رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير الإثيوبى بالقاهرة: من المبكر اعتبار مفاوضات سد النهضة فشلت

السفير الإثيوبي في
السفير الإثيوبي في القاهرة، ماركوس تيكلي

أكد السفير الإثيوبي في القاهرة، ماركوس تيكلي، أنه من المبكر اعتبار أن مفاوضات سد النهضة فشلت.

وقال تيكلي في تصريحات صحفية، إن إثيوبيا لا تستهدف التفاوض إلى الأبد، على حد قوله.

وتقدر إثيوبيا تكلفة بناء سد النهضة بنحو أربعة مليارات دولار، آملة أن تصبح أكبر مصدر إفريقي للكهرباء، وسد الاحتياجات الداخلية لـ70 مليون شخص من مواطنيها، تقول إنهم يعيشون في الظلام، وتحذر مصر من تأثيرات ذلك على حصة تعتبرها تاريخية في مياه النيل، تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا، وتعتمد عليها في تلبية 90% من احتياجاتها المائية، داعية إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل، وفقا للشرق الأوسط.

وقال تيكلي الذي تسلم منصبه في نهاية أغسطس الماضي، مستعرضًا وجهة نظر بلاده، "لا نزال نؤمن بالتفاوض، ونتمسك بموقفنا المتسق في هذا الصدد، ونفترض أن الاتحاد الإفريقي سيمضي في دوره في إدارة جلسات التفاوض لكننا نفضل دور الاتحاد الإفريقي كمدير لجلسات الحوار، وليس كوسيط".

وتابع تيكلي "موقفنا هنا واضح تماما. فنحن لم نطلب الاستعانة بأي وسيط، ولا نزال نتمسك بهذا الموقف حتى اليوم، ونؤمن أنه باستطاعة إثيوبيا ومصر والسودان مناقشة القضايا المعنية فيما بينها وتسوية خلافاتها، وعليه فإننا لا ننوي حاليا توجيه الدعوة لأي طرف للمشاركة كوسيط، خاصة أن الاتحاد الإفريقي يضطلع اليوم بإدارة جلسات التفاوض، وأعتقد أن هذا السبيل الأمثل للمضي قدمًا".

وحول ما إذا كان هناك تناقض بين تأكيده أن إثيوبيا تتفاوض بنية صادقة، وإعلانها بدء ملء السد قبل التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، قال تيكلي "نعم، شرعنا في ذلك، لكننا لا نزال نأمل في التوصل لاتفاق من خلال المفاوضات، لكن أحيانا وبسبب تفشي وباء فيروس كورونا، أو تغيير النظام الحاكم في السودان، أو بسبب بعض القضايا العالقة، لم تسر المفاوضات بالوتيرة التي كنا نأملها، وفي الصيف الماضي كان موسم الأمطار وفيرا للغاية، وكانت المرحلة الأولى من بناء السد اكتملت، وعليه لم نجد بأسا في ملء السد، وهذا ما حدث بالفعل".

ولم ينف تيكلي أنه تاريخيا كانت هناك فترات مد وجزر في العلاقات بين إثيوبيا ومصر، ومنافسة للسيطرة على الماء.

وأوضح تيكلي أن بلاده بصورة أساسية تركز اليوم على مجالات التعاون، وبالتالي يمكن الربط بين البلدين، اللذين يتمتعان معًا بالكثير من الموارد ومجالات الإنتاج.

وحول السلع التي يعتقد السفير الإثيوبي في القاهرة أن بمقدور بلاده تبادلها مع مصر، قال تيكلي إن بلاده يمكنها استيراد منتجات صناعية، وتصدير منتجات اللحوم والزهور، مستدركا "أعتقد أيضا أن المصريين اليوم بدأوا يتذوقون القهوة".

وتطرق تيكلي إلى عمله في مصر، لافتا إلى أنه يواجه بعض التحديات بقوله إن تغيير التوجهات يتطلب وقتا، وبالتأكيد تغيير توجهات الإعلام إزاء إثيوبيا سيتطلب وقتا، متابعا "بطبيعة الحال، لا أسعى نحو إنجاز كل شيء خلال فترة عملي هنا، وإنما أنوي فقط البدء لوضع الأساس الصحيح، بحيث يمضي من سيخلفني في منصبي على النهج ذاته وأعتقد أن هذا السبيل الذي ينبغي لنا من خلاله بناء الثقة بين الجانبين".

ونفى السفير ما تداولته وسائل إعلام عربية بشأن مناقشة البرلمان الإثيوبي مسودة قرار طرحته عضو الكونجرس الأمريكي، كارين باس، يدعو الإدارة الإثيوبية لاتخاذ موقف أكثر إنصافا في المفاوضات حول سد النهضة.

وقال السفير، "هذا غير صحيح، لقد ألقت رئيسة البلاد كلمة أمام البرلمان بشأن سد النهضة والمفاوضات حوله وبخلاف ذلك، لم يتخذ البرلمان أي إجراء في هذا الملف".