«عشق وإرهاب».. تميم يتغزل فى أردوغان برسائل حب وهدايا ثمينة

على طريقة المراهقين أو كما يقال " الاندر إيدج" في التعبير عن مشاعر الصداقة، تبادل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد، رسائل وهدايا، خلافا لجميع الاعراف الدبلوماسية عند حديث الرؤساء عن العلاقات المتبادلة، كأن الأمر يأتي في إطار المكايدة وليست العلاقات البناءة.

تميم: "إردوغان" بمثابة والدي

في لقائه الأخير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال تميم إن اردوغان له مكانة كبيرة لديه ولن يتخلى عنه مهما حدث، مضيفًا:" أردوغان يعد بمثابة والدي، ويظل هكذا حتى الممات"، وفقا لجريدة يني شفق التركية.

وأكد أن تصريحاته تنطلق من كون "اردوغان" الحليف الوحيد له في الوقت الحالي، إثر المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للتنظيمات الإرهابية، قائلا:" "أردوغان الشخص الوحيد الذي وقف بجانبي في محاولة التخلص مني يونيو 2017".

ورد "ماكرون"قائلا: إن اقتصاد تركيا كان سينهار وأنت ساعدت أردوغان وأنقذته، وفقا لوكالة "سبوتنيك" النسخة الناطقة باللغة التركية.

اردوغان: تميم أثر في شخصيتي

قال "اردوغان" فى تصريح أكثر عاطفة وأشد مبالغة،:" النبي محمد، مصطفى كمال أتاتورك، وأمير قطر بمثابة القادة التاريخيين الذين تأثّر بشخصياتهم".

جاء تصريح الرئيس التركى لبرنامج ”كل إنسان عالم بحد ذاته“، الذي نظمته جامعة ”بيلكنت“ في العاصمة أنقرة.

وأردف:" في منطقة الخليج، هناك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شاب وديناميكي، ويقف إلى جانب الدول الفقيرة، أما في أوروبا فلا أجد قائدًا بالمعنى الحقيقي حاليًا، فقد كان المستشار الألماني السابق غيرهارد شرويدر، يتمتع بصفات القيادة، وكان صادقًا".

وفي ردود فعل ساخرة على اردوغان، كتب مغرد يدعى مصطفى:" الرسول، وأمير قطر، أثَّرا فيه، يعني ثواب الآخرة ودولارات الدنيا".

وفي تعليقه على المقاطعة العربية التي أعلنتها كل من مصر والامارات والسعودية والبحرين، في يونيو 2017، وهي البداية الحقيقية لاستراتيجية الاستنزاف التركي للدوحة، أكد اردوغان أن قطر ليست دولة صغيرة، واعطاها حجم كبير على المستوى الدولي والاستراتيجي.

وكعادة أنصار جماعات الإسلام السياسي، استخدم الرئيس التركي آيات قرأنية للتعبير عن دعمه للأمير، قائلًا:" يقولون إن قطر دولة صغيرة لكن هذا ليس صحيحًا، ليس صحيحًا بالمرة"، وردد بعدها الآية 249 من سورة البقرة "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ".
العرفان للوقوف سويا في خندق الغزاة
وفي الوقت الذي انتفضت فيه دول المنطقة ضد العملية العسكرية الغاشمة لتركيا في الشمال السوري، وما واجهته من إدانات دولية كبيرة، لم تتوان الدوحة لدعم الغزو التركي لشمال شرق سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوجلو، في حسابه على موقع "تويتر"، أكتوبر الماضي: "خلال لقائنا مع أمير قطر الشقيقة في الدوحة، بلغنا تحيات رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان. نشكر قطر على دعمها" للعملية العسكرية.
تميم يشكر "إردوغان" بـ"منشن" على تويتر
في عام 2018، وجه تميم رسالة إلى أردوغان، عن طريق منشور او تغريدة على موقع تويتر، يشكره خلالها على موقف أنقرة الداعم للدوحة ضد المقاطعة.

ونشر أمير قطر مقطع فيديو عبر حسابه على "إنستغرام" أثناء توجيه كلمته للرئيس التركي.

وقال موجها كلامه لـ "أردوغان": "لا ننسى وقوفك شخصيا ووقوف تركيا إلى جانب قطر في الأزمة التي ظلمت فيها".
26 لقاء في غضون 5 سنوات
عقد أردوغان وتميم بن حمد آل ثاني، 26 لقاء في غضون خمس سنوات، بينما تحوم الشكوك حول "تعاون" يوصف بغير المتكافئ بين البلدين، نظرا لحرص تركيا على اتخاذ قطر بمثابة وسيلة لتحقيق الأطماع وتنفيذ الأجندات ضد دول عربية، وفقا لموقع سكاي نيوز عربية.

وتراهن قطر على "حماية أردوغان"، وسمحت له بإنشاء قاعدة عسكرية في البلاد، رغم أنها تشدقت بالسيادة حين طلبت دول الجوار منها الكف عن دعم الإرهاب وتقويض الأمن العربي.
هدايا تميم
بين طائرة خاصة، قصور، وعقود شراكة خاسرة للجانب القطري، تنوعت الهدايا التي قدم الامير القطري لصديقه المقرب "اردوغان"، ففي ديسمبر 2019، كشف موقع المعارضة القطرية قطريليكس، أن حالة من الغضب يشعر بها الشعب القطرى الذي يرى أمواله تُبَدَّد على هدايا ثمينة ينفقها تميم بن حمد على أصدقائه ورؤساء ومسؤولين يرغب فى توطيد علاقته معهم على حساب المواطنين.

وأكد، إنه منذ تولى تميم بن حمد الحكم وهو يغدق الهدايا والعطايا على حلفائه دون رقيب، وآخرها كانت مجموعة من الهدايا القيمة التى تلقاها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أثناء زيارته الأخيرة للدوحة.


وأشار موقع قطريليكس، إلى أن هدايا تميم لأردوغان فاقت ميزانية دولة صغيرة، مشبها ما يفعله تميم بما كان يفعله الولاة وقت الخلافة العثمانية من إرسال هدايا بشكل دورى للحفاظ على مقاعدهم.