مُت فارغًا

عنوان هذا المقال ليس من عندى ولكنه عنوان لكتاب ألّفه الكاتب الأمريكى «تود هنرى»، الذى صدر للمرة الأولى فى عام ٢٠١٣.
استلهم تود هنرى فكرة كتابه أثناء حضوره اجتماع عمل عندما سأل مدير أمريكى الحضور قائلًا:
ما أغنى أرض فى العالم؟
فأجابه أحدهم قائلًا:
بلاد الخليج الغنية بالنفط.
وأضاف آخر: مناجم الألماس فى إفريقيا.
فعقّب المدير قائلًا: لا.. ليست هذه الأماكن، بل أغنى أرض فى العالم هى المقبرة!
نعم، إنها المقبرة هى أغنى أرض فى العالم، لأن ملايين البشر رحلوا إليها «أى ماتوا» وهم يحملون الكثير من الأفكار القيّمة التى لم تخرج للنور، ولم يستفد منها أحد سوى المقبرة التى دُفنوا فيها.
ألهمت هذه الإجابة تود هنرى لكتابة كتابه الرائع «مُت فارغًا»، الذى بذل فيه قصارى جهده لتحفيز البشر بأن يفرّغوا ما لديهم من أفكار وطاقات كامنة فى مجتمعاتهم وتحويلها إلى شىء ملموس قبل فوات الأوان.
وأجمل ما قاله تود هنرى فى كتابه:
لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل فى داخلك أفضل ما لديك.
اختر دائمًا أن تموت فارغًا.
مُت فارغًا!!!
تعبير بليغ جديد وفريد، وهو تعبير به الكثير من الإبداع.
مُت فارغًا!!!
أى مُت فارغًا من هموم الدنيا
ومن آلامها.
مُت فارغًا من المعاصى والآثام والخطايا
من كل شىء
وأيضًا
مُت فارغًا!!
من كل الخير الذى فى داخلك، أى سلّمه قبل أن ترحل.
إذا كنت تملك فكرة؛ نفذها
إذا كنت تملك علمًا؛ بلّغه
إذا كان لديك هدف؛ حققه
إذا كان فى قلبك حب؛ انشره ووزّعه
لا تكتم الخير داخلك
فتموت ممتلئًا متخمًا به
ويكون خيرك لقمة سائغةً لذيذة
لدود الأرض!
الإنسان الحكيم هو الذى يستغل كل أيام حياته أفضل استغلال، ويستثمر كل ما هو إيجابى لخدمة الآخرين
الحكيم هو الذى يعيش
كل يوم وكأنه آخر يوم فى حياته
الحكيم هو من يعطى كل ما يملك حبًا وتضحية من أجل الآخرين
الحكيم هو من يبذل من الطاقة أقصاها
ومن العمل أفضله ومن الإبداع أروعه
الحكيم هو من يشيع البهجة فيمن حوله، ودائمًا يكون ملهمًا فرحًا متفائلًا.
قارئى العزيز أثق أن لديك الكثير من الحب والخير والعلم والمعرفة والخبرة، لذا
قبل فوات الأوان وقبل ضياع الوقت وفقدان فرصة الحياة أدعوك لأن تنتهز الفرصة ولتستثمر ما تبقى من حياتك فى خدمة الآخرين وتقديم خبراتك لهم.. لنسعى جميعًا أن نكون فارغين
حتى تسمو أرواحنا
وتحلّق عاليًا!!
قارئى العزيز.. مُت فارغًا!!