رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وراء الجبهة.. بطولات خاصة لـ«طبيبات وممرضات» حرب أكتوبر

طبيبات وممرضات حرب
طبيبات وممرضات حرب أكتوبر

لم تكن حرب أكتوبر التي وقعت في عام 1973 تضم بطولات للجنود والضباط والقادة من الرجال فقط، ولكن حوت أيضًا قصصًا عظيمة للنساء لا سيما الممرضات والطبيبات اللاتي كان لهن دور عظيم خلال أيام الحرب وكانوا يعملون تحت القصف وطوال 24 ساعة.

وغدًا تحلّ الذكرى الـ43 لحرب أكتوبر، وعادةً ما يتم الاحتفال بالجنود والضباط الذين شاركوا في الحرب في كل ذكرى، بالرغم من أن للنساء دورًا كبيرًا أيضًا لم يكن النصر سيحدث دونهم. وترصد "الدستور" في التقرير التالي أبرز أدوار الممرضات خلال حرب أكتوبر.

أولى النساء اللاتي شاركن في حرب أكتوبر والفترة التي تلتها أيضًا، هي إصلاح محمد إذ كانت تعمل ممرضة وقت الحرب 24 ساعة في مستشفى السويس الميداني برفقة 78 ممرضة و20 طبيبًا، حتى في أوقات القصف المستمر كان الأطباء من بينهم إصلاح يعملن طوال الوقت.

وكُتب عنها أنها كانت تعمل بجدّية وتقوم بدور عظيم داخل المستشفى في تطييب جروح المرضى من الجنود والمدنيين وعلاجهم، وكانت دائمة الحماس وحب العمل ولذلك كان لها دور عظيم في شفاء الكثير.

ومن ضمن أوجه المعاناة التي كانت تتعرض لها الطبيبات في وقت الحرب هو ندرة المياه في تلك الظروف القاسية، فكانوا يقومون بتقسيم "جركن مياه" على عدد ضخم من العاملين في المستشفى، وكان كل فرد يأخذ 500 سم مياه فقط طوال اليوم.

أما ليلى عبدالمولى، فهي طبيبة وأستاذة في الأكاديمية الطبية العسكرية، ومستشارة في مستشفى الزراعيين، ولكن في حرب 73 كانت رئيسة قسم التمريض في مستشفى غمرة العسكري برتبة ملازم أول، وكانت ضمن أول دفعة نسائية تخرجت في كلية التمريض.

وتم تكليفها برئاسة قسم التمريض حين صدر قرار من القوات المسلحة المصرية بتوزيع الخريجين من النساء على الجبهة الخارجية لرعاية مصابي الحرب حينها، سواء من الجنود أو من المدنيين الذين يصابون من القصف.

ولم تكتف عبدالمولى بالعمل في مستشفى واحد ولكن كانت تغطي عددًا من المحافظات القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، وكان يتم تقسيم الممرضات البالغ عددهن 50 ممرضة إلى فرقتين تعمل كل فرقة 12 ساعة، وفي بعض الأوقات كانوا ينسون الطعام والشراب بسبب انشغالهم في علاج المرضى.

ممرضة أخرى كان لها دور بطولي في حرب أكتوبر هي آمال وحيد، والتي كانت تعمل في مستشفى الزقازيق، واستمرت في عملها حتى اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، رغم أنها كانت لا تزال طالبة تبلغ من العمر 16 عامًا.

ووقتها كانت صغيرة ليس لديها الكثير من المعلومات الطبية التي تؤهلها للعمل في مستشفى ميداني والتعامل مع إصابات الحروب، وكانت تعمل وقت الحرب لمدة 3 أشهر دون إجازات وعلى مدار 24 ساعة كل يوم.

أما سيدة مبارك، نقيبة تمريض السويس، والتي كانت تعمل في مستشفى السويس من أجل تضميد جروح مصابي الحرب، وكانت وقتها محاطة بسور مبني من الطوب الأحمر، إلا أن الممرضات والطبيبات كان يعملن 24 ساعة داخل المستشفى من بينهم سيدة.

وتحملت نقيبة التمريض ظروفًا قاسية إبان الحرب، والتي لم تخرج من المستشفى طوال 3 أشهر كاملة، وتعمل أسفل القصف بين الجيش المصري وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت تداوم على التحدث مع المصابين من أجل معرفة أخبار الحرب وتقدم الجيش المصري.

ومن المواقف التي سبق وذكرتها مبارك، والتي واجهتها خلال عملها في مستشفى السويس، هو وجود مصاب يهودي ووقتها لم تدر ماذا تعمل إلا أنها في النهاية قررت علاجه لأن واجبها كممرضة يحتم عليها ذلك.