نحو ميناء الإسكندرية بطول يمتد لأكثر من تسعين كيلومترًا، وتقع على ضفتيه ٢٧ قرية، وكل الكبارى الموجودة على هذا الرياح، حوالى ١٢ كوبرى، تخدم القرى الواقعة على ضفتيها فقط، وإلى جانبها، تعمل معديات بدائية تفوق الـ٢٣ معدية، يعتمد عليها الأهالى فى التنقل من شرق القرى لغربها، بسبب بُعد الكبارى عن بعضها بعضًا، الذى يصل إلى كيلومترات.. ولذا فإن غرق المعديات أصبح أمرًا متكررًا، ولم يأت على سبيل الحوادث الفردية، حتى ولو كانت المعديات جديدة وتحمل ترخيصًا، كما فى حالة معدية دمشلى المنكوبة، التى كانت جديدة، ويحمل صاحبها ترخيصًا حديثًا، وكما قال أحد الأهالى «مفيش سنة بتعدى اللى لما معدية تغرق».
عرفنا الرئيس عبدالفتاح السيسى إنسانًا قبل أن يكون رئيسًا، وله مواقف إنسانية كثيرة، جعلت المصريين يلقبونه بـ«جابر الخواطر» و«داعم الغلابة».. فطوال الوقت، وعلى مدار سنوات حكمه، تظهر مواقف الرئيس، مؤكدة دعمه الشعب، وخاصة البسطاء، مليئة بالمواقف الإنسانية البارزة التى تركت أثرًا فى نفوس المواطنين بمختلف طبقاتهم، وحصلت على إعجاب الملايين، الذين رأوا أنها لم تحدث فى مصر منذ سنوات.. فقد أرسى الرئيس السيسى مبدأ الرئيس الإنسان، الذى يتواصل مع الجميع، ويشعر بآمالهم وآلامهم، ويتجاوب مع مشكلات المواطن البسيط، فضلًا عن تقديم الشكر للنبلاء من الناس، على مساهماتهم البسيطة الفعالة فى صندوق تحيا مصر.. وبهذا، ضرب الرئيس القدوة والمثل فى التواصل الإنسانى، وأثبت حرصه على التفاعل الكامل مع كل فئات الشعب، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وإنسانيًا.. فكيف إذا جاء الأمر متعلقًا بأرواح هؤلاء المواطنين؟.
وزير النقل، كامل الوزير، أكد أن كل المعديات البدائية تؤدى إلى كوارث ونفقد بسببها أرواح مواطنين، وتلك المعديات خطرة، ولا تقع تحت السيطرة.. ومن هنا عرض على الرئيس السيسى تفاصيل المعديات على نهر النيل، بعد حصر عدد القرى وأماكن هذه المعديات، واتضح أن الأمر يحتاج لـ٢٥ كوبرى، لا بد أن تكون ملاحية وعلوية، لأن الريّاح البحيرى مجرى ملاحى يخدم نقل البضائع من ميناء الإسكندرية، وحتى القاهرة.. وبالفعل، صدّق الرئيس على تنفيذ ١٥ كوبرى خرسانيًا لخدمة ١٥ قرية، وهذه الكبارى تحتاج إلى ثمانية أشهر للانتهاء منها، بتكلفة نحو مليارى جنيه.. ثم يتجه العمل لإنشاء كبارى بترعتى النوبارية والإسماعيلية، وباقى الترع على نهر النيل، بتكلفة تزيد على عشرة مليارات جنيه.
قرار الرئيس بإنشاء «كبارى علوية» على النيل، بديلًا لمعديات الموت، يُعد استكمالًا لسلسلة البناء والتعمير التى ينتهجها منذ توليه مقاليد الحكم فى البلاد؛ التى يعتزم من خلالها بناء الدولة الحديثة، رغم كل التحديات التى تواجه الوطن خلال المرحلة الراهنة.. ومع هذا شهدت فترة تولى الرئيس تحقيق إنجازات غير مسبوقة وليس لها مثيل، ومعركة تنمية فاصلة يخوضها وكتيبة وزراء التنمية والتعمير، شعارها «العمل فى صمت، وترك الأفعال والإنجازات تتحدث على أرض الواقع».
من هنا.. فإن علينا الحذر، من الانسياق وراء دعوات الجماعة الإرهابية، التى لا تريد الخير لمصر وشعبها، وتحاول بكل ما أوتيت من قوة التشكيك فى إنجازات القيادة السياسية، التى لا ينكرها إلا جاحد أو كاره للدولة المصرية القوية.. وأكبر دليل على نجاح هذه الدولة، يأتى فى شهادات المؤسسات الدولية، التى لا تجامل؛ بما يعكس حجم الجهد المبذول فى سبيل بناء دولة عصرية، بعيدًا عن الشعارات الزائفة، التى ترددت على مدار عقود، دون نتيجة فعلية على أرض الواقع.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.