رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حروقة المدلل».. القصة الكاملة لـ طفل المرور «جلاب المصايب»

طفل المرور
طفل المرور


في يوم ليلة أصبح "حروقة" أو المعروف إعلاميًا بـ"طفل المرور المدلل" من أشهر الشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو تعدى خلاله على أمين شرطة استوقفه أثناء قيادة سيارة وسأله عن رخصة القيادة، فاعتدى الطفل على رجل المرور وسخر منه، وتم إلقاء القبض عليه، وبعد إخلاء سبيله، نشر فيديو يتنمر خلاله على رجل مرور آخر، فتم إلقاء القبض عليه للمرة الثانية.

البداية
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا مقطع فيديو يظهر استيقاف رجل شرطة لسيارة يقودها طفل ومعه بعض أصدقائه، وطالبه بإبراز رخصة السيارة ولكن الطفل تهكم على رجل الشرطة وسأله عن الكمامة وأثناء محاولة الشرطى إيقافه أسرع بالسيارة وأسقط الشرطي.

- ضبط الطفل
تمكنت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة البساتين من عمل التحريات، وتم التوصل إلى هوية الطفل، وقامت عائلته بتسليمه، حيث تبين أنه نجل مستشار منتدب لوزارة العدل، وتم استجواب الطفل المعتدي على فرد شرطة المرور بزهراء المعادي ومالك السيارة التي كان يستقلها.

- أقوال الطفل
استمعت النيابة العامة للطفل قائد السيارة، 13 عامًا، فيما نُسب إليه من إهانته موظفًا عموميًا أثناء وبسبب تأديته وظيفته، وقيادته مركبة دون الحصول على رخصة قيادة ودون حمل رخصة تسيير، فقرر أن السيارة التي كان يقودها خلال الواقعة مملوكة لصديق والده الذي اشتراها من الأخير، وأنه يومئذ وخلال تواجده بمسكن صديق والده اختلس مفاتيح السيارة للتنزه بها من غير علم مالكها.

وأوضح أنه انطلق بالسيارة خشية تحرير مخالفة ضد مالكها وفُوجِئ آنذاك باصطدام قدم فرد الشرطة بباب السيارة، فعاد إليه لاحقًا مقدمًا اعتذاره إليه فقبله منه، وأضاف أن أحد أصدقائه قام بتصوير المقطع المتداول، نافيًا علمه بشخص مَن نشره بمواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنه لم يعتذر في مقطع الفيديو المتداول وقال لرجل المرور: "أنا أقدر أكلك علقة هنا بس أنت راجل كبير".

- مالك السيارة
وجهت النيابة لمالك السيارة (صديق والد الطفل) تهمة تعريض حياة طفل للخطر، وتمكينه من قيادة مركبة وهو لم يبلغ ثمانية عشر عامًا ونتج عن ذلك ضرر للغير، فأنكر مالك السيارة ما نُسب إليه، نافيًا علمه أو سماحه للمتهم بقيادة السيارة، موضحًا أن الأخير جاءه ظهيرة يوم الواقعة عائدًا من مدرسته- كما اعتاد منه- ثم فوجئ بمغادرته المسكن بعد فترة.

وباستطلاع أمره من الشرفة رآه يوقف سيارته- المستخدمة في الواقعة- أسفل المسكن، فلما سأله عما فعل أخبره باختلاسه مفاتيحها للتنزه بها، فنهره ونبهه على عدم تكرار فعله، مؤكدًا شراءه السيارة من والد المتهم في مطلع أكتوبر الماضي، حيث قدم للنيابة العامة أصل عقد بيعها إليه.
- تأهيل سلوكه
وكانت النيابة العامة قد كلفت إخصائيًا اجتماعيًا بخط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة بدراسة حالة الطفل المتهم الاجتماعية والنفسية وإعداد تقرير بها، فأودع تقريرًا أثبت فيه أن الطفل مدلَّل بشدة من والده، مما دفعه لاقتراف مثل هذا السلوك، موصيًا بتسليمه لأهله والتعهد عليهم بتقويم سلوكه، وعقد جلسات دورية له لذلك.

وقررت النيابة في ضوء أحكام المادة 119 من قانون الطفل والتي ألزمت بعدم الحبس الاحتياطيّ للطفل الذي لم يجاوز خمس عشرة سنة، وفي ضوء ما أوصى به الإخصائي الاجتماعي من تسليم الطفل المتهم إلى ولي أمره مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه وحسن رعايته وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك.

كما أوصى بتقرير خط نجدة الطفل، وقررت النيابة العامة إخلاء سبيل مالك السيارة إذا ما سدد ضمانًا ماليًّا قدره عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها باستجواب مَن كان في صحبة الطفل المتهم بالسيارة وقت الواقعة، وطلب تحريات الشرطة النهائية حولها.

- ضبطه وفيديو جديد
عقب قرار إخلاء السبيل من النيابة ظهر الطفل في فيديو جديد مع أصدقائه سخروا من الواقعة بعد إخلاء سبيله بسبب نفوذ والده، وتضمن الفيديو عددًا من التهكمات والألفاظ النابية، وتشجيعًا من أصدقائه الذين يطلقون عليه لقب "حروقة".

وعثرت أجهزة الأمن على مقطع فيديو للطفل مع أصدقائه بعد واقعة التنمر على رجل المرور الأول يظهر خلاله أن الطفل عاد إلى رجل المرور يعاتبه على تحرير المخالفة مع أصدقائه، وتوعد شرطي المرور قائلًا: "ممكن أكلك علقة بس أنا ماسك نفسي عشان إنت راجل كبير"، وعلى أثر ذلك قررت النيابة ضبطه وإحضاره مع 4 من أصدقائه، وتم التحفظ عليهم في قسم شرطة البساتين على ذمة تحريات المباحث.