رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دماء بالأحياء الراقية.. قتل وخطف وجرائم غامضة

فتاة المعادي
فتاة المعادي

تتصدر مجموعة من الجرائم بين الحين والآخر اهتمام الشارع المصري، إذ تشترك أغلبها في كون مسرح وقوعها واحد وهو الأحياء الراقية، وذلك مثلما حدث بالواقعة الأخيرة التي هزت وأفجعت قلوب المصريين، وهي واقعة الشهيدة مريم أو ما أطلق عليها فتاة المعادي، التي راحت ضحية اعتداء سائقي ميكروباص بعد أن تم سحلها، ممسكة بحقيبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

واقعة مريم ليست الأولى التي تحدث بالأحياء الراقية، بل ليست الأولى أيضًا في حي المعادي الشهير بهدوئه ورقيّه.

سفاح المعادى

ومن أشهر جرائم الأحياء الراقية، تلك الجريمة التي وقعت بذات الحي الهادئ، وذلك عندما ظهر منذ سنوات ما أطلق عليه "سفاح المعادي"، فكان هو ذلك الشخص المجهول الذي نفذ جرائم عدة في حق عدد كبير من الفتيات، مما جعل الأهالى يطلقون عليه هذا اللقب.

كان الشاب يتتبع الفتيات فى جنح الليل، وينتهز دخولهن منطقة نائية بعيدًا عن أعين المواطنين ويعتدى عليهن بطعنهن بآلة حادة من الخلف، كاشفًا عن مناطق حساسة من أجسادهن، لتخلق جرائمه المتعددة حالة من الهلع والرعب لدى سكان مناطق المعادى وصقر قريش والمناطق المجاورة لها، مما دفع الأهالى لمنع بناتهن من الخروج من المنازل بمفردهن خوفًا عليهن.

مطاردة السيارات بالشروق

وفي حي "الشروق" ذو الطابع الهادئ أيضا، تخصص تشكيل عصابي في تنفيذ عمليات سطو مسلح على السيارات، بغرض اختطاف مستقليها والمطالبة بمبالغ مالية كبيرة، مقابل إطلاق سراحهم.

وفي صباح أحد الأيام، طاردت سيارة التشكيل العصابي المواطن أحمد داوود الذي كان يستقل سيارته مصطحبا ابنته إلى الحضانة، فتقطع سيارتهم طريقه ويترجلوا منها متوجهين إليه بالتهديدات، وعندما رفض الأب الخضوع لهم توجهوا إليه بإطلاق الأعيرة النارية التي أصابته في مناطق متفرقة بجسده، لتموت ابنته الصغيرة بأثر ثلاث طلقات نارية أطلقها هؤلاء المجرمون.

جريمة غامضة بالرحاب

كذلك راحت أسرة كاملة، مكونة من أب وأم وأبنائهم الثلاثة، ضحية جريمة قتل بشعة داخل فيلا بمدينة الرحاب هزت أرجاء المدينة، حين وجدت جثة الأب "رجل أعمال" وأربع جثث أخرى وهي عائلته، وكانت "مخدة" قد وضعت على وجهه، أثارت الشكوك وقتها أن الأب هو منفذ الجريمة وهو الذي قتل أولاده وزوجته ثم انتحر نتيجة تطابق الطلقات، وإلى الآن لم يعرف الجاني الحقيقي، فكلها مازالت شكوكا.

اختطاف طفل الشروق

ومن أمام فيلا بالشروق اختطف الطفل هشام سامي، على يد عناصر مجهولة مدججة بالسلاح لتهديد أسرته، وتم اختطافه من داخل سيارة ملاكي كانت فى طريقها لتوصيله لمنزله بعد انتهاء يومه "بالحضانة" الخاصة به بمدينة الشروق.

وتفاجأت صاحبة السيارة بقيام سيارة أخرى بمنعها من المرور، ومن ثم اختطاف الطفل والهروب بأقصى سرعة، ولكن بعد 5 أيام من اختطافه تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط خاطفي الطفل، وإعادته مرة أخرى سالمًا لأحضان أسرته.

ومن جانبه، علق الخبير الأمني، اللواء إيهاب يوسف، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمكافحة الإرهاب، على وقائع جرائم القتل والخطف التي تحدث داخل الأحياء الراقية في الآونة الأخيرة، موضحا أن تتبع ورصد الأجهزة الأمنية للمجرمين كانت هي الحلقة الأبرز في الواقعة، والتي أثبتت للشعب أن الشرطة المصرية على قدر كبير من الحنكة لحل أي لُغز يصعب التوصل إليه.

وأضاف الخبير الأمنى أن الجرائم التي تحدث لا تقتصر على الأحياء الراقية فقط، بل تحدث في جميع الأحياء ويجب توعية الجميع ضد المخاطر التي يقع فيها البعض، ولا بد من اتخاذ إجراءات الأمان الكافية.