رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سحر مدفوع الأجر.. صفحات على «فيس بوك» تروج لأعمال شعوذة

فيس بوك
فيس بوك

"عايز تتعلم السحر؟، إزاي تأذي عدوك؟، تعمله عمل سفلي؟"، أسئلة تصادفك دومًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لأشخاص وأماكن يدعون أنهم يعلمون السحر والأعمال السلفية واستدعاء الجن بمقابل مادي أو القيام بأعمال شعوذة مدفوعة الأجر.

أصبح سهلا أن يقوم شخص بعمل سفلي يؤذي به آخر، كل ما عليه التواصل مع أحدى تلك الصفحات ودفع المبلغ المطلوب، وفي المقابل ظهرت صفحات لفك السحر والأعمال.

ويؤكد عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، أن السحر مذكور في القرآن، لكنه لا ينال من شخص يتحصن بذكر الله سبحانه وتعالى، والتحصين يكون من خلال المداومة على قراءة سور "الإخلاص، الفلق، الناس" وهي تعتبر من الرقى الشرعية.

ويوضح أن أذي المسلم لأخيه شيء مكروه، وأن المذاهب الأربعة أتفقت على أن تعليم السحر وتعلمه حرام سواء على الراغب أو الذي يتولى تعليمه للغير، لما فيه من أذي وشرور لآخرين.

ويضيف: "بعض المذاهب مثل الشافعية ذهبت إلى أن السحر مثل الكفر وتعليمه مثل دفع الناس على الكفر"، مستدلًا على ذلك بقول الله تعالى: "وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر"، وهو ما يبين حرمانية السحر والأعمال.

وعبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تسمى "سر الأسرار"، يزعم صاحبها أنه خبير في علم السحر والأعمال، معلنًا عن دورة بمبلغ 1000 جنيهًا من أجل تعليم السحر بداية من السلفي وحتى الأسود الذي يعد أخطر أنواعه وفق ما يدعى.

وعلى صفحة آخرى تسمى "جلب الحبيب بالسحر"، وجدنا إعلانا لدورات في تعليم السحر والشعوذة، لاستخدامهم في جلب الحبيب، وبلغ سعر الدورة 700 جنيه، فيما أن خدمة سحر الحبيب كان 300 جنيهًا.

ويؤكد محمد مهدي، استشاري الطب النفسي، بأن السحر والأعمال لا يمكنهما التحكم في مصائر البشر، لأن الله وحده بيديه التحكم في مصير الخلق، مبينًا أن السحر والأعمال لا علاقة لها بعلم النفس أو الطب النفسي نهائيًا.

يشير إلى أن هناك اعتقاد بأن أي أعراض غريبة تظهر عليهم ليست جسدية لكن نفسية، فهي محض سحر أو عمل سفلي، مشيرًا إلى ضرورة توجه أي شخص يشعر بتلك الأعراض الغريبة إلى طبيب نفسي يقوم بعلاجه بطريقة صحيحة وعلمية.

يضيف: "الدجالون والمشعوذون ليسوا على علم بالعلاج النفسي الصحيح للأعراض الغريبة التي تبدو على البعض، وقد يكون تفسيرها مجرد هلاوس نتيجة ضغط أو صدمات عصبية، فيقومون بضربهم بدعوى إخراج الجن أو فك العمل".

وبالفعل تجاوب الشباب مع تلك الصفحات التي يدعي أصحابها بأنهم يعلمون السحر والأعمال، منهم بسمة.س، 25 عامًا، فتاة جامعية ورغم صغر سنها إلا إنها كانت مولعة بعالم السحر والشعوذة، لذلك خاضت تجربة من أجل تعلم تلك الخرافات.

تقول: "من صغري كنت أقرأ عن السحر، ومؤخرا لفت انتباهي إعلانا على أحد الجروبات لفك السحر، من خلال دورة للتدريب تقدمت لها".

وتضيف: "الدورة كانت غير مفيدة لأن المدرس خد 500 جنيه في مقابل تعليم السحر وأسرار العالم الآخر، لكن محاضراته كانت متأخدة من الإنترنت وأي حد ضليع وقرأ عن العالم الآخر هتكون بالنسباله المعلومات دي معروفة ومعادة، عشان كدة مكملتش".

تنفق مصر سنويًا على أعمال السحر والشعوذة ما يتراوح بين 10- 25 مليار جنيه سنويًا، لفك الأعمال والسحر الأسود، إضافة إلى أن محافظات الوجه القبلي هي الأكثر إنفاقًا على تلك الأشياء، وفق إحصاء المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في الربع الأول من 2020.