رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب سوري: هذه مؤشرات تخلي الرئيس التركي عن الإخوان مقابل بقاء نظامه

الإخوان
الإخوان

كشف الكاتب السوري خورشيد ديلى، عن خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتخلى عن جماعة الإخوان وعناصرها.

وقال ديلي، أنه على الرغم من فتح الرئيس التركى بلاده وجعلها مقرا للإخوان المسلمين، وفتح لهم منصات إعلامية، ومنح بعضهم الجنسية التركية، واستخدمهم ضد شعوبهم ودولهم، بل ودفعهم لارتكاب جرائم هنا وهناك باسم الدين، إلا أن هناك مؤشرات على تخلي أردوغان عن الإخوان لإنقاذ نظامه، خاصة بعد أنباء اعتقال 23 من قيادات وعناصر الإخوان المقيمين في تركيا مؤخرا بتهمة التواصل مع دول أخرى لتأمين ملاذات آمنة لعدد من قادة الإخوان دون علم السلطات التركية.

وأضاف أن المؤشرات التي تكشف عن بدء أردوغان بالفعل في التخلي عن الإخوان المسلمين تتمثل في عدة مظاهر منها، أولا: مغازلة مصر، والحديث التركي المكثف عن اللقاءات التركية المصرية، والاستعداد لإقامة علاقات أفضل مع مصر بعد سنوات من العداء، بجانب التسريبات التركية حول عرض تضمن تخلي تركيا عن دعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وإغلاق قنواتها التلفزيونية التي تبث من تركيا، وتسليم عدد من قادة الجماعة الإرهابية الى السلطات المصرية مقابل المصالحة، ويكشف العرض التركي مدى استعداد أردوغان لبيع الإخوان مقابل مصالحه.

وثانيا: مغازلة المملكة العربية السعودية، وبنفس الأسلوب المتبع مع مصر، تتم مغازلة تركية للسعودية، وتصنف السعودية جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية، ويكشف هذا الأمر عن مدى استعداد أردوغان للتضحية بالإخوان على مذبح مصالح بلاده ونظامه، بعد التطورات الإقليمية والدولية، وتحسبا لتولي جو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب مهامه على رأس البيت الأبيض.

وثالثا: السلطات التركية تحد من الظهور الاعلامى لقادة الإخوان، حيث كشفت مصادر تركية عن توجيه السلطات التركية لقادة الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا بالحد من ظهورهم الإعلامي من تركيا، وعدم مهاجمة دول وأنظمة المنطقة.

وظهرت هذه التسريبات وسط أنباء عن خلافات بين نظام أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين بسبب الإجراءات التي بدأت السلطات التركية بفرضها عليهم، وعدم منح بعضهم الجنسية التركية بعد أن وعد بذلك.

ورابعا: الدعوات الدولية بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، إذ تأتى خطوة أردوغان أيضا عقب ظهور دعوات قوية في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية وتحديدا في الكونجرس لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمات إرهابية، إضافة إلى أن دولا عربية مؤثرة مثل مصر والسعودية والإمارات صنفت الجماعة بالإرهابية.

ولفت الكاتب إلى أنه مع ظهور إدارة أمريكية جديدة بقيادة الديمقراطي جو بايدن، تبدو تركيا قلقة للغاية بشأن الاستمرار في تبني نهج الإسلام السياسي، إذ أن هذا النهج رافقه تكاثر العديد من التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت جرائم وانتهاكات، بدءا من المناطق الكردية في سوريا، مرورا بليبيا، ووصولا إلى عدد من الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا التي صرحت مرارا وتكرارا أن نظام أردوغان النظام المسؤول عن الإرهاب.

وقال الكاتب أن ما دفع أردوغان إلى بيع الإخوان المسلمين هو اقتناعه بأن تحالفه معهم فشل في تحقيق مشروعه الإقليمي، خاصة بعد أن نجح الشعب المصري في التخلص من حكم محمد مرسي، وأيضا لقناعته بأن هذه الجماعات الذين فقدوا أوطانهم استنفدوا دورهم الوظيفي وأصبحوا عبئا على نظامه ومصالحه وعلاقاته مع الدول الأخرى.

وأضاف الكاتب، أن أردوغان لن يخجل من بيع جماعة الإخوان عندما يجد نفسه أمام صفقة يعتقد أنها ستحقق مصالحه، فالرجل الذي تخلى عن حلفائه السياسيين السابقين لن يجد أي صعوبة أو إحراج في ذلك، رغم كل الشعارات التي رفعها عن مفهوم الإخوان المسلمين والدفاع عنهم، وغيرها من الشعارات التي أراد أردوغان من خلالها اللعب على العواطف والمشاعر لتحقيق وهم القيادة الإسلامية.

وأشار الكاتب إلى أن أمام هذا الواقع، هناك العديد من الأسئلة التي يجب طرحها على جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى التي ربطت مصيرها بنظام أردوغان، وهى هل يدركون أن أردوغان استخدمهم لمشروعه الخاص وليس من أجل الشعارات الأخلاقية التي رفعها؟، هل يدركون أن حديث أردوغان عن الإسلام هو من أجل مشروع وطني تركي قائم على الهيمنة لا أكثر؟، هل سيدركون أن رهانهم على أردوغان يفتقر إلى أي منطق عقلي أو فهم سياسي حقيقي أو استراتيجية طويلة المدى؟، هل يدركون أن أردوغان الذي يرفع الشعارات الأخلاقية والدينية هو الزعيم الأكثر براجماتية إلى درجة الانتهازية لمصالحه؟.

وأكد الكاتب أن أردوغان استغل حركة الإسلام السياسي بشكل جيد، حيث استُغل جماعات الإخوان المسلمين ضد بلدانهم وشعوبهم لصالح المشروع التركي لدرجة أنهم قاموا بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية التركية بتهريب مليارات الدولارات وأطنان من ذهب من بنوك بلادهم إلى تركيا كما هو الحال بالنسبة لليبيا، كما استخدم أردوغان الجماعة المحظورة لنشر الفوضى في مصر، وجعلها أدوات للقتل وارتكاب أفظع الانتهاكات في المناطق الكردية في سوريا، وخاصة عفرين.

ومع فشل المشروع الإقليمي التركي، الذي كان قائمًا على صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في بلادهم، فقد تجاوزوا فائدتهم وأصبحوا عبئًا على نظام أردوغان.

واختتم الكاتب تقريره قائلا: كل هذه المعطيات والمؤشرات تشير إلى أن أردوغان سيبيع الإخوان من أجل المصالحة مع الدول التي طالما استخدمها أردوغان ضدها ليس سوى مسألة وقت، ولكن رغم كل ذلك، لا تزال الجماعات الموالية للإخوان تراهن على أردوغان وتقاتل في حروبه هنا وهناك كمرتزقة، دون أن تدرك أن أردوغان لم يكن حليفًا لأحد أبدًا، وأنه استخدمها من أجل مشروعه التوسعي التركي.