رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية «عبدالرحمن» بائع الحلي بشارع الشواربي (فيديو)

عبدالرحمن
عبدالرحمن

ببلذته الزرقاء، وحذاءه الأنيق، بجلسة منمقة، أمامه مجموعة من الإكسسوارات والحلي، هكذا يظهر محمد عبدالرحمن البالغ من العمر خمسة وستين عامًا، خريج آداب القاهرة، في مدخل شارع الشواربي بوسط القاهرة.


"بقرأ علشان أحس بإنسانيتي"، كلمات بدأ "برنس الإكسسوارات الحريمي"- كما يلقبه الباعة في شارع الشواربي-، حديثه لـ "الدستور"، موضحًا أن الكتب هي الحياة التي لا ملاذ غيرها، لذلك لم يترك مجالًا إلا وقرأ فيه، لكن أهم مقتنياته كتب الأدب العربي والروسي، معلقًا:" أحب الكتابات الإنسانية".

قال، إنه قرر العمل في مجال بيع الإكسسوارات الحريمي منذ خمسة وعشرين عامًا ؛ بهدف تحقيق الإستقلالية، فقد كان يعمل في إحدى الصحف الخاصة، لكنه وجد نفسه ألة تابعة لمنظومة ولا يسمح له بالتعبير عن وجهة نظره على النحو الذي يريد، لذلك تقدم بإستقالته، معقبًا:" بحب الحرية في الكتابة علشان كدة أكتب لنفسي وأستقلت من الجورنال".

وتابع، أنه عشق العمل في مجال الحلي، خاصًة المنتجات المحلية التي يعود تاريخ تصنيعها إلى العصر الفرعوني، فهم من صنعوا الأساور ذات الأحجار الكريمة، الخلخال، السلاسل ذات الخرز الجبلي؛ لأنها تدل على عبق التاريخ وتناسب الثقافات المختلفة.

"الكتاب وسيلتي للإنفصال عن ضوضاء الشارع"، هذه كانت وسيلة الرجل لتجاهل زحمة الطريق وأصوات الباعة الجائلين، فبمجرد أن يفتح صفحة كتابه تبطن أذناه بأكوام من القطن لا يسمع أحد، ونفس الحالة حينما يمسك بقلمة ويبدأ بالكتابة، موضحًا:" أكتب الشعر العامي وعدد من المقالات النقدية".

وأختتم،: حلمى الوحيد أن يحمل الناس الكتب ويتصفحونها طوال الوقت، فهذا هو الفارق الوحيد بين الحيوان والإنسان، متمنيًا أن يعيش العالم في سلام نفسي، وأن يتخطى ظاهرة التعصب".