رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جريمة المقاول الأجير.. هَرّب 650 ألف يورو واستخدمها فى تجديد «شاليه» دون سداد الضرائب

 المقاول الهارب محمد
المقاول الهارب محمد على

كشفت مصادر إعلامية إسبانية عن أن المقاول الأجير الهارب إلى إسبانيا، محمد على، يواجه تهمًا تتعلق بغسل الأموال والتهرب الضريبى، مقدمة ضده من جهات رسمية إسبانية، هى وكالة الدولة لإدارة الإيرادات «AEAT»، ووحدة الجرائم المالية والضريبية بالشرطة الوطنية «UDEF».

وبينت المصادر أن الجهتين ذكرتا أن محمد على «تمكن من تهريب كميات كبيرة من المبالغ النقدية بعملات أجنبية بطرق غير مشروعة من مصر إلى داخل إسبانيا، واستخدم جزءًا منها فى تجديد شاليه يملكه هناك، دون سداد ضريبة المبيعات المستحقة على هذه العملية».

أوضحت المصادر أن السلطات المعنية تلقت بلاغًا، فى فبراير ٢٠١٩، يفيد بأن المقاول الأجير تمكن من تهريب ٦٥٠ ألف يورو إلى داخل إسبانيا، دخلت البلاد فى ٣ حقائب، خلال الفترة ما بين ديسمبر ٢٠١٨ إلى أوائل ٢٠١٩.

وتضمن البلاغ الاسم الكامل لأحد الأشخاص، لم يتم الكشف عنه، شهد عمليات تسليم تلك الأموال، التى تمت فى سيارة فارهة، فى منطقة «سانتا كولوما دى جرامينيت» بمدينة برشلونة.

وكشف البلاغ الذى تحقق فيه السلطات الإسبانية عن أن هذه المبالغ التى دخلت البلاد بطريق غير مشروع استخدمت فى إجراء تعديلات على «الشاليه» الذى يسكنه محمد على فى منطقة «كابريرا دى مار» ببرشلونة، وذلك بسداد جزء من تكلفة الإصلاحات فى شكل «نقود سوداء».

وبَين أنه تم سداد الدفعة الأولى من تكلفة تجديدات ذلك «الشاليه» البالغة ٩٣ ألفًا و٩٨٤ يورو، عن طريق شركة «ميدريرفور»، فيما بلغت تكلفة المرحلة الثانية من التجديد ١.٢٨ مليون يورو، وتم إسنادها لمكتب «ألونصو بابلاجير» الهندسى.

وشدد البلاغ على أن «على» سدد المبلغ دون دفع ضريبة المبيعات عن ٥٠٪ من إجمالى المبلغ، وذلك بسداد ٦٤٤ ألفًا و٣٠٤ يورو مقابل جزء من أعمال التجديدات بـ«طريقة سوداء»، أى عن طريق أموال مجهولة المصدر ودخلت البلاد بطريق غير مشروع.

وتعكف سلطات التحقيق حاليًا على دراسة ملف المقاول الهارب، فى ضوء الاتهامات الموجهة له بشأن غسل الأموال والتهرب الضريبى.

وسلط إعلاميون وصحف إسبانية الضوء على عدة تهم تواجه المقاول الهارب، من بينهم الصحفى إيجاسى خورّو، فى صحيفة «cronicaglobal»، الذى قال إن هناك الكثير من التساؤلات حول محمد على، الذى دفع ٢٠٠ ألف يورو لكى يقدم للصحافة مشروعًا وهميًا فى برشلونة، عبارة عن إنشاء «الهرم المتوسطى» الرابع، بجوار حديقة «المداخن الثلاث» فى منطقة «سانت أدريا دل بيسوس».

وأضاف أن محمد على، الذى تطلبه مصر وتلاحقه بتهم تهرب ضريبى، استطاع أن يبيع الوهم للإعلام الإسبانى من خلال هذا المشروع، بمساندة من مؤسسة رأى وإحدى وكالات الإعلانات، اللتين تعملان على الترويج للمشروع.

واستعرض التقرير تاريخ محمد على منذ وصوله إلى إسبانيا، قائلًا: «محمد على وصل إلى إسبانيا فى عام ٢٠١٨، ودخل البلاد بتأشيرة ذهبية (إقامة مقابل شراء عقار تزيد قيمته على ٥٠٠ ألف يورو)، ووقتها كان معروفًا فى مصر لدى الصحافة الفنية وأفلام الدرجة الثانية حينها».

وواصل: جاء محمد على إلى إسبانيا بحثًا عن لفت الأنظار، وقد وجد ضالته فى المشروع، وساعده فى ذلك عدد من المديرين، أبرزهم المستشار رافائيل سالانوفا روما، موضحًا أن سالانوفا هو أحد مشاهير الأعمال فى برشلونة، وسجله التجارى يضعه على رأس شركتى «يونيفرسال دى برويكتوس»، الكائنة فى شارع «آريباو»، و«ذى ليديجيرز» لإدارة المشروعات، وكان يملك مشروعًا سابقًا تمت تصفيته، وهو شركة «ميوزيك دريمز» للإنتاج، والعديد من المصادر وصفته بأنه «رجل كل المهام».

وحسب المصادر، فإن «سالانوفا» وعد محمد على بجلب مستثمرين أجانب لتمويل مشروع «هرم المداخن الثلاث».
وكشف التقرير الصحفى عن توقيع المقاول الأجير مع شركة «راى فاتتورى»، التى تديرها ياسمينا سالانوفا، قريبة المدير العضو المنتدب لشركة «هيلب إيبفينتس»، عقدًا لتنفيذ المشروع الوهمى، تضمن سداد السعر على ١٠ دفعات قيمة كل منها ٥٠ ألف يورو، بالإضافة إلى ضريبة المبيعات، وسُدد نصف هذه الدفعات عن طريق شيك بنكى باسم رافائيل سالانوفا، والنصف الآخر نقدًا.

وبالتزامن مع توقيع العقد، بحث محمد على عن مكتب هندسى يصمم شكل المشروع المزعوم، ووجد ضالته فى مكتب «آلونصو»، وذلك من خلال تأجيره، علمًا بأن هذا المكتب الكائن فى منطقة بالو آلتو ببرشلونة لديه سابقة أعمال لا بأس بها، مثل: فندق «هيربيريا تاورز» فى بلدة هوبيتاليت دى يوبريجات، والمركز التجارى «أرينا» فى برشلونة، وآخر اسمه «بوديجاس بروتوس» فى مدينة بلد الوليد، والفندق العائم «أنبورن» الذى وعد أن يرسو فى برشلونة.

ووفقًا للتقرير، عمل صاحب المكتب الهندسى مع الهارب محمد على دون الخوض فى أى تفاصيل، لكن المعلومات التى توصلت لها الصحيفة الإسبانية بالنسبة للعقد الذى وقعه الطرفان، أكدت أن صاحب المكتب أصر على أن يحصل على تصميم تحويل جزء من منطقة «المداخن الثلاث» إلى هرم، غير أن المكتب «الحريص» سلمه مشروع بناء مركز ملاهٍ متعدد الأغراض فى أكثر من موقع بإقليم «كتالونيا»، وذلك مقابل ٣٠ ألف يورو دفعت حسب الاتفاق، وهو الثابت فى مستندات المشروع الاستثمارى.

وأضاف أن الصفقة تمت من خلال اتفاق بين وكالات إعلانات فى برشلونة تم التعاقد معها مقابل ٤٠ ألف يورو، وبعدها تم الإعلان عن المشروع فى الصحافة، ونُشر الخبر فى صحف: «لافانجوارديا» و«فيا إمبريسا» و«إلبيريوديو» و«إيل» و«إب باييس» و«تيندينثياس» و«إكسبانسيون» و«إيه بى سى» و«هابيتاكليا» و«فوتوكاسا» و«أوروبا بريس» و«كتالونيا بريس» و«إيل موندو»، إلى جانب موقع «والدياريو» و«تى فى٣»، وهو ما كشف عن وجود شبهة نصب حول صاحب المشروع.

وحصل المقاول الهارب محمد على من وراء ذلك الاستثمار على ميزات إضافية أخرى، منها التواصل مع وسائل الإعلام، التى قدم نفسه لها على أنه معارض تطارده مصر، كما عمل على تأكيد صورته السابقة بأنه «يوتيوبر» معارض، وتوسع فى التواجد على «فيسبوك»، وبدأ يتفاخر بعدد متابعين يزيد على المليون.

وذكر التقرير أنه فى صيف ٢٠٢٠ انتشر خبر مشاجرة بين «على» ورافائيل سالانوفا، بعد أن اتهمه الأخير بالخداع، حسبما أفادت بعض المصادر من الشرطة، فلم يكن لدى مشروع «المداخن الثلاث» أى مستشارين مهنيين، ولا خطة استثمار، ولا تنسيق مع هيئة المجتمعات وتطوير المنطقة.

كما أن ملف المشروع لم يضم سوى العقود الثلاثة، وهى العقود التى شكلت جزءًا من البلاغ الذى تنظره الآن وحدة الجرائم المالية والضرائب «UDEF»، وجهاز شرطة إقليم كتالونيا، ووكالة الإيرادات «AEAT» بتهم التهرب الضريبى.

وأشار التقرير إلى أن من يدير شركة «أملاك»، المملوكة لـ«محمد على»، هو يوسف المالكى، عامل ديليفرى سابق لدى «برجر كينج» فى بلدة ماتارو وسائق المقاول الهارب، منوهًا إلى علاقة «على» مع ابن عمه صفى الدين البيجاوى، الذى عمل معه، ثم هرب إلى فرنسا بعد أن سئم من أعمال الفساد التى يديرها رجل الأعمال، حسب مصادر مقربة منه.

وقدم صاحب مشروع «هرم المداخن الثلاث» فى برشلونة بلاغات ضد المقاول الهارب محمد على، فى الإدارة الضريبية الإسبانية، والشرطة القضائية الإسبانية، متهمًا إياه بـ«تهريب أكياس مليئة بالأموال من مصر إلى إسبانيا».

وذكر البلاغ أن هذه الأموال مصدرها بيع أملاك لـ«محمد على» فى القاهرة بـ١ مليون يورو، و٢٩ سيارة بما يقارب ١٦٣ ألف يورو، مشيرًا إلى أن ما تسلمه المقاول فى إسبانيا استخدمه فى أعمال ترميم الفيلا الخاصة به فى قرية «كابريرا دى مار» بمدينة برشلونة.

كما يواجه «على» تهمة شراء حصانين أصيلين من شركة «كان فيلا بق سان إستيفى»، فى برشلونة، عام ٢٠١٩، نقدًا دون دفع الضريبة المقررة، وهو ما تنظره وحدة الجرائم المالية والضرائب UDEF.