رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الراعي» لـ الحريري: تجنب مستنقع المصالح والمحاصصة

مار بشارة بطرس الراعي​
مار بشارة بطرس الراعي​

قدم ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، اليوم الأحد، التهنئة لرئيس الوزراء سعد الحريري​، ​بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة​.

وقال الراعى "إننا نشجعه ونرغب إليه أن ينطلق في تشكيل حكومته من هذا الواقع فمعه الشعب المنتظر الفرج، و​الثورة​ الإيجابية العابرة للطوائف والأحزاب والمناطق، ومعه ال​لبنان​يون المحبون للبنان، ومعه الكنيسة المؤتمنة على خير كل إنسان، ومعه منكوبو نصف العاصمة ​بيروت​ المدمرة من إنفجار ​المرفأ​، وأكثرية أهلها الساحقة من المسيحيين".

ودعا الراعي، الحريري إلى تخطي شروط الفئات السياسية وشروطهم المضادة، وتجنب مستنقع المصالح و​المحاصصة​ وشهية السياسيين والطائفيين، فيما الشعب منهم براء، مستدركا "من أجل بلوغ هذا الهدف نقول لك باحترام ومودة إلتزم فقط بنود ​الدستور​ والميثاق، ومستلزمات الإنقاذ، وقاعدة التوازن في المداورة الشاملة وفي إختيار أصحاب الكفاءة والأهليّة والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والاختصاص بالإستقلاليّة السياسية، وفقا لموقع النشرة اللبناني.

وحذر الراعي، في عظة اليوم الأحد، الحريري من الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود، لأنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة.

وتابع الراعي "أنتم هذه المرة، خلافا لكل المرات السابقة، أمام تحد تاريخي وهو إعادة لبنان إلى دستوره نصا وروحا، وإلى ميثاقه، وإلى هويته الأساسية الطبيعية كدولة الحياد الناشط، أي الملتزمة ببناء سيادتها الداخلية الكاملة بجيشها وقواها العسكرية، والقائمة على سيادة القانون والعدالة، والممسكة وحدها بقرار الحرب و​السلام​، والمدافعة عن نفسها بوجه كل اعتداء خارجي بجيشها وقواها الذاتية، والفاصلة بين الحق والباطل، دولة حياد ناشط في تعزيز لقاء الثقافات والحضارات والأديان وحوارها، وفي الدفاع عن ​حقوق الإنسان​ والشعوب لا سيما العربية منها ودولة حياد ناشط تنأى بنفسها عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليمية ودولية هذا الحياد الناشط هو المدخل الضامن إلى الوحدة الداخلية وإلى الاستقرار والنهوض الاقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي، تطلع يا دولة الرئيس، مع فخامة رئيس الجمهورية بعين واحدة إلى بيروت المدمرة التي يجب إعادة إعمارها، وإلى نجاح مفاوضات ​ترسيم الحدود​ البحرية بين لبنان و​إسرائيل​، مصير ​النفط والغاز​ وتأمين مردوده إلى خزينة ​الدولة​ وإلى مواكبة المبادرة الفرنسية والإشراف على المساعدات والهبات الآتية من الدول الخارجية".

وطالب الراعى بسرعة تشكيل الحكومة، معربا عن أمله في ألا يخيب مرة أخرى آمال اللبنانيين والمجتمع الدولي، مستدركا "لست أعني بالعجلة التشكيل كيفما تيسر، وعلى قاعدة من مشى مشى، ومن لم يمشِ يبقى خارجا، فلبنان ذو نظام ديمقراطي يتفاهم فيه الجميع موالون ومعارضون من أجل الخير العام".