كيف دعمت واشنطن اليونان أمام أوهام أردوغان؟

دعمت الولايات المتحدة الأمريكية، اليونان، أحد أعضاء حلف شمال الأطلنطي، ضد الانتهاكات والاعتداءات التركية المتكررة في منطقة شرق المتوسط، رغم تعويل نظام رجب أردوغان على غض واشنطن الطرف عما يقوم به في المنطقة.

واتخذت واشنطن عدة خطوات لتؤكد للنظام التركي أنه عليه التوقف عن مثل هذه التصرفات، ومن بين هذه الآليات:

إغلاق قاعدة إنجرليك وسحب الرؤوس النووية:
تعتبر قاعدة إنجرليك الجوية من أهم القواعد الأمريكية في تركيا والتي تحصل بموجبها على دعم سياسي ومالي كبير من واشنطن وحلف الناتو، إلا أن نواب بالكونجرس الأمريكي ومسئولون بارزون، طالبوا بإعادة النظر في هذه القاعدة وضرورة سحب واشنطن الرؤوس النووية الخمسين التي تخزنها حاليًا في إنجرليك بالقرب من الحدود السورية ونقلها إلى اليونان خصم تركيا.
وتخضع قاعدة إنجرليك للسيطرة الأمريكية منذ عام 1955 وهي واحدة من أهم الأصول الاستراتيجية لحلف الناتو، إلا أن سياسات نظام أردوغان دفعت واشنطن لتهديده بترك أنقرة وحيدة وعدم الرضوخ لأي ابتزاز من قبلها.

منح اليونان صفقات عسكرية متطورة:
أعلنت السفارة الأمريكية لدى أثينا، الأسبوع الماضي، عن تقدم الحكومة اليونانية بطلب إلى نظيرتها الأمريكية لشراء صواريخ طراز "هاربون RGM-84" المضادة للسفن، بجانب أسلحة أخرى لتعزيز قوتها العسكرية.
ويعتبر صاروخ هاربون من أقوى الأسلحة المضادة للسفن، والذي سيمثل دعما كبيرا للبحرية اليونانية في مواجهة اعتداءات التركية المتزايدة على حقوق اليونان في منطقة المتوسط.

تعزيز المناورات العسكرية المشتركة:
وسط التوترات الحاصلة مع تركيا على خلفية أعمال التنقيب شرقي البحر المتوسط، بدأت اليونان اليوم الاثنين، تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة باستخدام الدبابات والأسلحة البرية لمدة 5 أيام بالقرب من الحدود البرية مع تركيا.
ومن المخطط أن تمتد المناورات من 14 سبتمبر حتى 18 من الشهر ذاته، بمشاركة أفضل دبابات الأمريكية والأسلحة المتطورة.
وأكدت تقارير يونانية أن المناورات تجري من أجل الحفاظ على أقصى درجات الاستعداد، وذلك بعد الإعلان عن تحريك تركيا عشرات الدبابات إلى الحدود مع اليونان.

واشنطن تقيم منشآت أمنية بقبرص لدعم اليونان:
وقع وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس، السبت، مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو مذكرة تفاهم بشأن إقامة منشآت أمنية وعسكرية على الجزيرة، لمجابهة الاعتداءات التركية المتكررة بحق قبرص، ولدعمها بجانب حليفتها اليونان، حيث تستهدفهما تركيا نظرا لتوافقها في منطقة شرق المتوسط والتفاهم بشأن مشاريع النفط والغاز.
وستمثل هذه المنشأة دعما قويا لقبرص واليونان، فلن تقدر تركيا على التعرض بعد ذلك لسفن اليونان أو قبرص أو مصالحهما الاقتصادية.