رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نور حياة».. المستفيدون من مبادرة علاج أمراض العيون يتحدثون لـ«الدستور»

نور حياة
نور حياة

تواصل المبادرة الرئاسية «نور حياة» لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار وعلاج أمراض العيون عملها فى عدد من محافظات الجمهورية، وذلك بعد توقف لفترة بسبب جائحة فيروس «كورونا المستجد»، وذلك بالتنسيق والتعاون بين صندوق «تحيا مصر» ومؤسسة «صناع الخير» وإدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة.
وتتضمن المبادرة الكشف عن الرمد وغيره من أمراض العيون، وتقديم العلاج والنظارات الطبية، مع تحويل الحالات التى تتطلب تدخلًا جراحيًا إلى أقرب مستشفى، علمًا بأن جميع هذه الخدمات بالمجان، بعدما رُصد للمبادرة مليار جنيه.
«الدستور» تواصلت مع عدد من الحالات المستفيدة، والقائمين على المبادرة الرئاسية، للتعرف على ما تلقاه المواطنون من خدمات ضمن «نور حياة»، إلى جانب التعرف من عدد من أطباء العيون على أهمية تنفيذ المبادرة.

«صناع الخير»: نتحرك باتجاه القرى النائية الأشد احتياجًا
شدد هانى عبدالفتاح، المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير، على أن هناك دورًا فعّالًا للمؤسسة فى جميع المبادرات القومية التى تطلقها الدولة من خلال صندوق تحيا مصر، ومن أبرزها مبادرات الصحة العلاجية للكشف عن أمراض العيون والرمد، وغيرها من المبادرات الهادفة للقضاء على قوائم الانتظار وفحص وعلاج الأمراض المزمنة.
ولفت «عبدالفتاح» إلى وجود تنسيق كامل بين المؤسسة وبين الدولة وصندوق «تحيا مصر»، فى وضع خطة وجدول زمنى للمبادرة فى المرحلة الحالية، وكذلك خط سير القوافل العلاجية المنطلقة فى مختلف محافظات الجمهورية وجميع القرى، والمناطق النائية.
وكشف عن أن من أصعب الحالات التى مرت على القوافل الطبية فى المبادرة كان ثلاثة إخوة فى إحدى محافظات وجه قبلى، وكانوا مكفوفين منذ الصغر وترددوا على العديد من الأطباء والمستشفيات، ولكن لم تكن هناك أى نتيجة إيجابية، حتى أتوا إلى القافلة الطبية للمبادرة، وبتشخيص حالاتهم تبين أنهم يحتاجون لتدخل جراحى، وبالفعل تم عمل اللازم لهم وكانت المفاجأة هى عودة البصر لهم مرة أخرى.
وأشار إلى أنه جارٍ العمل الآن لإطلاق قوافل طبية للقرى النائية الأشد احتياجًا للكشف والعلاج، ويتم حاليًا نشر الإعلانات اللازمة فى تلك القرى والمناطق المستهدفة بهدف تعريف أهالى القرية والمنطقة بوجود قافلة طبية تابعة للدولة تقدم الخدمات العلاجية والكشف على أمراض العيون بالمجان، أما عن مناطق القاهرة الكبرى فيتم التواصل مع الحالات عن طريق صفحات التواصل الاجتماعى أو الخط الساخن، ومن ثم توجيههم لأقرب قافلة أو أحد المستشفيات المتعاقدة مع المبادرة.

منال سمير: لولا حملة الرئيس لكانت أمى تعيش فى عذاب حتى الآن
قالت منال سمير إن والدتها أصيبت بمرض المياه البيضاء فى عينيها قبل أشهر، ومنذ ذلك الحين وهى تبحث عن علاج لها، لكن الظروف المادية للأسرة لم تكن تسمح بتحمل تكاليف الجراحة، إلى أن علمت بالمبادرة الرئاسية «نور حياة» التى كانت طوق النجاة بالنسبة للأم الستينية.
وأوضحت «منال»: «فى بداية رحلة السعى للوصول إلى علاج لمن ربتنى أنا وإخوتى بعد وفاة الوالد، صدمت بأن سعر إجراء الجراحة فى عين واحدة يصل إلى ٥ آلاف جنيه، وهو مبلغ رغم أنه قد يبدو قليلًا بالنسبة للبعض، فإن موارد الأسرة لا تكفى لتوفيره، لأن الدخل الوحيد هو معاش الأم».
وأشارت إلى أن المصادفة قادتها إلى إحدى الجمعيات الخيرية، وهناك سمعت من شخص أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق مبادرة لعلاج أمراض العيون مجانًا، فبدأت تستفسر عن تفاصيل المبادرة، ووصلت إلى المسئولين بسهولة، وطلبوا منها تقديم الأوراق، وهى عبارة عن صورة البطاقة وبحث اجتماعى يثبت أن الأسرة تستحق المساعدة.
وواصلت: «خلال ٣ أسابيع فقط أنهيت جميع الأوراق، وتلقيت اتصالًا هاتفيًا من مسئولى المبادرة، طلبوا منى خلاله التوجه إلى أحد المستشفيات الشهيرة فى الدقى، لإجراء الجراحة لوالدتى مجانًا»، متابعة: «فى شهر يوليو الماضى خضعت والدتى للجراحة الأولى، ثم خضعت للجراحة الثانية فى أغسطس، ولم أدفع أى تكاليف، وبفضل الله والمسئولين عادت نعمة النظر كاملة إلى أمى».
واختتمت: «لولا مبادرة الرئيس السيسى، الذى يحرص على صحة المصريين، لكانت أمى تعيش فى عذاب حتى الآن».

محمد عادل: بصرى عاد إلىّ مجددًا بعد إجراء عملية جراحية
كشف محمد عادل عن أنه بدأ فى الشعور بمشكلات فى النظر حينما وصل عمره إلى ١٣ عامًا، وحينها اصطحبته والدته إلى معهد بحوث الجيزة للعيون، بعد أن عجز أطباء مركز قويسنا عن التعامل مع الحالة.
وقال «محمد» إن الفحوصات أثبتت إصابته بعيب خلقى فى العصب البصرى، وهى إصابة نادرة ومن الصعب الوصول لطبيب متخصص فى التعامل معها، مشيرًا إلى أن الأطباء نصحوا والدته فى ذلك الوقت بإعطائه مجموعة من الأدوية لتقوية عصب العين لوقف الضرر مؤقتًا، وتوقعوا أن يفقد البصر تمامًا بعد فترة قصيرة.
وأشار إلى أن أسعار هذه الأدوية كانت غالية، لكن الأم ناضلت لتوفيرها لمدة سنتين، حتى وصل إلى مرحلة الثانوية العامة، وهنا لم يستطع أن يستكمل حياته بهذا الشكل، لافتًا إلى أن أحد الأطباء بمعهد بحوث العيون أخبره بأن الرئيس السيسى أطلق حملة لمساعدة مرضى العيون مجانًا، فذهب إلى مديرية الصحة بالمنوفية وعلم بكيفية التواصل مع المبادرة.
وذكر أن المبادرة وجهته إلى مستشفى عين شمس الجامعى، ورأى الأطباء هناك ضرورة خضوعه لجراحة فورية ودقيقة جدًا فى العصب البصرى، الذى تليف نتيجة الأدوية، ونجحت العملية وعادت إليه نعمة البصر كاملة.

عبدالعزيز: «تحيا مصر» يتحمل تكاليف زراعة عدسة
ذكر عبدالعزيز حسن، مريض سكر، الذى أثر مرضه على قدرته على الإبصار مع مرور الوقت وتقدمه فى السن، وأصبح يحتاج إلى زراعة عدسة صناعية- أن العلاج على نفقة الدولة لا يتضمن كل الأجهزة التعويضية، ولأنه لم يفقد البصر تمامًا كانت الخيارات أمامه محدودة، وكان مضطرًا لإجراء العملية فى مستشفى خاص.
وقال إن تكلفة العملية تبلغ نحو ١٣٠ ألف جنيه، ونجح بعد سنوات فى جمع هذا المبلغ، لكنه اضطر لإنفاقه لتزويج ابنته، وأصبح لا يستطيع إجراء الجراحة، فأرشده أحد الأطباء إلى أن الدولة أطلقت قافلة طبية لعلاج مرضى العيون مجانًا، ستصل إلى مدينته ديرب نجم بالشرقية، قريبًا.
وأضاف: «بعد التواصل مع المبادرة أصبحتُ على قائمة الانتظار، وسأجرى العملية فى يناير المقبل، وسيتحمل صندوق تحيا مصر جميع النفقات، وسيتابع الأطباء حالتى بعد العملية».

أطباء عيون: طوق نجاة لكثير من المواطنين
أشادت الدكتورة رنا حسين أمين، استشارى طب العيون فى مستشفى قصر العينى، بمبادرة «نور حياة»، مؤكدة أهميتها لمرضى العيون، فى ظل جهود القائمين عليها من أجل الكشف المبكر عن المرضى وعلاجهم.
وقالت: «هناك كثير من المبادرات المعنية بعلاج الإبصار يجرى تنفيذها حاليًا، ضمن مبادرات ١٠٠ مليون صحة، ومجهودات هذه المبادرات تبشر بالخير، خاصة أنها تتحمل تكاليف علاج وإجراء عمليات جراحية دقيقة متخصصة وصعبة، وتمثل طوق نجاة لكثير من مرضى العيون، الذين يحتاجون إلى المساعدة».
وأضافت: «فى كل دقيقة يمكن أن يفقد طفل مصرى بصره، إلى جانب الكبار، ورغم ذلك يمكن علاج ٨٠٪ من هؤلاء المرضى تمامًا إذا تم الكشف عن حالاتهم مبكرًا، كما أن الكشف المبكر عن بعض الأمراض التى تؤثر على الإبصار، مثل السكرى، يعد أمرًا مهمًا جدًا، لأن هذا المرض يزيد من خطورة تعرض المرضى للمياه الزرقاء على العيون، ويمكنه التسبب فى فقدانهم البصر».
وشدد الدكتور عادل فتحى، استشارى طب وجراحة العيون وإصلاح عيوب الأبصار، على أهمية مبادرة «نور حياة»، فى مساعدة وعلاج المصابين بأمراض العيون.
وقال: «جراحات العيون مكلفة جدًا لدقتها، وللمجهود الكبير الذى تتطلبه، وهذه المبادرة تعد نورًا وحياة بالمعنى الحرفى للكلمة، لكونها تساعد آلاف المصابين بمرضى العيون، كما أن تصحيح عيوب الإبصار ومشكلات العيون يستلزم الكشف المبكر عن الأمراض، مع المتابعة المتخصصة للمرضى».
وأضاف: «أهم ما فى هذه المبادرة هو نجاحها فى التوصل للمرضى الحقيقيين، الذين يعانون من بعض الأعراض الوراثية، أو غير المدركين طبيعة مرضهم، كما أنها تسمح بالعلاج المبكر للأمراض، قبل تفاقم الحالة واحتياجها لكثير من الجهد والمال للعلاج».
وأشاد بمجهودات صندوق «تحيا مصر» والمؤسسات المشاركة والقائمين على المبادرة من أجل الكشف عن المصابين بأمراض العيون وعلاجهم، متمنيًا أن تستمر هذه المبادرة فى العمل لحين التأكد من خلو مصر تمامًا من هذا النوع من الأمراض.
عادل عبدالفتاح: فرحة المرضى بعد شفائهم تدفعنا لبذل أقصى الجهود
سرد أحمد صالح، أحد أطباء ومنسقى المبادرة، تجربته فى ذلك العمل التطوعى، موضحًا أنه التحق بحملة الكشف على أمراض العيون منذ عام ٢٠١٨ ومستمر فيها حتى الآن، ونجح فى علاج كثير من المرضى، معتبرًا أنه لا شىء يضاهى دعوة من كفيف أبصر بعدما فقد الأمل لسنوات طويلة.
ووصف تجربة العمل التطوعى، خاصة فى مبادرة علاج مرضى العيون، قائلًا: «اكتشفت أنه لا يوجد أفضل من العمل الخيرى والتطوعى، وإنك تساعد شخصًا دون مقابل، أجمل شىء فى الدنيا».
وأضاف: «إحنا بنرجع النور لحياة الناس تانى فعلًا مش مجرد تعبير مجازى، لأن شوفنا حالات كتير صعبة، وعدت علينا حالات مستعصية وإحنا نفسنا كنا أوقات بنحس إن علاجها مستحيل، بس لقينا إن ربنا بيقف جنبنا وبننجح كل يوم عن اللى قبله، والناس بترجع لحياتها وعملها تانى بشكل طبيعى بفضل من ربنا».
وذكر أن أسعد اللحظات فى حياة الأطباء وجميع القائمين على المبادرة هى رؤية ردود أفعال الحالات المرضية بعد علاجها وتحسن صحتها وبصرها، معتبرًا أن «نتائج المبادرة الإيجابية هى التى تدفعنا دائمًا للاستمرار فى تقديم المساعدة بقدر استطاعتنا».
طبيب منسق: الحفاظ على التباعد الاجتماعى أثناء تلقى الخدمة الصحية
قال تامر عبدالفتاح، المدير التنفيذى لصندوق «تحيا مصر»، إن قوافل مبادرة «نور حياة» لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار استأنفت عملها من جديد، منتصف الشهر الماضى، بعد توقفها بسبب أزمة فيروس كورونا، وما تبعها من إجراءات احترازية وقائية اتخذتها الحكومة لمواجهة تفشى الوباء.
وأضاف «عبدالفتاح» أن القوافل ستعمل بنسبة ٥٠٪ من طاقتها فى هذه المرحلة، حيث ستستقبل القافلة الواحدة ٢٥٠ مواطنًا للكشف عليهم، فى يومى الخميس والجمعة من كل أسبوع، تطبيقًا للإجراءات الاحترازية التى فرضتها الحكومة، من أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعى بين المواطنين أثناء تلقى الخدمة الصحية بالقوافل، مشيرًا إلى أن المبادرة تستهدف إجراء ٢٠٠ ألف عملية مياه بيضاء للحالات المصابة.
وذكر أن القوافل ستُجرى كشف الرمد على المواطنين الذين تمت دراسة حالتهم، والتأكد من استحقاقهم الخدمة المجانية، على أن يتم تحويل الحالات المتطلبة عمليات المياه البيضاء إلى المستشفيات التابعة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية بكل محافظة، وصرف العلاج من العيادات المتنقلة بكل قافلة.
وأشار إلى أن المبادرة ستستمر فى عملها بالمدارس الابتدائية الحكومية، لتوفير مليون نظارة طبية للتلاميذ المتوقع اكتشاف إصابتهم بأحد مسببات ضعف وفقدان الإبصار، حيث تتراوح نسبة الإصابة ما بين ١٠٪ و٢٠٪ بين التلاميذ.
وكشف عن أن عدد المستفيدين من مبادرة «نور حياة»، منذ أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وصل إلى نحو مليون مستفيد، فى مرحلتها الأولى فى ١٩ محافظة هى: «السويس والإسماعيلية وبورسعيد والشرقية والدقهلية والغربية والقليوبية والمنوفية وكفرالشيخ والإسكندرية ودمياط والبحر الأحمر والجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج ومطروح».
ولفت إلى أن قوافل الكشف على البالغين يتم تنفيذها بالتعاون مع القوات المسلحة، متمثلة فى إدارة الخدمات الطبية، ووزارة الداخلية، مع مشاركة عدد من منظمات المجتمع المدنى منها، جمعية الأورمان وبنك الشفاء ومؤسسة صناع الخير والجمعية الشرعية وجمعية رسالة ومؤسسة «راعى مصر» ومؤسسة «مصر بلا مرض» والهيئة الإنجيلية القبطية.