رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حنان ماضى: كان نفسى أطلع مدرسة ووالدى أوصانى بحب الموسيقى والقرآن

حنان ماضى
حنان ماضى

حنان ماضى.. صوت يحمل كثيرًا من اسمه، فهى لا تحيلك إلى زمن ما من باب «النوستالجيا» فقط، بل إلى حالة فنية، امتزجت فيها الرقة مع العذوبة، مع خصوصية الأداء إلى جانب الاحترافية العالية، والكلمات الشاعرية الراقية، لتصنع فى الأخير جمالًا وتجربة لا تتكرر كثيرًا فى عالم الغناء.

ورغم انطلاقتها الفنية المتفردة مع زوجها السابق الموسيقار ياسر عبدالرحمن، عبر تقديم ٤ ألبومات غنائية، صنعت «حنان» أسطورتها الخاصة بنفسها، عبر تنويع اتجاهات أعمالها بين المستويات الفنية المختلفة، لتتعاون مع مجموعة رائعة من الملحنين مثل عمر خيرت، والكثيرين من الشعراء، الذين أمدوا مسيرتها بوقود الكلمات التى منحت لأغانيها القوة والبقاء.
وفى حوارها مع «الدستور»، تستعيد «حنان» أيام طفولتها وتربيتها الموسيقية الخاصة على يد والدها عازف الكمان فى فرقة أم كلثوم، وتروى كيف تفرقت بها السبل لتصل فى النهاية إلى طريق الغناء رغم طموحاتها فى مجال العزف أو التدريس.
■ تعزفين الكمان وتغنين.. أيهما الأقرب لقلبك؟
- الأقرب لقلبى هو عزف الكمان، لأنى أعزف على هذه الآلة منذ الصغر، وأعزف البيانو ولا أحترفه بشكل كبير.
■ والدك يعزف على الكمان.. هل فرضه عليك؟
- نعم، وأنا كنت أريد أن أعزف على البيانو فى البداية، وكنت أكره العزف على الكمان حتى تمكنت من إخراج صوت منه، ووجدته قريبًا لقلبى، كما أنه شجعنى على المذاكرة، واحترفته حتى وصلت لمرحلة المطرب العازف، والمطرب العازف أفضل من المطرب العادى، ولم أترك الكمان حتى الآن، ما زلت أعزف عليه، ولدىّ عشق للموسيقى الكلاسيك.
■ إذن تعلمت من والدك الكثير؟
- والدى كان عازفًا شرقيًا، ولم أتعلم منه كثيرًا، وعندما ترك أم كلثوم ذهب لعمان، وكان عمرى وقتها ١٠ سنوات، بعد وفاة والدتى، لذا لم يكن والدى يعيش معنا، وكان يريد توظيفى فى «الكلاسيك»، ولم يكن فى تفكيرى الغناء وقتها، وأى بيت فى هذا الوقت كان يحتوى على بيانو، وكان ثروة وقتها، وكانت الأسر تشتريه لتربية الذوق والحس الغنائى لدى أفرادها، البيت الذى تُعزف فيه الموسيقى ويُقرأ فيه القرآن يكون بيتًا لطيفًا جدًا، ويربى على الحس المرهف.
■ هل تتذكرين النصائح التى وجهها إليك؟
- والدى كان دائمًا يتحدث معنا فى التليفون بحكم سفره، وكان دائمًا يقول لنا: «ذاكروا قرآن»، وكان والدى عصاميًا، وأصبحنا مثله، واخترق الحياة الموسيقية بمجهوده، وأنا انتهجت نفس المنهج.
■ ما كواليس لقائك أم كلثوم عندما كنتِ طفلة؟
- كنت طفلة صغيرة عمرها نحو ٧ سنوات تقريبًا، ذهبت مع والدى عازف الكمان فى فرقتها، وشعرت بارتباك شديد لحظة دخولها الاستديو، لدرجة أن أحد العازفين أغلق البيانو على أصابعى من شدة التوتر حينما دخلت، وعندما رأتنى أخذتنى فى حضنها، وبدأت البروفة ثم غنت، وبعد ذلك أعطتنى ٥ جنيهات.
■ على الرغم من تخرجك بتقدير امتياز فى دراستك الجامعية فلم يتم تعيينك معيدة.. لماذا؟
- أنا إنسانة قدرية، وكنت أرتب مثل أى شخص فى الحياة أن أفعل ما أريده، لكن قدر الله يختلف كثيرًا عما نريده، وتجدين نفسك فجأة فى مسار آخر، وكأنها «طبطبة من ربنا»، وهذا ما حصل معى فى عدم تعيينى، وأنا راضية بقدر الله، ودائمًا أطلب منه أن يكون معى، وتوفيقه سبقنى، ولم أشعر بالندم على أى شىء نهائيًا.
■ ماذا عن قصة ارتباطك بالموسيقار ياسر عبدالرحمن؟
- توفيق الله هو ما جمع بينى وبين ياسر، قصة حبنا بدأت بالموسيقى، وآلة الكمان، كنت آراه أثناء وجوده فى المعهد وهو يتلقى درس العزف، وأحببته دون أن أخبره، وكنا نعمل فى وقت الفراغ من أجل التكسب وكنا نعزف معًا، وكان يسكن بالقرب من منزلى وكان يوصلنى وكنا نتحدث كثيرًا وأحببنا بعضنا وتزوجنا.
■ هل شعرتِ بانكسار بعد الانفصال؟
- لا، لا توجد انكسارات ولا أحزان فى حياتى، «الضربة اللى متكسركيش بتقويكى»، وانفصالى عن «ياسر» لم يكسرنى، لأن هذا قدر الله مثلما قربنا فرقنا، كما أننى مؤمنة بأنه بعد مرور السنوات تتغير الأذواق والأشكال والآراء وكل شىء، والتاريخ يعيد نفسه، لذا أنصح أى شخص مقبل على الطلاق بأن يتروى، وفى الأخير هذه اختيارات الله للأشخاص، وبالنسبة للكثيرين من الناس، الانفصال هو انكسار، بالعكس من الممكن أن يكون بداية لشىء أفضل، وأنا ممتنة لله ولن أوفيه شكرًا، وحبيبة ابنتى معى وأنا سعيدة بها والحمد لله، والحياة صعبة، وحلاوتها فى صعوبتها.
■ لو لم تصبحى مطربة.. ماذا كنت ستعملين؟
- كنت أريد أن أصبح مدرسة، وأعزف مع الأوركسترا، لكن الله وجهنى لما هو أفضل.
■ ما الأسباب الحقيقية لتوقفك عن إصدار الألبومات والاكتفاء بتترات المسلسلات؟
- الكل يعمل حاليًا من أجل «الفلوس» فقط، والأفكار والظروف تغيرت الآن، فى الماضى كنا حريصين على أن نجرى بروفات كثيرية حتى لا نقع فى أخطاء فى العزف أو التسجيل، وكنا نترقب ردود أفعال الجمهور ونخشى تجاهله لنا، ولذلك اتجهت إلى غناء تترات المسلسلات لقوتها، والتتر القوى ينبع من كاتب المسلسل القوى.
■ هل تقدمين أغنيات جديدة قريبًا؟
- هناك أغنية كتبها الشاعر حسن رياض ولحنها على يوسف، وهى توزيع أحمد محمود، واسمها «رمانك حداق.. عنبك لا ينداق»، وسأغنيها فى حفلة ٣٠ أكتوبر المقبل.
■ تتر «المال والبنون» لا يزال عالقًا فى أذهان المستمعين والمشاهدين.. ماذا عن كواليسه؟
- غنيته ولم أكن أعلم أن المسلسل والتتر سيكونان بهذه الأهمية وسيُكتبان فى تاريخ الدراما المصرية، والمسلسل تم إنتاجه فى بدايتى فى عالم الغناء، ودائمًا ما تكون البدايات قوية وتعتبر بمثابة نعمة من الله، وعلى الحجار هو النجم الوحيد فى هذا العمل، وكنا نسعى لإثبات ذواتنا، والحمد دخلنا التاريخ، وهذا ترتيب من الله، والموضوع لم يكن مرتبًا له ولم يكن فى تفكيرى، وأعتبره توفيقًا من الله بعيدًا عن الملكة والموهبة.
■ هل توقعت انتشاره بهذه الطريقة؟
- لا، لم أكن أتوقع هذا النجاح نهائيًا، ولم أكن أتوقع أن يتواصل الطلب على سماعه إلى الآن، وكل هذا توفيق من الله.
■ ماذا عن تعاونكِ مع عمر خيرت؟
- تعاونى مع عمر خيرت توفيق من الله لم أكن أرتب له إطلاقًا، وهذا ما أنصح به الناس، أعمل فقط والله يقدر الخير دائمًا، ولا ترفض أى عمل، وباختصار عمر خيرت كُتب فى تاريخى وهذا شىء مشرف لى، وأعتز به كثيرًا.
■ أى الشعراء الذين كتبوا لك تفضلين؟
- مجدى نجيب، وعبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب ورضا أمين وإبراهيم عبدالفتاح وطاهر البرنبالى وبهاءالدين محمد الذى تعاون معى فى أول ألبوم فى أغنية «روحى وروحك»، أما أقرب الشعراء لقلبى فؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم، وأريد أن أؤكد أن الأغنية لا بد أن تتضمن شعرًا حقيقيًا، والنجاح ليس بالشخص فقط، بل بالتوليفة التى يصنعها الفنان، والاختلاف شىء مهم للغاية ويمنح الأعمال استمرارية وجماهيرية.
■ هل لديك طقوس معينة قبل الصعود إلى خشبة المسرح؟
- أنا مؤمنة بأن الموت يأتى فى أى لحظة، لذا قبل صعودى على المسرح يجب أن أقرأ قرآنًا وأصلى.
■ أى من عظماء الغناء كنت تودين العمل معه؟
- كنت أتمنى التعاون مع محمد فوزى، وكنت أحلم بأن أغنى معه «دويتو».
■ هل أنتِ راضية عن مشوارك خلال الـ٣٠ عامًا الماضية؟
- راضية تمامًا عما قدمته طوال الثلاثين عامًا، لأننى مؤمنة بأنها أرزاق، ولو عاد الزمن للوراء مرة أخرى سأعيش حياتى بالطريقة التى عشتها، وسأرتكب نفس الأخطاء لأننى لن أتغير.