رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيتر ماهر: حضور «عبد الناصر» لتمتعه بكاريزما عابرة للأجيال

بيتر ماهر الصغيران
بيتر ماهر الصغيران

قال القاص بيتر ماهر الصغيران: حضور الرئيس جمال عبد الناصر حتى الآن يؤكد على حقيقة هامة وهى مدى قدرة تأثير الكاريزما التي تمتع بها وكانت عابرة للأجيال.

وتابع موضحًا في تصريحات خاصة لــ"الدستور": على المستوى الدولي والمحيط الإقليمي الوقت الذي ظهر به عبد الناصر هو وقت ما يعرف بالزعامات ودعوات التحرر من الاستعمار وخصوصًا الدول التي كانت خارجة من الحرب العالمية الثانية حيث وجدت بعض الدول نفسها في حرب لا ناقة فيها ولا جمل لذلك بدأت فكرة الزعيم الذي يدعو إلى الاستقلال سواء من الاستعمار أو الاستقلال على المستوى الوطني فلم يكن الاحتلال مجرد قوات أجنبية على الأرض بل كان الاستعمار تواجد شركات تابعة للمستعمر تدير شركات تدعم الأجانب ضد ابناء البلد.

وأردف: لذلك كانت الدعوات في حقبة الستينات من القرن العشرين دعوات تحررية وقارة أفريقيا نالت نصيب الأسد من استنزاف مواردها الطبيعية من المحتلين، الرئيس جمال عبد الناصر كان يحمل سمات الزعيم الذي استطاع أن يوحد العرب والأفارقة ضد قوى الاستعمار والتابعية، لذلك تم اعتبار الرئيس جمال عبد الناصر المعبر عن أحلام العرب جميعًا.

أما على المستوى المحلي الداخلي٬ جاءت الثورة بمجموعة من المبادئ العامة التي وضعت خريطة طريق لمستقبل التنمية كان يكفي القضاء على الاستعمار وأعوانه والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال والقضاء على الإقطاع وإقامة عدالة اجتماعية كل تلك المبادىء العامة التي نادى بها عبد الناصر فتحت أمام الطبقة المتوسطة الطريق إلى التطلع إلى مستقبل أفضل. بل وضع نظام للتأمين الصحي والمعاشات وتم تأميم بعض الشركات وجعلها وطنية وملك الشعب.

كل تلك المبادئ التي نفذ منها الجزء الأكبر منها جعلت اسمه مازال يتردد بقوة حتى الآن. عبد الناصر كان لديه مشروعًا قوميًا ووطنيًا لكن لم يكن أعوان في السلطة على نفس القدر من هذا الحلم أو حتى الطموحات فالبعض منهم ذهب لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الشعب حتى تحولت المبادىء العامة إلى مجرد مبادئ تخدم أصحاب المصالح فقط. لكن فيما بعد نكسة يونيو حاول الرئيس جمال عبد الناصر القضاء على بعض الفساد الذي دب في السلطة وتصفية بعض القيادات التي ساهمت في ابتعاد المبادئ العامة التي وضعها عن حيز التنفيذ.

واختتم: أعتقد أن مشروع السد العالي أدى دوره أكثر من مرة على مدار خمسين سنة منذ بدء التشغيل فكم مرة حمى مصر من الفيضانات والجفاف بل ووفر الكهرباء من مصدر نظيف ومتجدد وغير مكلف.

السد العالي هو من أهم المشاريع القومية في القرن العشرين وأعتقد أنه سيظل من أبرز المشاريع التي ناضل الرئيس جمال عبد الناصر لتنفيذها رغم أنف قوى الاستعمار.