رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يفعل الرئيس السيسى فى فرنسا؟

جريدة الدستور

بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم، زيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية، تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الزيارة تأتى فى إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها، خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن الزيارة ستشمل عقد مباحثات قمة بين الرئيسين السيسى وماكرون، تتناول كل جوانب وموضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك التنسيق السياسى المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف أنه من المقرر أن تتضمن الزيارة كذلك لقاءات للرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الفرنسى، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين الفرنسيين، وكذلك رئيسى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين، لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، خاصة تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة فى المجالات الاستثمارية والتجارية، فى ضوء جهود تشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة فى المشروعات القومية الكبرى، فى إطار عملية التنمية الشاملة التى تشهدها مصر.
وحول تفاصيل الزيارة، قالت صحيفة «لا تريبيون» الفرنسية إن الرئيس السيسى تناول العشاء، مساء أمس، مع وزير الخارجية الفرنسى، جان إيف لودريان، الذى يعد من كبار مهندسى دفء العلاقات بين فرنسا ومصر.
وأضافت أن الرئيس السيسى سيلتقى، اليوم الرئيس ماكرون، وسيلتقيه مرة أخرى خلال عشاء فى قصر الإليزيه، مع وفد صغير العدد، كجزء من إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى لقائه ريتشارد فيران، رئيس الجمعية الوطنية «البرلمان» فى فرنسا، وآن هيدالجو، رئيسة بلدية باريس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السيسى سيتجه، صباح غدٍ الثلاثاء، لافتتاح ووضع حجر الأساس للبيت المصرى فى فرنسا، وهو مشروع قديم يبلغ ١٥٠ عامًا لم يتم فى أى إدارة سياسية من قبل، ثم يتناول الغداء مع رئيس الوزراء الفرنسى، جان كاستكس، كما سيلتقى رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارتشر، ثم وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلى، لبحث التحديات الإقليمية والدولية.
ولفتت «لا تريبيون» إلى أن فرنسا أصبحت المورد الرئيسى للأسلحة إلى مصر بين عامى ٢٠١٣ و٢٠١٧، مع تنويع الحكومة المصرية مصادر أسلحتها، بعد أن كانت الولايات المتحدة المورد التاريخى الأكبر لها، منوهة بأن مصر حصلت من فرنسا فى عام ٢٠١٧ وحده على معدات عسكرية بقيمة أكثر من ١.٤ مليار يورو، كانت من بينها الفرقاطات البحرية والطائرات المقاتلة والعربات المدرعة.
وأضافت أن هذه الزيارة تشير إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأن العلاقات المصرية الفرنسية قد تكون نقطة تحول فى علاقات دول شمال وجنوب المتوسط، خاصة فى مواجهة الاستفزازات التركية فى المنطقة والتدخلات فى ليبيا وسوريا والاعتداءات على سيادة قبرص واليونان من جانب، وتغير الإدارة الأمريكية من جانب آخر، مشيرة إلى أن مصر تتفق مع فرنسا على سبل حل معظم القضايا الإقليمية جنوب البحر المتوسط وفى الشرق الأوسط.
وذكرت أن بعض الشركات الفرنسية تواصل العمل الجاد لعقد صفقات، خلال زيارة الرئيس المصرى، الذى يرافقه وفد رفيع المستوى، ومن المتوقع أن يشهد «السيسى» مراسم توقيع عقد إنشاء قمر صناعى لصالح مصر مع شركة «إيرباص» للفضاء، كما ستوقع مصر عقدًا مع «إيرباص- فرنسا» بعد أن فازت بالعقد ضد منافستها وشريكتها شركة تاليس.
أما صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية، فأشارت إلى أن زيارة الرئيس السيسى ستركز على بحث الوضع فى ليبيا، والتوترات فى شرق المتوسط، إذ تشترك فرنسا ومصر، اللتان توحدهما شراكة استراتيجية وتعاون عسكرى قوى فى شرق البحر المتوسط، فى التعامل مع الإجراءات التركية فى المياه اليونانية والقبرصية.
كما أشارت إلى أن الزيارة ستشهد مناقشة التطورات الأخيرة فى لبنان وكذلك فى الخليج، مع بحث «السيسى» و«ماكرون» سبل عقد المؤتمر الدولى للسلام، لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط من جديد، فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن الجديدة.