رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الأرشيف.. يوسف إدريس يكشف حقيقة تحوله إلى «متصوف»

يوسف إدريس
يوسف إدريس

في أوائل الثمانينيات، تعرض الكاتب يوسف إدريس لأزمة صحية شديدة، اضطرته لإجراء جراحة خطيرة في القلب، وإزالة التضخم الناجم عن جلطة في الدم بأحد شرايين القلب، وذلك في الخارج، وعاد إلى مصر بعد تحسن حالته الصحية.

وخلال فترة مرضه؛ لاحقته العديد من الشائعات، ومن بينها أن فترة مرضه حولته إلى متصوف يرى الله في داخله.

وفي حوار له بمجلة "الثقافة" مع الكاتب عبدالوهاب الأسواني، بعددها رقم 11 والصادر بتاريخ 1 نوفمبر لعام 1977، أوضح إدريس حقيقة الأمر، ردا على سؤال الأسواني الذي جاء كالتالي "قالت الشائعات إن فترة المرض حولت فناننا الكبير إلى متصوف يرى الله في داخله.. ثم جاءت كتاباتك الأخيرة شبه مؤكدة لهذه الشائعات.. فماذا عن رد هذه التهمة؟"

استقبل إدريس السؤال ضاحكا، وقال: هذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه.. فالذي لا يرى الله في داخله، ليس هو فقط غير متصوف أو غير مؤمن.. ولكنه غير إنسان بالمرة.. ولست من أولئك الذين يحبون أن يتحدثوا عما يؤمنون به.. فأنا في داخلي معمل إيمان لا يتوقف عن البحث والتنقيب، والتجريب والرفض والعدول والقبول.. معملي هذا غير ملتزم بإصدار نشرة دورية عن – أحدث - ما وصل إليه.

وتابع: وأعتقد أن الشائعات صيغت بهذه الطريقة كي أبدو في نظر الناس بأني لم أكن مؤمنا بالله، ثم آمنت به أخيرا بعد المرض، لكن كيف وضعت حيثيات قضية خطيرة كهذه وأنا نفسي لا أعرف عنها شيئا؟!

وأضاف: بيني وبينك، أنا لا أستطيع أن أصيغ إجابة محددة لهذا السؤال، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، أنا لا أكاد أعرف من أنا، أعرف الله سبحانه أو أعرفه للآخرين؟.. كل ما أستطيع قوله في هذا المضمار هو أني أكون – في معظم الأحيان – صادق الإيمان بالكلمة حين أكتبها وبالفعل حين أفعله.. ترى.. هل أجبتك؟!